السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليك. ما السبيل الى تدبر القرآن الكريم؟ الحمد لله رب العالمين. هذا سؤال عظيم وقد عقدت فيه محاضرة كاملة وذكرت جملا من قواعد التدبر فلعل السائل يرجع اليها. لان الاجابة في هذه الفتية ستكون مختصرة جدا واني ادل السائل على ان يرجع او الى ان يرجع الى هذه المحاضرة قواعد في تدبر القرآن وسوف يجد فيها ان شاء الله بغيته ولكنني اعطيك خطوطا عريضة وفقك الله ان من اعظم ما ينبغي الاهتمام به كثرة دعاء الله عز وجل ان يشرح صدرك لفهم القرآن وتعقله وتدبره فانا التدبر عمل قلبي وان اعظم ما من يستعان به في امر القلوب انما هو علام الغيوب. فالدعاء الدعاء ايها المسلمون. اكثروا من الدعاء وانطرحوا بين يدي الله عز وجل مبتهلين متخشعين خاضعين معترفين بفقركم اليه عز اكثروا من ان يشرح اكثروا من دعاء انشراح الصدر. عند قراءة القرآن. فالله عز وجل هو الذي يقلب القلب لفهم القرآن ويصرف القلب لتعقل القرآن وتدبره. هذا اول واعظم واخطر واهم ما به وفقك الله. ان تنطرح عند عتبة باب الكريم تبارك وتعالى. وان تكثر من دعائه واللهج بذكره وتتخير الاوقات التي يرجى الاستجابة ولا تمل ولا تكل واطل النفس في الدعاء واعد وكرر والح على الله عز وجل وابشر بالخير الامر الثاني معرفة الله عز وجل بمقتضى اسمائه وصفاته فان المتقرر في القواعد ان تعظيم الكلام فرع عن تعظيم القلب للمتكلم وان الملك فلانا ابن فلان قد كتب لك كتابا يخصك بالذكر. فهل ستقرأ كتاب الملك او رسالة الملك وهو من ملوك الدنيا وانت مضطجع او نائم او يأتيك النوم وانت تقرأ رسالته هل يمكن ذلك؟ بل والله سوف تسخر حواسك كلها وما اتاك الله من طاقة الفهم والتدبر والتعقل ان تقرأ رسالة هذا الملك كلمة كلمة حتى تتفهم مراد الملك ومطلوبه فكيف بكلام ملك الملوك ولكن تجد اننا ننام عند القرآن ويكثر تثاؤبنا عند عند القرآن. فنمر على ايات الوعد ولا نتدبر والوعيد ولا نتدبر وايات العقائد وايات الاسماء والصفات وايات التعظيم. ومع ذلك لا نتدبر. لماذا؟ لان قلوبنا اه لا تعرف الله عز وجل ولا تعرف عظمة المتكلم بهذا الكلام. فلو اننا قرنا عظمة الله عز وجل في وقت القراءة حينئذ لخشعت قلوبنا فاذا الذي تكلم بهذا الكلام لابد ان نتعرف على عظمته. لا بد ان نتعرف على اسمائه وصفاته حتى تكون قلوبنا حاضرة حتى تكون قلوبنا حاضرة. انا اقول اذا اهتممت بهذين الامرين فانك سوف تكون متدبرا لكتاب الله عز وجل. ثم يأتي بعد ذلك الامور التكميلية كقراءة القرآن في مكان لا ضجيج فيه وحسن اختيار الوقت والتكرار الذي الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وان يقرأه الانسان بشيء من التغني والتحزين. كل ذلك من الوسائل التي تعين على تدبر القرآن وتعقله والله اعلم