احسن الله اليكم كيف نرد على من يجوزون الاحتفال بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم؟ عليه الصلاة والسلام. بكونهم يقولون ان هناك للشيخ الاسلامي ابن عبدالوهاب رحمه الله تبارك وتعالى. يقام في المملكة فكيف نرد عليهم الحمد لله رب العالمين وبعد لقد درسنا سابقا ان الشبهة انما تثور في ذهن الانسان اذا فرق بين متماثلين او جمع بين امرين مختلفين وهذه الشبهة التي ادلى بها هذا الفريق او هؤلاء هي مبنية على الجمع بين الامرين المختلفين فهم جمعوا بين امرين مختلفين غاية الاختلاف وبيان ذلك ان نقول بان التخصيص ينقسم الى قسمين الى تخصيص عرفي عادي والى تخصيص تعبدي شرعي فالذي لا يفرق بين هذين التخصيصين سيخلط بين امور كثيرة فالعلماء يقررون بان هناك من التخصيصات ما يكون الاصل فيه الحل والاباحة وهو التخصيص العرفي العادي وهناك من التخصيصات ما يطلب فيه دليل وهو التخصيص الشرعي الدينية فان قلت وما الفرق بين التخصيصين فاقول ان التخصيص ينظر الى سببه فان كان تخصيصا يراد به تعظيم الزمان او تخصيصا يراد به تعظيم المكان فاننا حينئذ نطلب فيه دليلا فالتخصيص التعبدي هو تخصيص الزمان لزمانيته وتخصيص المكان نيته. فكل من خص زمانا لزمانيته او خص مكانه لمكانيته فقد اتخذ هذا الزمان او المكان عيدا واما التخصيص الذي لا يراعى لا يراعى فيه الزمانية ولا يراعى ولا يراعى فيه المكانية فهو تخصيص عرفي لا بأس به فانت ترى احيانا اننا نخصص يوم السبت لتدريس التوحيد. بينما نخصص يوم الاحد لتدريس التفسير. بينما نخصص يوم الاثنين لتدريس الفقه فهل هذا تخصيص يطلب فيه دليل؟ الجواب لا. لانه تخصيص للزمان لا لزمانيته وانما من باب التنظيم والترتيب فقط فاسبوع الشيخ محمد رحمه الله تعالى يكتنفه امران لابد من فهمهما حتى حتى يبين الفرق بينه وبين الاحتفال بمولد النبي الله عليه وسلم الامر الاول انه كان اسبوعا واحدا لم يتكرر فقط بينت فيه دعوة الشيخ محمد رحمه الله وبين فيه اهمية التوحيد وطبعت فيه كتبه ووزعت فيه مؤلفاته واميط عن دعوته كثير من التي يدلي بها اعداء الدعوة السلفية. ثم انتهى ذلك الاسبوع وانقضى امره في تلك السنة فقط اذا هو لا يحمل صفة التكرر والاستمرارية الامر الثاني انه لم يجعل في اليوم الذي ولد فيه الشيخ محمد رحمه الله تعالى. وانما خص اسبوعا من هذا العام ليس لذات الزمنية. فهم فهم خصصوا اسبوعا من سنة واحدة لا لذات الزمنية. فهذا من باب التخصيص العرفي العادي لان هذا الاسبوع لم يجعل زمانه لذات الزمانية. فاذا لا بد ان ننظر في اسبوع الشيخ محمد رحمه الله بهاتين النظرتين انه اسبوع واحد لم يتكرر كل عام في وقت معين والامر الثاني انه لم يجعل زمانه لتعظيم الزمانية. فاذا تخصيص الشيخ محمد تخصيص اسبوع الشيخ محمد انما كان تخصيصا عرفيا وهذا جائز في الشيخ محمد رحمه الله وفي غيره من العلماء وفي غيره من الكتاب وفي غيره من الادباء. فاذا اردنا ان ننشر سيرة احد من له اثر في الاسلام حميد. ثم جعلنا له اسبوعا لا نخصه لذات الزمانية. وانما من باب بيان دعوته ومن باب الدعوة الى كتبه ومن باب بيان اه زيف ما القي على دعوته فهذا جائز لا بأس به في الشيخ محمد وفي غير الشيخ محمد رحمه ثم لانه داخل تحت التخصيص العرفي الزماني. واما مولد النبي صلى الله عليه وسلم ونسأل الله ان يجعله شفيعا لنا يوم القيامة هو بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم فانهم يخصون زمانه لذات الزمانية فهم يخصون الاحتفال بهذا اليوم بخصوصه لامر حصل في هذا اليوم وهو ولادته صلى الله عليه وسلم على قولهم هم. والا فان يوم مولده صلى الله عليه وسلم قد اختلف العلماء فيه اختلافا كثيرا. فالشاهد انهم يخصون هذا اليوم بهذا الاحتفال مراعين فيه للزمانية فهم يخصصون الزمان لذات الزمانية ثم يضيفون على ذلك انه يتكرر كلما تكرر هذا الزمان فالذي يجيز بمولد النبي صلى الله عليه وسلم قياسا او الزاما لعلماء السلفية من اهل السنة والجماعة بانهم خصصوا الشيخ محمد اسبوعا فهذا جمع بين امرين مختلفين. جمع بين التخصيص العرفي العادي الذي ليس من شأنه ان يتكرر وليس من شأنه تعظيم الزمنية مع العيد الذي يتكرر كل سنة وخص زمانه لذات الزمانية. فاذا اتفقنا بين التخصيص العرفي العادي والتخصيص التعبدي الشرعي حينئذ نعرف انها شبهة خواء هواء لا طائل من وراء البحث فيها والواجب علينا جميعا ان نتقي الله في ان نستدل على البدع وتجويزها بالامور المتشابهة وندع الادلة الصريحة المحكمة التي قضاء جازما بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على تحريم الاحداث في دين الله. فالواجب ان نتقي الله والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد