اذا تأملنا نجد ان الله جل وعلا ذكر في القرآن انواعا من العباد واضافهم الى نفسه فمن عباد الله عز وجل عباد الرحمن. وها هنا يرد سؤال ما الفرق بين هذه الاظافة وبين الاظافة العامة. يقول الله جل وعلا ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. فكل من في السماوات والارض هم عبيد لله عز وجل. لكن هذه العبادة هي عبودية قهر وذلة وصغار ليس فيها مدح ولا يتعلق فيها تكليف. فالكفار والهوام والدواب والجن والانس وكل كل مخلوق داخل تحت هذا النوع من العبودية. وهذا ليس بتشريف وانما هو اضافة تخليق الله جل في علاه اظاف هذه الاشياء الى نفسه لانه خلقها. وانما التشريف والشرف كل الشرف ان تكون في العبودية الثانية وهي عبودية الطاعة. عبودية الانقياد. عبودية ان تكون به ارادتك عبدا لله عز وجل. فان تكون عبدا لله في اختيار لونك هذا ليس اليك. او طولك ليس اليك او عمرك ليس اليك هذه عبوديات انت مقهور فيها. وانما ان تكون عبدا لله جل في علاه فيما يريده الله جل وعلا ويحبه منك هذه هي العبودية التي تزداد بها شرفا وترتفع بها كعبا عند الله جل في علاه. وتأمل معي ان الله سبحانه وتعالى لم يضف هذه العبودية الى نفسه الا الملائكة المسبحة بقدسه. فقال عز وجل وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن اناثا فوصفهم الله بانهم عباد الرحمن. والجن والانس وعباد الملائكة. لماذا عبدوه وهم لما لهم من المكانة عند الله. وفي قراءة اخرى وجعلوا الملائكة الذين هم عبدوا الرحمن وفي قراءة اخرى وجعلوا الملائكة الذين هم عند الرحمن اناثا. فتريد العندية عند الله جل في علاه لابد اذا من ان ترتقي مراقي العبودية. تصعد الى الله جل في علاه بروحه وبدنه. والله سبحانه وتعالى كفانا فبين لنا صفات عباد الرحمن في سورة الفرقة في سورة الفرقان بيان شاف كاف لصفات عباد الرحمن. ما هي هذه الصفات؟ جاءت في سورة الفرقان وفيها دلالة ان من اعظم الفروقات بين عباد الرحمن وبين سواهم انهم يتصفون بهذه الصفات. وفيها دلالة على ان من اعظم دلالات من هم من الرحمن ان الله جعل لهم فرقانا فيفرقون بين الحق والباطل. يفرقون بين ما هو معين على القصد الى الله جل وعلا ومؤد اليه. وبينما هو معوق عنه سبحانه وتعالى. فيتمسك بما هو معين ويدعون ما هو معوق. ولذلك الله جل وعلا ذكر صفاتهم في سورة الرحمن في سورة الفرقان فقال وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا