لا ابا لكم او لا ابالك هذا اللفظ في الاصل انما يقصد به الدعاء على الرجل بفقد الاب يعني بان يموت ابوه لكن من كثرة الاستعمال والتكرار على الالسنة خرج هذا اللفظ عن معناه الاصلي. فصار لا يقصد به الدعاء كما في قولهم تربت يمينه او عقرى حلقى او نحو ذلك من العبارات التي جرت حتى على لسان النبي صلى الله عليه وسلم دون ان يقصد معناه معناه الاصلي وهو الدعاء على الشخص. فعبارتي لا ابى لك او لا ابا لكم هذه ايضا من العبارات التي كانت في اصل معناها بمعنى الدعاء على الشخص بفقد الاب ولكنها خرجت عن هذا المعنى الى معان اخرى. فتستخدم احيانا بمعنى المدح للانسان. يعني كانه لا نظير له. لا ابى له او لا ابا لك يعني لا نظير لك. فيقولون هذا في سياق المدح للانسان. بمعنى عدم وجود النظير له. واحيانا قد يستخدم بمعنى الذبذب شخص لا ابى لك انه يعني ليس لك اب معروف فيرميه بجهالة الاب ويستخدم في سياق الدم واحيانا لا يستخدم في هذا ولا في هذا وانما يقصد به مجرد الحظ والحث على الفعل. يقصد به الاغراء على الفعل. ومن هذا الباب قول الاعرابي الذي جاء يدعو فما احسن الدعاء ولا احسن الادب في الدعاء. فقال رب العباد ما لنا وما لك؟ قد كنت تسقينا فما بدا لك انزل علينا الغيث لا ابى لك. هو اعرابي يعني بعيد عن الاداب في الدعاء والاعراب اشد كفرا ونفاقا. واجدر لا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله. فمقصوده هنا هو الحفر والحض على الفعل وليس مقصوده المدح ولا الذبح. ولما سمع دعا سليمان ابن عبدالملك هذا الدعاء من الاعرابي او لما اخبر بهذا فقال اشهد انه لا ابا له ولا ولد ولا صاحب. فحمله على على هذا المعنى الحسد