يسأل تفسير ايات من القرآن الكريم هي قول الحق تبارك وتعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروضهم حافظون الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون. هذه ايات عظيمة من اول سورة المؤمنون ذكر الله فيها صفات عظيمة من صفات اهل الايمان واخبر ان من اتصف بها فقد افلح اينال الفوز والسعادة والنجاح جات ثم ايضا وعده في اخر الايات بقوله اولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون. فهذا خبر من الله سبحانه وتعالى محقق قوله قد افلح المؤمنون هذا خبر محقق من الله سبحانه وتعالى لان قد حرف تحقيق مع انه وعد من الله سبحانه وتعالى والله جل وعلا لا يخلف وعده. هم. والايمان ود الكفر. الايمان قول باللسان وعمل اركان واعتقاد بالقلب يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية الايمان خصال كثيرة. قال صلى الله عليه وسلم الايمان سبع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان. وكل طاعة لله سبحانه وتعالى وكل طاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لان طاعة الرسول طاعة لله سبحانه. قال تعالى من يطع الرسول فقد اطاع الله كل طاعة فانها من خصال الايمان. كما ان كل معصية فانها من خصال الكفر وخصال النفاق. وفي هذه الايات ذكر الله خصالا عظيما ما من خصال المؤمنين الذين هم في صلاتهم خاشعون والخشوع لله سبحانه وتعالى في الصلاة هو الاقبال اقبال القلب على الله سبحانه وتعالى والخضوع لعظمته سبحانه وتعالى خوفا منه ورجاء خوفا من عقابه ورجاء بثوابه بان يصلي وهو حاضر القلب بين يدي ربه عز وجل يرجوه ويخافه ويعظمه ويجله ويكبره سبحانه وتعالى كأنه يرى الله عز وجل كما قال صلى الله عليه وسلم الاحسان ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. الصلاة التي ليس فيها خشوع كالجسد الذي ليس فيه روح. جسد ميت وصلاة ميتة صورية لا حقيقة لها والمقصود من الصلاة هو الخشوع لله عز وجل وحضور القلب ولا يكتب للمسلم من صلاته الا ما عقل منها وحضر قلبه فيه منها. والنبي والله سبحانه وتعالى يقول فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون. ومن السهو عن الصلاة خروج القلب منها وانشغاله بغيرها. والذين هم عن اللغو معرضون. اللغو المراد به الباطل. كل باطل فانه لغو من الكلام القبيح والسب والشتام والغيبة والنميمة قول الزور وشهادة الزور ومن الافعال الوخيمة من فعل المعاصي والسيئات شهوات المحرمة ومن فعل البدع والمحدثات او حضورها كاعياد الكفار واعياد المبتدعة لا يجوز عملها ولا حضورها لانها من اللغو والله تعالى يقول واذا مروا باللغو والذين لا يشهدون الزور واذا مروا باللغو مروا كراما. وقد جاء تفسير الزور بانه اعياد المشركين ولا يشهدون منزور يعني لا يحضرونه والذين هم عن اللون معرضون والذين هم للزكاة فاعلون بزكاة المراد بها النماء والطهارة فالزكاة لغة انما يقال لك الشيء اذا نمى ويقال لك الشيء اذا طهر وانا اتنقى من من الادران وهل المراد بالزكاة هنا زكاة المال التي فرضها الله او زكاة النفس الظاهر والله اعلم ان المراد زكاة النفس. مم. لان لان السورة مكية ولا زكاة انما عرضت زكاة الاموال انما فرضت المدينة. المراد زكاة النفس بالطاعة. هم. قال تعالى قد افلح من زكاها ونفس وما سواها الهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقد خاب منذ الساعة المراد هنا تزكية النفس بالاعمال الصالحة وكذلك زكاة الاموال ايضا فرضها الله سبحانه وتعالى وهي ركن من اركان الاسلام الى اخر الايات والذين هم لفروجهم حافظون. هم. هذه مهمة جدا. هم. حفظ الفروج من الفواحش وحفظها يعني المحافظة عليها من الحرام من الزنا واللواط والنظر المحرم فهم يسترون عوراتهم ويكفون النظر عن عن ما لا يجوز نظر اليه ومن باب اولى يجتنبون الزنا لان لانهم اذا تجنبوا وسائله فمن باب اولى انهم يتجنبونه. قال تعالى ولا تقربوا الزنا اي لا تتعاطوا الاسباب التي تؤدي الى الزنا وحفظ الفروج يراد به صيانتها عن الحرام عن الزنا واللواط وكذلك النظر اليها ما شرع الله سبحانه وتعالى الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين. الله تعالى يقول ولا تقعوا الزنا انه كان فاحشا الغشاة سبيلا وامر سبحانه وتعالى اتخاذ الاسباب الواقية من الوقوع فيه من غض البصر وحجاب المرأة وعدم سفرها وحدها بدون ترامب ومن عدم الخلوة مع الرجل الذي ليس من محارمها كل هذا من سد الوسائل المفظية الى الفاحشة الذين هم لفروجهم هم حافظون الى اخر الصفات العظيمة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في هذه الايات العظيمة وهي صفات من تحقق بها واتصف بها فقد افلح واعطاه الله سبحانه وتعالى ايراثه من الفردوس. اولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون. والفردوس هو واعلى الجنة ووسط الجنة وسقفه عرش الرحمن كما صح بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. نعم. جزاكم الله خيرا واحسن اليكم