الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم وبناء على ذلك ننتقل الى مسألة قريبة جوابها كانه مضى وهو ما حكم الاطلاع على التوراة والانجيل المعاصرة الان؟ التي في ايدي القوم. وهم حريصون على نشرها وعلى ايصالها. للمسلمين لا سيما مع تيسر وسائل التواصل الان. فهل يجوز يجوز للمسلم ان يطلع على شيء من التوراة والانجيل؟ الجواب هذا الامر فيه تفصيل. فاذا كان المقصود باطلاعه اطلاع هداية ورغبة في التعرف على طريق الله عز وجل. او الاستهداف بما فيها فانه محرم لا يجوز. لا يجوز ان يطلب الانسان الهدى بالاطلاع على ما في التوراة والانجيل. لان فجاءنا به النبي صلى الله عليه وسلم هو الحجة وبه تقوم المحجة وروى الترمذي باسناد وروى الامام احمد باسناد حسن لغيره من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما. ان عمر بن الخطاب جاء بنسخة من التوراة الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هذه نسخة من التوراة فجعل عمر يقرأ وجعل وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير. فقال ابو بكر يا عمر ثكلتك الثواكل او ما ترى الى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فنظر عمر الى وجه رسول الله فقال اعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله رضينا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم والله لو بدا لكم موسى فاتبعتموه وتركتموه لظللتم سواء السبيل. ولو كان اخي موسى حيا وادرك نبوتي لما وسعه الا ان يتبعني. وفي جامع الامام الترمذي باسناد لغيره من حديث جابر ايضا ان النبي صلى الله عليه ان عمر بن الخطاب قال يا رسول الله انا نسمع من يهود احاديث تعجبنا افترى ان نكتب بعضها فقال امتهوكون فيها كما تهوكت اليهود والنصارى؟ والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية ولو كان اخي موسى حيا لاتبعني فاذا لا يجوز للانسان ان يطلع عليها اذا كان مقصود اطلاعه طلب الهدى والاستقامة والتعرف على مراد الله عز وجل. هذه الاولى. الحالة الثانية اذا كان المطلع عليها عاميا ليس عنده فرقان في معرفة الحق من الباطل. فهذا لا يجوز ان يطلع عليها سدا لذريعة فساد عقيدته واختلاس ايمانه او وقوعه فيما لا تحمد عقباه من التحريف او من قبول شيء من التحريف الذي فيها. كما نقوله في سائر كتب اهل البدع فلا يجوز للانسان العامي ان يطلع عليها سدا لذريعة فساد عقيدته وانتم تعرفون ان من مقاصد التشريع حفظ الدين الثالثة ان يكون المطلع عليها من فحول العلماء. ويكون مبدأ اطلاعه ابراز جوانب التحريف او الرد على القوم بما يؤمنون به فهذا لا بأس به ولا حرج كما فعله ابن تيمية رحمه الله تعالى في النقل الكثير من التوراة والانجيل مع الرد عليه. برد العالم الراسخ في كتابه الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح. وكذلك كما فعله الامام ابن القيم رحمه الله في كتابه هداية الحيارى في اجوبة اليهود والنصارى وهما كتابان لا ينبغي لمن اراد ان يناقش اهل الكتاب الا ويطلع عليهما ويكون له مختصر ويكون لهما مختصرا عندهم لان جميع ما يريدونه من الشبه والحكايات والقصص والاخبار قد اجاب عليها ابن تيمية رحمه الله وابن القيم. كما ان من اراد ان يناقش الرافضة فانه لا ينبغي ان يدخل معهم في مهاترات الا وبعد ان يقرأ قراءة متأنية لمنهاج السنة النبوية لابن تيمية. فلذلك لا غرابة ان يحاربوا هذا الرجل بخصوم توصيل الرافضة ولا اليهود والنصارى لانه كسرهم. وكسر مذهبهم وكسر اصولهم. ومرغ بوجوههم وانوفهم التراب فتتبعهم وهدم قواعدهم فخر عليهم السقف من فوقه فانا ما الومهم في بغضهم فان من جاءك وهدم اصولك فانك ستبغضه ابن تيمية مبغوض لمثل لمثل هذا. فمن اراد ان يناقش اليهود والنصارى فلا بد ان يطلع على هذين الكتابين. ومن اراد ان يناقش الرافضة لابد ان يطلع على كتاب ابن تيمية منهاج السنة النبوية ويكون له ملخصا. لان غالب ما يريدونه من الشبه قد اجاب عليه ابن تيمية. رحمه باجابات عظيمة فاذا نخلص من هذا ان الاطلاع عليها مخصوص بمن توفر فيه امران. الامر الاول ان يكون عنده علم يفرق به بين الحق والباطل الشرط الثاني ان يكون مبدأ اطلاعه انما هو للرد او بيان التحريف. والتزييف في هذه الكتب