الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم سلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا العزيز انتشر مقطع لتصوير اهوال يوم القيامة وكثير من الغيبيات كالخروج من الاجداث ونحوها. هل في ذلك حرج الحمد لله هذا مما يؤسف له في الحقيقة وهذا العمل وان تعد عليه بعض الناس ولكن ليس كل مجتهد مريد للحق فانه لا بد ان يصيبه ففي الحقيقة انا ارى والله تعالى اعلى واعلم ان هذا العمل لا يجوز خروجه بين الناس مطلقا وذلك لعدة امور الامر الاول ان ما سيكون من حقائق اليوم الاخر من اهوال يوم القيامة هي امور غيبية والامور الغيبية لا تدخل تحت مدركات العقول مطلقا انه اذا قرأ تلك الايات مرة اخرى ان ينقدح في ذهنه اي صورة الصورة التي رآها سابقا والعقول مولعة بقرن الالفاظ بالصور. فاي لفظ تريد ان تحفظه فاقرأ فاقرنه بصورة فانك لا تنساه فنحن لا ندري عن حقيقة كيفيتها وان كنا نعلمها باعتبار معانيها فقط فالمتقرر عند اهل السنة والجماعة في حقائق الصفات وحقائق اليوم الاخر اننا نعلمها باعتبار معناها فقط واما باعتبار كيفياتها وحقائقها على ما هي عليه في الواقع فانها لا يعلمها الا الله عز وجل لا يمكن ان يتعرف عليها احد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي صالح فضلا عن غيرهم لا يعلم كيف سيكون يوم القيامة على وجهي الحقيقة التي سيكون عليها عندنا وقوعه الا الله عز وجل فاذا هذه امور غيبية وامور الغيب لا تدخل تحت مدركات العقول هذا اولا الامر الثاني ان المتقرر عند العلماء ان امور الغيب لا تدخل في حدود القياس فلا يضرب القياس لامر غيبي ابدا لاسيما اذا كان من الامور الغيبية التي اخفى الله عز وجل كيفيتها عن الخلق فاذا عرظنا الايات التي تتكلم عن هذا عن هذه الاهوال بشيء من الاهوال التي في الدنيا فان هذا نوع قياس في امر غيبي فكأننا نقيس ما سيكون يوم القيامة على ما هو موجود الان في الدنيا وان القياس في مثل هذه الامور باطل باطل حتى ولو كان من باب التقريب وافهام الناس فتلك حجج وعلل عليلة يقابلها من المفاسد ما يجعل العاقل يربأ بنفسه عن تلك المصلحة فلا يحتج علينا محتج بانه يريد افهام الناس وتقريب الامر لهم او زجر نفوسهم. فنقول لست باعظم حرصا عليهم من الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم فاذا يكفي المسلم ان ينزجر قلبه بقراءة هذه الايات وتأملها وتدبرها من غير اقتران بمناظر يراها في الدنيا واذا مثلا اذا قيل اذا زلزلت الارض زلزالها يأتون بزلزال من زلازل الدنيا هذا لا ليس هذا هو المقصود واذا قال واخرجت الارض اثقالها يأتون بشيء يخرج من الارض على انه هيئة اموات لا لا لا هذا ليس هو المقصود فهذا الحاق وقياس في امر غيبي. والعلماء رحمهم الله تعالى بينوا انه لا قياس في الغيبيات تالله وبالله ووالله ان اعظم ما دخل الفساد على اهل التمثيل والتعطيل انما هو من باب القياس في باب الامور الغيبية فانهم ما وقعوا في تمثيل صفات الله عز وجل بصفات خلقه الا بسبب قياس الشاهد على الغائب. او عفوا قياس الغائب على الشاهد فالله عز وجل اخبرنا في القرآن ان له وجها وكيفية وجهه امر غيبي ولكن عندنا وجه المخلوق فقاسوا الامر الغيبي على وجه المخلوق فوقعوا في التمثيل فحتى لا يقع الناس في هذه البلايا العقدية تعرظ امامهم الايات عرظا وتفسر لهم تفسيرا ويذكر شيء من فوائدها او شيء من آآ خفايا يعني الفاظها وتوظح للناس فقط. واما ان تقرن بشيء من الصور والاهوال التي تكون في الدنيا فهذا امر محرم لهاتين العلتين وثمة علة ثالثة وهي انه اذا قرنات اهوال يوم القيامة باهوال الدنيا ضعف تأثيرها في النفوس ضعف تأثيرها المطلوب في النفوس لماذا؟ لان اهوال الدنيا يمكن ان يحتمى منها فالزلازل يمكن ان يحتمى منها والبراكين يمكن ان يحتمى منها وكل شيء من اهوال الدنيا يمكن ان يحتمى منه لكن اهوال الاخرة هل يمكن ان يحتمى منها؟ الجواب لا فاذا اذا ذكرت اهوال الدنيا عفوا اذا ذكرت اهوال الاخرة ان قدح في القلب اهوال الدنيا فحينئذ يستطيع الشيطان ان يدخل من هذا المنفذ انها اهوال يسيرة وبسيطة فيخف خوف المسلم منها وهو امر لا يريده الله عز وجل فالايات تزجر القلوب فيبقى اخفاء كيفيات هذه الامور العظيمة له مطلب ومصلحة وحكمة ربانية وهو بقاء الخوف من هذه الاهوال في القلب فان الامور فان كثيرا من الامور نخافها ولا يزال خوفهم الخوف منها مستمرا في قلوبنا لاننا لم نرها. لكن متى ما لقيناها ضعف ميزان خوفها. فاذا اهوال يوم القيامة لا لا يزال القلب منزجرا منها خائفا منها ما دامت خفية عنه. لكن اذا قرنت بمثل هذه المظاهر والمناظر والصور خف ميزان الخوف منها وهذا امر غير مطلوب ومن العلل كذلك انه يخشى بعد رؤية هذه الصور مقرونة بالايات. يخشى بعد ذلك من لا تنساه فكلما عرض عليك عرض عليك هذا اللفظ تتذكر مباشرة الصورة وتقرنه مباشرة بالصورة وهذا هو الذي جعل العلماء رحمهم الله يمنعون تمثيل الصحابة ويمنعون تمثيل الانبياء لماذا؟ لانه اذا طرقت الاذان اسماء الانبياء واسماء الصحابة لا ينقدح في الاذهان الا هؤلاء الممثلين فقط هؤلاء الممثلون هم الذين ينقدحون في ذهن من يسمع اسم هذا النبي او هذا الصحابي او هذا العالم هذا امر لا لا يصح هذا امر لا يجوز. وبناء على ذلك فتلك الاعمال لا يجوز تناقلها ولا ارسالها ولا اصدارها ولا الاعانة على اصدارها بانفاق المال فيها لانها تفظي الى امور ممنوعة وامور محرمة. والمتقرر عند العلماء وجوب سد الذرائع والمتقرر عند العلماء ان ما افضى الى الحرام فهو حرام وما افضى الى الممنوع فهو ممنوع. فالواجب علينا ان نتقي الله عز وجل في فلذلك الواجب علينا ان نتقي الله في مثل ذلك فان قلت اوليس هذا من باب تذكير الناس وتخويفهم فنقول انت فهمت ان هذا مصلحة وعملت ولم تستشر العلماء ولكن هذه ان سلمنا انها مصلحة فان هذه المصلحة تقابلها مفاسد عظيمة. لا تساوي هذه المصلحة بجانب تلك المفاسد شيئا. ولا نقطة في ولا نقط في بحر هذه المفاسد والمتقرر عند العلماء انه اذا تعارض مصلحة ومفسدة وكانت المفسدة اعظم من المصلحة فان المتقرر ان درء المفاسد مقدم على جلب المصالح. هذا رأيي في هذه المسألة والله ويتولانا واياكم والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد