الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول احسن الله اليك ما حكم تعليم الطواف بالكعبة مع تجسيم صورة الكعبة ويطوف حولها المتعلمون الحمد لله رب العالمين وبعد هذه المسألة مبنية على معرفة اصل مهم عند اهل السنة والجماعة وهو انه متى ما تعارضت المصالح والمفاسد وكانت المصالح اربى من المفاسد فان فان جلب المصلحة مقدمة على دفع المفسدة واذا كانت المفاسد اربى واعلى فان المتقرر ان دفع المفسدة اولى من جلب المصلحة. فعندنا في اجابة هذا السؤال وقال مصلحة ومفسدة. فاما المصلحة فهي ان يتعلم الانسان كيفية الطواف تطبيقا متى يبدأون ومتى ينتهون؟ وهو وعلى وكيف وكيف يطوفون؟ وماذا يستلمون؟ وما لا يستلمون والاذكار الواردة في الطواف ونحو ذلك من المصالح التي التي تتعلق بالتعليم. فهذه كلها مصالح تعليمية ينظر لها الشرع بعين الاعتبار. فاذا نظرنا الى هذا السؤال من هذا الجانب وجدناه مصلحة. واما اذا نظرنا لها من الجانب الاخر فاننا نجد ان ان فيه شيئا من المفاسد التي قد لا تطرأ الان التي قد لا تطرأ ان على ذهن من فعل ذلك. ولكن نخشى مع تعاقب الاجيال. على هذا الامر ان ان ينبعث في قلوبهم شيء من اعتقاد الذي لا ينبغي. ومن المعلوم المتقرر ان سد الذرائع واجب. فان قلت وما هي المفاسد؟ الجواب اننا نخشى من ان يعظم هذا المجسم كتعظيم الكعبة. ولو بعد زمان ولو من الاجيال القادمة نخشى كذلك ان يكون مطافا ومزارا فيما بعد. ولو من الاجيال القادمة. ولا ينبغي الاستسهال في شيء من ذلك ابدا فان الله عز وجل قد نهانا عن اتباع خطوات الشيطان. فيخشى من ان يعظم هذا المجسم في في يوم من الايام ولو بعد خمسين او ستين او مئة سنة. فسدا لذريعة ذلك نقول ان ذلك لا ينبغي واذا نظرنا الى المصلحة قلنا ان هذا من التعليم الذي لا بأس به. فهنا تعارض مفسدة ومصلحة واذا نظرنا الى احوال اهل الزمان المعاصرين الذين يفعلون ذلك من باب التعليم والتدريب التطبيقي وجدنا ان مصلحته تربو على مفسدته اذ لا يتصور ان شاء الله ان احدا ينبعث في قلبه شيء من تعظيم هذا المجسم او انه يتصور ان الطواف به كالطواف بالكعبة او مجزئ عن الطواف بها. او ينبعث في قلبه شيء من قدسية هذا المجسد كقدسية الكعبة في قلبه. فمصلحة التجويز مقدمة على مصلحة مقدمة على دفع المفسدة في اهل الزمان لكن اذا نظرنا الى الاجيال القادمة وجدنا ان المفسدة قد تعظم وتتفاقم ولا تكون المصلحة المرجوة من هذا المجسم شيئا مذكورا. فاذا تعارض في حق هذا المجسم مفسدة ومصلحة ولذلك فاقول كل شيء تعارض فيه التجويز والمنع فاننا نقدم المنع من باب اولى. من باب ابرأ من باب للذمة ومن باب سد الذرائع ومن باب دعم يريبك الى ما لا يريبك ومن باب قول النبي صلى الله عليه وسلم فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه. فاذا كان هناك ممدوحة فاذا كان هناك ممدوحة لتعليم هؤلاء كيفية بوضع الكعبة شاشات التلفاز. وفيها بعض البرامج المعلمة للطواف حيث يكون التعليم نظريا لا تطبيقيا على مجسم معين. فاذا كانت المصلحة التعليمية يقوم غير المجسم بها فالحمد لله فهذا فيه تحصيل لمصلحة ودفع لمفسدة. واما اذا كان لا بد من هذا المجسد ولا اظنه ولا اظننا سنضطر اليه ولكن ان كان لا بد منه فليقدر القائمون عليه قضية المصالح والمفاسد. واما باعتبار فتياي فاقول ان هذا مجسمة قد تعارض فيه مصلحة ومفسدة وتعارض فيه الامر الذي يوجب حله والامر الذي يوجب منعه ومتى ما تعارض الحل والتحريم في عين فاننا نغلب فيها جانب التحريم لما ذكرته لك من الاصول من قول النبي صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك الى ما لا يريبك. ومن قول النبي صلى الله عليه وسلم فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه. فاذا كان هناك بديل يتضمن مصلحة لا تقابلها مفسدة فلا وان الفزع اليه هو الاولى والافضل والله اعلم