يقول احسن الله اليكم ما حكم تعلم العلوم الفقهية او الادبية عند علوم علماء الصوفية خاصة عند تعذر وجود غيرهم الحمد لله رب العالمين. المتقرر في القواعد عند اهل السنة والجماعة ان الاصل العام هو وجوب وهجر اهل البدع وحرمة فضلا عن طلب العلم عندهم. وذلك لما في مجالستهم والاخذ عنهم من الخطر العظيم الداهم على الاعتقاد والايمان والدين والمتقرر في القواعد ان كل ما من شأنه الاخلال بامر من امور الدين فالواجب سده. وذلك كقراءة كتب اهل البدع او قراءة كتب السحرة والعرافين. او قراءة خانات الكهنة التي يكتبون فيها امورك اهانتهم وكذلك طلب العلم ايضا مباشرة عند اهل البدع يقال فيهما نقوله في قراءة كتبهم. فكما ان اهل السنة يشددون في قراءة كتب اهل البدع فكذلك ايضا يشددون في طلب العلم عند اهل البدع. فلا يجوز اصالة ان تطلبوا علم عند احد من اهل البدع. الا في حالة واحدة. هذه الحالة الواحدة لابد ان تنتبهوا لها وفقكم الله. وهي انه اذا كان عند من يطلب العلم عندهم علم سني سلفي واسعة بالكتاب بعلوم الكتاب والسنة. وصار من العلماء الراسخين. وجاء عندهم يطلب العلم فيما لا تتعلق ببدعتهم كمبتدع جيد في النحو فيأتي عنده المتمرس على علوم اهل السنة والعارف بعلوم الكتاب والسنة والراسخ فيها ليطلب علم النحو عنده. هذا قد نرخص فيه مع ان الاولى اذا وجدنا عالم نحو يعلمه هذه المسائل التي يحتاجها من علم النحو فهو اولى وافضل سدا لذريعة ان الناس اذا رأوا فلانا للعالم عند هذا البدعي ان انه من باب التسويق له. فهمتم هذا؟ فنحن نجيز هذا الامر بهذين الشرطين فقط. او بهذا من هاتين الجزئيتين ان يكون عند من يريد طلب العلم علم عظيم بعلوم الكتاب والسنة. فيكون راسخا في علم الوحيين وعلم العقيدة على وجه الخصوص. الجزئية الثانية الا يطلب العلم عند احد من اهل البدع فيما يتعلق ببدعته. ولذلك نجد ان كثيرا من اهل العلم يقرأون بعض كتب اهل البدع التي لا تتعلق ببدعتهم. عالم من اهل البدع في البلاغة او في الشعر او في النحو او في الصرف وهو من اهل البدع اما ان يكون اشعريا او جاميا او قدريا او معتزليا او رافظيا لكنه مبرر في علم لا تعلق لبدعته فيه. فهنا يجوز للمتضلع من علوم اهل السنة وعلوم الكتاب والحديث ممن عنده فرقان وتمييز بين الحق والباطل ان يطلب العلم عنده. واما العوام فلا يجوز لهم. لا مطالعة كتب اهل البدع ولا الجلوس عند اهل البدع مطلقا مطلقا. وكذلك انصاف المثقفين والمبتدئين في وكذلك انصاف والمبتدئون في طلب العلم لا يجوز لهم ان يقرأوا كتب اهل البدع ولا الجلوس عندهم. لما في ذلك من الخطر الدائم عليهم. انما نجيز ذلك بهذين الشرطين ان يكون متظلعا من علوم الكتاب والسنة وعلوم العقيدة على منهج السلف الصالح والا يطلب العلم عندهم فيما يتعلق ببدعتهم والله اعلم