الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول احسن الله اليك ما حكم ان يعمل الانسان عبادة وان ينويها مثلا كان ينوي هذه الصدقة او الاستغفار بنية الشفاء او بنية الرزق او نحو ذلك الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر عند العلماء انه يغتفر في المقاصد التبعية ما لا يغتفر في المقاصد الاصلية الاساسية فكل عبادة فلا يجوز للانسان ان يجعل في اوائل مقاصدها الاصلية الاساسية غير ارادة وجه الله عز وجل والدار الاخرة فكل عبادة كان مقصودها الاصلي الاساسي طلب شيء من امور الدنيا فانها عبادة باطلة ولكن للانسان ان يتبع هذا المقصود الاصلي الاساسي بشيء من المطالب الدنيوية الاخرى فتكون تلك المطالب في المقاصد التبعية ثانوية لا في المقاصد الاصلية الاساسية. واضرب لك ثلاثة امثلة. المثال الاول اذا تصدق الانسان بنية التقرب الى الله عز وجل في المقام الاول والمقصود الاول. ثم نوى بعد ذلك في المقصود التبعي شفاء مريضه او شفاءه هو فلا بأس ولا حرج. لانه لم يجعل ذلك مقصودا اساسيا وانما هو مقصود تبعي. ويغتفر بالتوابل والثواني ما لا يغتفر في المقاصد والاوائل. المقصود المثال الثاني لو ان الانسان وصل ارحامه بنية التعبد لله عز وجل في فعل هذه العبادة وامتثال امر الله. ثم نوى بعد ذلك ان ينسأ له في اثره وان له في رزقه فكان هذا المقصود ليس هو المقصود الاساسي الاصلي وانما كان مقصودا تبعيا ثانويا فلا بأس ولا حرج عليه في ذلك ان شاء الله عز وجل. المثال الثالث لو ان الانسان صام يوما او يومين او ثلاثة بنية التعبد لله عز وجل بفعل هذه العبادة في في المقام الاول. ثم نوى مع ذلك تصفية باطنية تصفية بطنه من بعض الاخلاط الفاسدة لان الطبيب اوصاه مثلا بالامتناع عن الاكل مدة معينة فان هذا المقصود التبعي لا يؤثر في اصل صحة التعبد فاذا لا يجوز للانسان ان يجعل تلك المقاصد التبعية هي عينها المقاصد الاصلية الاساسية فهذا هو الممنوع واما اذا كان مقصوده الاساسي الاصلي هو التعبد لله عز وجل. ثم نوى مع ذلك تبعا ثانويا فرعيا شيئا من المقاصد فانه لا بأس بها لا سيما اذا دل عليها الدليل والله اعلم