يقول السائل احسن الله اليكم ما حكم قول احدهم؟ واثق من نفسي الحمد لله رب العالمين هذا من الالفاظ المجملة التي تحتمل الحق والباطل وتكون مقبولة احيانا ومردودة احيانا. والمتقرر في القواعد عند اهل السنة والجماعة ان الالفاظ المجملة المحتملة للحق والباطل لا مطلقا ولا ترد مطلقا وانما هي موقوفة على الاستفصال. حتى يتميز حقها فيقبل من باطلها فيرد. فان كان يقصد بقوله انا من نفسي كمال الاعتماد على النفس فان هذا محرم لا يجوز. فان الله عز وجل قد اخبرنا ان النفس امارة بالسوء الا ما رحم ربي. واخبرنا ان من جملة الابواب التي يلج منها الشيطان على القلب والعقل والروح. واخبرنا الشارع في في نصوص صحيحة بان الانسان قد يؤتى من قبل من قبل نفسه وان النفس قد تؤزه الى مواقعة الذنوب والمعاصي. ولان الادلة دلت على كمال ما على وجوب كمال التوكل على الله عز وجل والاعتماد على الله وحسن الظن في الله عز وجل. فلا ينبغي للانسان ان يعتمد على حوله وعلى قوته وعلى طاقته وعلى ذكائه وعلى قوة عزيمته ومضي همته هذا هو المعنون عنه الاعتماد على النفس فلا ينبغي للانسان ان يعتمد على نفسه اذا كان مقصوده اذا كان مقصوده في ذلك تعطيل. الاعتماد على الله عز وجل او توفيظ الامر الى الله عز وجل او انه ينظر الى حوله وقوته نظر اعتبار وانه قادر على تحصيل ذلك في خاصة نفسه. فان كان يقصد ذلك فهذه المعاني باطلة فلا ينبغي للانسان ان يثق في نفسه الثقة التي تعميه عن كمال التوكل على الله عز وجل. وتعمي قلبه عن الاخذ بالاسباب الشرعية. او تجعله مفتخرا متباهيا بقوته وعزيمته ومضي همته. وانه مستغن عن الله عز وجل في تيسير اسباب كونه له بحجة انه واثق من نفسه. وكذلك ايضا لا ينبغي للانسان ان يثق في نفسه فيتقحم في شيء من الحرام بحجة ان عنده من الايمان وعنده من وازع الدين ما يمنعه فان كمال الثقة في النفس. هذا عبارة عن غرور. والله عز وجل قال فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور. فكم من انسان يرى انه واثق من نفسه حتى وان دخل في بعض المواقع في الشبكة العنكبوتية من مواقع اهل البدع يقول انا واثق في ايماني انا واثق في ديني انا واثق في سنيتي انا واثق في علمي ثم تخبطته الشبهات حتى اوقعته فيما اوقعته فيه ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم ندبنا اذا سمعنا بالدجال ان لا نقابله بل ننأى عنه في الجبال والصحاري. فكم من انسان يقابل الدجال يظن وانه قد عرف حقيقته ثم يفتن الفتنة العظيمة بشدة ما يراه من الشبهات والشهوات. فلا ينبغي للانسان ان يقول انا واثق في نفسه ثم يتقحم في اسباب العطب والهلاك. ولا ينبغي ان يقول للانسان انا واثق في نفسي فيعطل كمال التوكل على الله عز وجل. فهذان المعنيان باطلان يجعلاننا تجعل الانسان يقول بان قول الانسان انا واثق من نفسي محرما. افهمتم هذا واما المعنى الثالث الذي انا اقبله ولا بأس به ان شاء الله هي ان يقول الانسان انا واثق من نفسي مع كمال اعتماد قلبه على الله عز وجل ومع ما لتوكله على الله عز وجل ومع كمال افتقاره واعترافه بين يدي الله عز وجل انه محتاج اليه الحاجة المطلقة وانه مفتقر اليه الافتقار الذاتي. ولكن يعتمد على قضية الاسباب التي اباحها التي اتاحها التي اتاحه اتاحها الله الله عز وجل له واقدره عليها فهذا لا بأس. لان الانسان انما يحمله على تحصيل مصالح دينه ودنياه. هذه الثقة التي تنبع من النفس فكم من انسان ترك طريق العلم لخبر في عزيمته وضعف في همته. فيقول انا لا انا لا استطيع ان اطلب العلم ولكن كون الانسان والله يقول انا لها انا لها ويعتمد على الله عز وجل ويأخذ بالاسباب الشرعية ويظهر افتقاره الى الله عز وجل ولا يتنازل عن باب من ابواب الفلاح او النجاح فتح له وتيسرت له اسبابه بحجة انه ضعيف النفس. فهذا لا يكون ابدا به هي القوة والثقة بالنفس بهذا المعنى والثقة في النفس بهذا المعنى هي القوة التي يقول الله عز وجل فيها الكتابة بقوة واعدوا لهم ما استطعتم من قوة. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف فاذا كان مقصوده بالثقة بالنفس تعطيل كمال التوكل على الله عز وجل او اعتماده على حوله وقوته فهذا مرفوض واذا كان قوله انا واثق في نفسي يجعله يتقحم في اسباب العطب والهلاك فهذا مرفوض. واذا كان قوله انا واثق في نفسي بعد كمال كله على الله عز وجل واظهار الافتقار والاخذ بالاسباب الشرعية. ولكن يقول هذه الكلمة ليزيد همته ونشاطه فهذا لا بأس به ولا حرج ان شاء الله والله اعلم