شيخنا احسن الله اليكم ما حكم قول البعض الاديان السماوية الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وبعد كلمة الاديان السماوية هذه تعتبر عندنا من الالفاظ المجملة التي تحتمل الحق والباطل والمتقرر في القواعد ان الالفاظ المجملة التي تحتمل الحق والباطل لا تقبل مطلقا ولا ترد مطلقا لا تقبل مطلقا لان فيها باطلا والباطل لا يقبل ولا ترد مطلقا لان فيها حقا والحق لا يرد وانما هي موقوفة على الاستفصال حتى يتميز حقها فيقبل من باطلها فيرد فاذا قال الانسان الاديان السماوية فلا يخلو من حالتين اما ان يقصد الاديان السماوية باعتبار اختلاف التوحيد والعقائد بين هذه الاديان. فهذا باطل وذلك لان المتقرر في القواعد ان دين الانبياء باعتبار التوحيد والعقائد واحد فتوحيد وعقيدة اول نبي ارسله الله عز وجل كعقيدة وتوحيد اخر نبي بعثه الله عز وجل عليهم الصلاة والسلام والدليل على ذلك قول الله عز وجل وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. اذا وظيفة الانبياء باعتبار التوحيد عقيدة واحدة لا تختلف وقال الله عز وجل ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. فهذه وظيفة الانبياء والرسل باعتبار التوحيد والعقائد وقال نوح لقومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. وقال هدوا لقومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره وقال لوطوا لقومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. وكذلك قال شعيب لقومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره فوظيفة الانبياء باعتبار التوحيد والعقائد واحدة وهي دين الاسلام الذي قال الله عز وجل فيه ان الدين عند الله الاسلام وقال الله عز وجل فيه ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه فاذا كان مقصود الانسان بقوله الاديان السماوية اي انها اديان تختلف باعتبار عقائدها وامور التوحيد فيها فهذه كلمة باطلة فالدين الذي بعث الله عز وجل به اول الانبياء والرسل هو عينه الدين الذي بعث الله به اخر الانبياء والرسل باعتبار التوحيد والعقائد الحالة الثانية اذا كان يقصد بقوله الاديان السماوية يعني الشرائع السماوية اي الاحكام العملية الظاهرية فهي كلمة صحيحة بهذا الاعتبار لان كل لكل نبي شرعة ومنهاجا كما قال الله عز وجل لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا فشرائع الانبياء هي التي تختلف. واما العقائد والتوحيد الذي جاء به الانبياء فهو واحد ويختصر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الحقيقة بقوله والانبياء اخوة من علات دينهم واحدة وشرائعهم مختلفة. فقوله دينهم واحد اي باعتبار التوحيد والعقيدة وقوله وشرائعهم مختلفة اي باعتبار الاحكام العملية الظاهرية فاذا كان مقصود القائل الاديان السماوية اي باعتبار العقائد والتوحيد فهي كلمة باطلة واذا كان مقصوده بقوله الاديان السماوية باعتبار الشرعة والمنهاج لكل نبي فهي كلمة صحيحة وبتحيير الفرقان بين انهما يتبين الاشكال ويزول الاجمال والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد