متصف بالرحمة فاذا الرحمة التي هي صفته لها كلام لكن هناك رحمة تضاف الى الله عز وجل اضافة تشريف وتكريم ليست اضافة صفة الى موصوفها ونسميها بالرحمة المخلوقة ودليلها ما في الصحيحين بها الرحمة المخلوقة فاذا لله عز وجل رحمتان. رحمة هي صفته ورحمة هي خلقه فلابد من التفريق بين نوعي الرحمة فاذا قال القائل جمعنا الله واياكم في دار كرامته ومستقر رحمته فان كان يقصد الرحمة التي شيخنا احسن الله اليكم هل في قول القائل اللهم اجمعنا في مستقر رحمتك هل فيها محظور شرعي والحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر في القواعد ان الالفاظ المجملة التي تحتمل الحق والباطل واجبها الاستفصال ليتميز حقها فيقبل من باطلها فيرد فلا نقبل اللفظ المجمل مطلقا لان فيه باطلا والباطل لا يقبل ولا نرد اللفظ المجمل مطلقا لان فيه حقا والحق لا يرد وانما واجبه ان يوقف على الاستفصال ليتميز حقه فيقبل من باطله فيرد وجواب هذا السؤال لا بد فيه من التفصيل بين نوعي الرحمة فان الرحمة المضافة الى الله عز وجل ليست نوعا واحدا بل هي قسمان رحمة هي صفته ورحمة هي خلقه فالله عز وجل متصف بالرحمة كما قال الله عز وجل ورحمته وسعت كل شيء انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم. وهو الغفور الرحيم. فالله عز وجل من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان ان لله مائة رحمة وفي رواية خلق مائة رحمة انزل منها في الارض رحمة واحدة. الحديث بتمامه وهو معروف. فهذه الرحمة اذا اضيفت الى الله فالمراد هي صفته فهذا لا يجوز لان اهل السنة مجمعون على انه ليس في ذات الله عز وجل شيء من ذوات خلقه وليس في ذوات خلقه شيء من ذاته فاذا كنت تقصد بمستقر الرحمة اي الرحمة التي هي صفة ذاته فهذا لا يجوز ابدا واما اذا كنت تقصد بمستقر الرحمة التي هي خلقه فهذا جائز. لان من الرحمة المخلوقة الجنة. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي ان الله عز وجل قال للجنة انت الجنة رحمتي اي المخلوقة انت الجنة رحمتي فوصف متى بالرحمة؟ فاذا قال في مستقر رحمته ان كان يقصد التي هي صفته فممنوع وان كان يقصد التي هي خلقه فجائز والتي من الجنة والله اعلم