الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول ما حكم كثرة الحلف وعدم تنفيذه وما كفارته؟ الحمد لله رب العالمين وبعد. لقد اعطانا الله عز وجل القاعدة في ذلك في قوله واحفظوا ايمانكم اي لا تكثروا من اليمين. ولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم نبيه في القرآن ان يحلف الا ثلاث مرات. بل ان العلماء جعلوا كثرة اليمين من الادلة الدالة على على ضعف تعظيم القلب لله عز وجل. ولذلك جعل الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى بابا في كتاب التوحيد يدل على هذا فقال باب ما جاء في كثرة الحلف. مع انه كتاب تكلموا عن مسائل التوحيد فهذا دليل على ان كثرة جريان الحلف على لسان الانسان في الامور الكبيرة والصغيرة والجليلة والحقيرة والتافهة. دليل على انه لم يعظم قلبه الله عز وجل التعظيم التعظيم المطلوب منه ولو ان القلوب عظمت الله لما ذكرنا اسمه على الاشياء التافهة او الحقيرة او اليسيرة وانما الحلف في الاشياء العظيمة التي نضطر او نحتاج حاجة ملحة الى تأكيدها باليمين هذا فكثرة الحلف التي تجري على لسانك ايها السائل وفقك الله. دليل على ضعف القلب لله ضعف القلب ضعف دليل على كظع في تعظيم القلب لله عز وجل يقول الله عز وجل وما قدروا الله حق قدره. وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك اي من كثرة اليمين جعل من جملة علامات الساعة من جملة الصفاف من جملة الصفات الصفات التي تذم. قال ويحلفون ولا يستحلفون يعني ان اقواما يأتون يحلفون ولا يستحلفون. وفي رواية اخرى تسبق يمين احدهم شهادته شهادته يمينه وقد كان السلف يضربون صغارهم على اليمين والعهد وهم صغار. حتى يربوهم على تعظيم اسم الله عز وجل فلا يحلف الا في الاشياء الا في الاشياء العظيمة. وبما انك تقول انني قد اكثرت اليمين فاذا كانت هذه الايمان قد توافق معها قصد القلب. وليست هي مما يجري على اللسان. وانما حلفت على اشياء انت تقصدها بقلبك وتقصد تعقيد اليمين عليها. وكانت هذه الاشياء امورا مستقبلية. فانت حلفت قاصدا عقد اليمين على امر مستقبلي ممكن. فهذه هي التي يسميها العلماء باليمين المنعقدة. فاليمين المنعقدة هي بالله او صفة من صفاته وكانت على امر مستقبلي ممكن اي يمكن البر فيه فاذا فاذا كانت ايمانك من هذا الجنس ففيها كفارة ففي كل يمين منها كفارة اذا كانت اجناسها مختلفة واذا كنت لا تدري عن اعداد هذه الايمان ولا عن صفاتها فعليك ان تخرج من الكفارات ما يغلب على ظنك ان ذمتك تبرأ باخراجه. فاذا كنت ترى انك قد كررت ذلك اي اليمين المنعقد اذا قرابة العشر مرات او الاحدى عشر مرة. فاخرج فاخرج عشرة عشر كفارات او احدى عشرة كفارة. واذا زاد العدد فزد واذا قل فيكون الاخراج مناسبا لما يغلب على ظنك. وبادر بذلك قبل ان تخرج من هذه الدنيا وذمتك معمورة بمقتضيات هذه الايمان وكفاراتها. وكان يجب عليك ان تصل الى رتبة اليقين في عدد هذه الكفارات. ولكن لما تعذر اليقين صرنا الى بدنه وهو غلبة الظن لان المتقرر عند العلماء ان غلبة الظن كافية في التعبد والعمل. واما الايمان التي تجري على لسانك هكذا من غير قصد تعقيد لها فهي مما يجري على اللسان وقد سماها العلماء سماها الدليل بان لغو ولا كفارة فيها ولا مؤاخذة فيها لقول الله عز وجل لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم فالايمان التي تجري على لسان الانسان بلا قصد عقد لا كفارة فيها. فانت فقط فكر في الايمان المنعقدة التي قصدت عقدها على امر مستقبلي ممكن. وليكن ولتكن غلبة الظن والاجتهاد والتحري في هذا القسم المخصوص. فما غلب على ظنك من الاعداد مما خالفت مقتضاها فاخرج الكفارات بعددها حتى تبرأ ذمتك وغلبة الظن كافية في هذه الحالة والله اعلم