يقول السائل احسن الله اليك هو من دولة اوروبية يقول وعندهم بعض المشايخ والدعاة يدعون الى تجديد الخطاب الديني ومنهم من يقول بتجديد الفتاوى يقول ارجو تفصيلا من فضيلتكم يقول وانا اخبركم انني احبكم في الله. الحمد لله رب العالمين وبعد اولا احبك الله الذي احببتني فيه واسأله عز وجل ان يجعلني واياك من المتحابين فيه والمتباذلين المتزاورين المتجالسين فيه. ومما يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله. نحن وعامة اخواننا المسلمين واما ثانيا فان المتقرر في القواعد عند اهل السنة والجماعة ان الالفاظ المجملة التي تحتمل الحق والباطل لا اقبلوا مطلقا ولا ترد مطلقا. وانما هي موقوفة على الاستفصال حتى يتميز فحقها فيقبل من باطنها فيرد. فنحن لا يجوز لنا ان نقبل اللفظ المجمل مطلقا لان فيه باطلا والباطل لا يقبل بل ولا يجوز لنا ان نرده مطلقا لان فيه حقا والحق لا يرد والتصرف الصحيح مع مثل هذه الالفاظ هو الاستفصال. حتى يتميز الحق فنقبله. ومن الباطل فنرده ولفظة تجديد الخطاب الديني هي من جملة من جملة الالفاظ المجملة التي يحتمل حقا يجب قبوله وتحتمل باطلا يحرم قبوله وتفصيل ذلك ان من قال نجدد الخطاب الديني ان كان تجديد اصالة فممنوع وان تجديد اساليب فجائز ونعني بتجديد الاصالة اننا نستنبط احكاما من غير ادلة الكتاب والسنة. او ان نحذف كثير مما ورد في الكتاب والسنة من الاحكام التي يدعي كثير من المستغربين عدم موافقتها لواقعنا في لواقعنا المعاصر. كالايات التي فيها الموالاة والمعاداة. فهم يريدون تجديد الخطاب الديني اصالة. بمعنى انهم يبعدون كثيرا من ايات الكتاب والسنة من ايات الكتاب واحاديث السنة التي لا تتوافق على حسب زعمهم مع معطيات العصر. فايات الجهاد يتركون الكلام فيها ايات الترهيب من الذنوب والمعاصي. يتركون الكلام فيها. الايات التي فيها الموالاة والمعاداة وبغض الكافرين ومصارمتهم لا يتكلمون فيها الايات التي فيها اقامة حدود والدعوة الى اقامتها من رجم الزاني وقطع يد السارق وجلد الشارب ونحوهم اي شارب الخمر ونحوهم لا يريدون منا ان نتكلم بها مطلقا وان نستبدلها بالاخوة الانسانية والتسامح مع الطرف الاخر فهذا تجديد يتضمن تغيير الاصل والمظمون. فهذا محرم لا يجوز مطلقا. لان التجديد هنا يتضمن نسف المضمون اصالة. فهو تجديد مظمون واصالة وهذا مرفوض. واما اذا كان المقصود بتجديد الخطاب الديني اي تجديد الاساليب. فان الاصل في وسائل الدعوة ووسائل ايصال الخطاب الشرعي كتابا وسنة مفتوحة على مصراعيها. فوسائل الدعوة اجتهاد هدية فيما لم يخالف النص. فلنا ان نجدد الخطاب الديني باعتبار تجديد وسائله ما بين منظوم وما بين منثور وما بين خطابة وما بين ترغيب وما بين ترهيب وما بين استغلال للوسائل الحديثة وهكذا في اساليب مختلفة نعرض بها ذلك الخطاب الديني. فحينئذ هذا مقبول ولا تزال الوسائل التجديدية يكتشفها الناس وييسرها الله عز وجل لنا. فنسخرها لخدمة الدين. لما ظهر الانترنت سخرناه لنقل الخطاب الديني. اليس كذلك؟ لما خرجت وسائل التواصل الاجتماعي افتتح كثير من الدعاة في المواقع الطيبة فاوصلوا الخطاب الديني الاصيل عن طريق هذه الوسائل والاساليب. فهذا لا بأس به. وان انني اقول ايها الموفق ان جميع ان لم يكن اغلب من يدعو الى تجديد الخطاب الديني انما يدعو الى تجديده اصالة ومضمونا لا مجرد اساليب ولكن اهل السنة جرى امرهم على ان يعطوا كل ذي حق حقه. فاذا كان المقصود بقولهم القائل نجدد الخطاب الديني اي تجديد مظمون واصالة فهذا ممنوع وان كان تجديد اساليب وطرق وطرق ايصال فانه جائز ولا بأس به فيما لم يخالف الشرع والله اعلم