احسن الله اليكم هناك من يقول ان ضابط فهم السلف الصالح للقرآن والسنة لم يحرر. لان السلف الصالح اختلفوا في الاصول كرؤية الله والخلاف بين ابن عباس رضي الله عنه عائشة ام المؤمنين واختلفوا في الفروع كتبديع ابن عمر لصلاة الضحى وغيره وغيره يراها سنة. فكيف نرد وهل هذا الاختلاف اختلاف تضاد ام اختلاف تنوع؟ الحمد لله بل ليس من الاختلاف مطلقا وفقك الله وانما قائل ذلك هداه الله وغفر الله له زلته هذه انما يريد ان يفتح فهم الكتاب والسنة بمعزل عن فهم السلف. حتى يدخل كل صاحب بدعة في بدعته ولا نظن بالقائل الا خيرا ان شاء الله ولكنني والله احلف بالله ايمانا كثيرة. بانه بانه متى ما فك فهم القرآن القرآن والسنة عن فهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين واتباعهم من اهل القرون المفضلة فاننا والله سوف نقع في مأزق عظيم. فان القرآن والسنة حمالة وجوه فربما يستدل صاحب الشرك بالقرآن على شركه. كما استدل عباد القبور بقول الله عز وجل ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما. فانظر كيف يستدلون على شركهم بالقرآن. وكما استدل المعتزلي على نفي رؤية الله في الاخرة بقول الله عز وجل لن تراني. وكما استدل الجامي على ان القرآن مخلوق بقول الله عز وجل ما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث. من ربهم محدثون من ربهم محدث فاستدلوا بها على ان القرآن مخلوق. وكما استدل الفلاسفة بقول الله عز وجل قل هو الله احد على نفي كافة اسماء الله وصفاته. فيا اخواني وصيتي الا تسمعوا لمثل هذه الاطروحات التي اريد فك فهم القرآن والسنة عن فهم السلف. ولذلك يجب علينا ان نتكلم في نقطتين. النقطة الاولى ما الدليل على وجوب متابعة فهم السلف في ادلة الكتاب والسنة. النقطة الثانية ما حقيقة فهم السلف؟ اما النقطة الاولى وفقكم الله فان الله عز وجل يقول ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ثم قال كلمة مهمة. قال ويتبع غير سبيل المؤمنين نوليه ما تولى. وسبيل المؤمنين يدخل فيه سبيلهم العمل. وسبيلهم في الفهم كذلك. فكل من شاق الرسول واتبع غير سبيل المؤمنين في فهمهم لادلة الكتاب والسنة فانه قد شاق الله ورسوله فهو مستحق لهذه العقوبة البليغة. وكذلك في الحديث الذي هو حديث صحيح لغيره بمجموع طرقه. يقول النبي صلى الله عليه وسلم ستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة. قالوا من يا رسول الله؟ قال ما انا عليه. وهل او اضاف كلمة اخرى اضاف كلمة اخرى وهي فهم السلف قال واصحابي فلو كان الاستقلال بفهم الكتاب والسنة بمعزل عن فهم السلف رحمهم الله كاف في الهداية وحصوله الاستقامة لما قال الله عز وجل ويتبع غير سبيل المؤمنين ولما النبي صلى الله عليه وسلم واصحابي. افهمتم هذا؟ ولي رسالة مختصرة ذكرت فيها جملا كثيرة جدا من الادلة والتطبيقات العقدية على وجوب متابعة فهم السلف اسميتها تذكير الخلف بوجوب متابعة فهم السلف لادلة الكتاب والسنة. ولعل الاستاذ بندر ان شاء الله ينزل في قناة الفتاوى نسخة منه ليستفيد الجميع. النقطة الثانية وهي اهم عندي كثيرا. اذا قال لنا قائل اعطوني فهم في نقاط اعطوني فهم السلف في نقاط فنقول خذها خذها وفقك الله فلم تأمرنا بشيء مستحيل. ففهم السلف في في قواعد للادلة من الكتاب والسنة هي القواعد الثلاثة التي كان السلف رحمهم الله تعالى يتعاملون مع الادلة بناء على وكانوا ينظرون في الادلة على مقياسها ومن واليها. وهي القواعد الثلاث التي يجب وعلى كل مسلم اذا اراد ان يتابع السلف في فهمهم لادلة الكتاب والسنة ان يسير على من والها. الاولى ان السلف كانوا ينظرون ان السلف كانوا يحملون الادلة على حقائقها. فلا ينتقلون من الحقيقة الى المجاز الا بناقل. وهذا مجمع عليه بينهم رحمهم الله. فقد كانت الايات تتلى عليهم ليلا ونهارا. وكانوا يسمعونها من النبي صلى الله عليه وسلم ويسمعون منه ايات الصفات يسمعون منه ايات الوعد يسمعون منه ايات الوعيد يسمعون منه ايات النار والجنة ويسمعون منه ايات الخلق ويسمع منه الايات الكثيرة ولم يكن احد منهم يحمل شيئا من الفاظ هذه الايات على مجازاتها كما يفعله اهل البدع في قول الله الرحمة على العرش استوى يقول اهل البدع لا يراد به حقيقة الاستواء وانما يراد به مجازه. واذا سمعوا قول الله عز وجل وجاء بكر يقولون ليس لله مجيء حقيقة وانما هو مجيء ملك او رحمة او امر. واذا سمعوا قول الله عز وجل بل يداهما بسوطتان يقولون لا يراد به حقيقة اليدين وانما يراد به النعمة والقدرة. هل هذا هو منهج السلف؟ صرف الالفاظ عن حقائقها الى مجازاتها بلا ادلة ولا قرائن؟ الجواب لا. فاذا اول قاعدة في منهج السلف والذي يجب على كل مسلم ان يؤمن بانه من فهمهم وانه يجب عليهم عليهم متابعته فيهم حمل الفاظ نصوص الوحيين على حقائقها. فالسلف لم يكونوا يصرفون هذه الالفاظ عن حقائقها الى مجازاتها هذا هو فهم السلف. من اراد منا فهم السلف فهذا فهم السلف. لكنهم يريدون فك الكتاب والسنة عن فهم السلف حتى يتمكن اهل البدع من الاستدلال بنصوص الوحيين على بدعتهم. فاول منهج من مناهج السلف في فهمهم للادلة حمل ادلة الوحيين على الحقائق. فالسلف لم يكونوا ينتقلون من حقيقة الكلام الى مجازه الا بناقل. القاعدة الثانية البقاء على الظاهر. فالسلف ورحمهم الله تعالى كانوا يبقون في نصوص الوحيين على الظاهر المتبادل للذهن. على حسب مقتضيات دلالة اللغة العربية. فلا ينتقلون من ظاهر النص الى مأوله الا بدليل وقرينة تنقلهم. وهل هذا هو الذي يفعله اهل البدع؟ الجواب لا. بل فان كافة اهل البدع بلا استثناء. كلهم ينتقلون عن ظاهر النص الى مؤوله بلا قرينة. وان من المعلوم في قواعد اهل السنة ان كل من انتقل من الظاهر الى المؤول بلا قرينة فهو محرف فهو محرف تحريف حقيقته هو الانتقال من الظاهرين. الى معنى اخر بلا قرينة توجب ذلك. هذه هذا هو الاصل الثاني من اصول تعامل السلف مع الادلة. الاصل الثالث عدم معارضة النص بعقل ولا برأي ولا باستحسان او قياس. لم يكن السلف رحمهم الله تعالى يعارضون الادلة. بل كانوا يتلقفونها ويستمعونها باكمل اذعان واكمل استسلام وتسميم وقبول وتصديقا. فلا يعرظونها على عقولهم هل توافقها لا فما اتفق مع عقولهم قبلوه وما لم يتفق مع عقولهم ردوه هذا ليس منهج السلف. منهج السلف انهم اذا سمعوا النص وكان خبرا قالوا امنا به وصدقنا. واذا سمعوا النص وكان حكما شرعيا امرا او نهيا. قالوا واطعنا. كما قال الله عز وجل انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا وكما قال الله عز وجل فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. ولي رسالة مختصرة بينت فيها منهج الصحابة في التعامل مع الادلة. وقد ذكرت فيها احد عشر اصلا وتحت كل اصل تطبيقات الصحابة بناء عليه. وانما اختصرت هذه الاحدى عشر الاحدى عشر اصلا في ثلاثة اصول لانني ارى والله اعلم انما اعداها او ما سواها من الاصول يدخل تحتها. فاحفظوا هذه القواعد الثلاث. السلف كانوا يبقون على حقائق النصوص ولا ينتقلون من حقائقها الى مجازاتها الا بقرينة. السلف رحمهم الله كانوا يبقون على ظواهر فلا ينتقلون من ظاهر النص الى معنى اخر الا بقرينة. السلف رحمهم الله كانوا يتلقفون الادلة ويستمعونها اكمل تسليم واذعان فلم يكونوا يعارضون شيئا من النصوص لا بعقل ولا بقياس ولا برأي ولا بمزاج ولا بهوى شهوة او استحسان او شبهة هذه هي اصول السلف. فالذي يقول لنا اعطونا اصول السلف في فهم النصوص فهذه اصول السلف بين يديه وكل تطبيقات الصحابة وكل سيرتهم وكل خلافاتهم فيما بينهم انما هي مبنية على ذلك والله اعلم