يقول احسن الله اليكم داعية يمنع اصحاب البدع من الصلاة في مسجده. وكذلك يمنع من كان صاحب معصية كلبس البنطال الظيق بعد النصح فهل تصرفه هذا صحيح؟ الحمد لله المساجد بيوت الله عز وجل وليست ملكا لاحد يدخل من جاء او يرد من شاء حتى وان كان صاحب ذنب او معصية. فان المنافقين كانوا يصلون خلف النبي صلى الله عليه وسلم وقد اوحى الله عز وجل لنبيه بكثير من اسمائهم والتعريف باعيانهم فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يمنع احدا من الصلاة خلفه اذا كان مسلما. وظاهره الاسلام لا سيما وان هذا المنع قد يوجب كثيرا من الخصومات والنزاع وكراهية الدعوة وكراهية اهل الدين وكراهية العلما وطلاب العلم. وكراهية ائمة المساجد بسبب هذا التصرف الارعن. الذي لا يدل عليه كتاب ولا سنة ولا يدل عليه خلق ولا يعتبر ادبا وسمه ما شئت فالواجب على ائمة المساجد والعلماء والدعاة وطلاب العلم ان يحتووا مثل هؤلاء. فان هؤلاء يحتاجوننا كثيرا يحتاجون الى ما عندنا من الخير والى ما عندنا من العلم والى ما عندنا من الرحمة والتوجيه فلا يجوز للداعية ولا لامام المسجد ان يتحلى بمثل هذه الاخلاق ان يطرد الناس من بيوت الله عز وجل بمجرد وجود شيء من المعاصي عليهم وان انكر عليهم او لم ينكر عليهم. هذا لا يجوز لاحد الائمة ابدا فالبيوت بيوت الله. هي حق لكل مسلم يؤدي فريضة الله عز وجل فيها حتى وان كان عليه شيء من المعصية التي لا يتعدى اثرها في تلويث المسجد ونحوه. فاذا كانت هذه المعصية لا يتعدى اثرها فانه لا يجوز لاحد ان يمنع احدا من ان يأتي ليصلي بين يدي الله عز وجل في بيت من بيوته. فالمساجد لم تبنى لك ولا لابيك وليست ملكا لك ولا ميراثا لك ايها الامام. حتى تطرد هؤلاء ايوة فاذا لم يعجبك الوضع فاترك الامامة واترك المسجد وفقك الله وانا ارجح ان تترك المسجد اذا كانت هذه اخلاقك فان كنت سوف تطرد كل من عليه شيء من المعصية بعد حتى وان كان بعد تنبيهه فانا ارى والله واعلم ان تركك انت للمسجد افضل. فان امام المسجد ينبغي ان يكون ذا صدر متسع. لكل كل الطوائف التي تأتي الى المسجد حتى وان كان فيهم شيء من البدعة يحتويهم يدعوهم الى الله عز وجل. يحببهم الى السنة باخلاقه وقيمه وحسن تعامله وموعظته بالتي هي احسن. وبالكلمة الطيبة وبالنبرة المشفقة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم مبينا قاعدة عظيمة من قواعد الدعوة الى الله عز وجل. ما كان الرفق في شيء الا زانه. وما نزع من شيء الا شانه والاصل في ذلك قول الله عز وجل ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ويقول الله عز وجل وقولوا للناس حسنا. ويقول الله عز وجل وقل لعبادي قولوا التي هي احسن ان الشيطان ينزغ بينهم والنبي صلى الله عليه وسلم وهبه الله عز وجل صدرا يتسع لكل الطوائف والملل. فقد كان يأتيه اليهودي بين يديه ويسلم من حسن تعامله وعظيم ادبه وجمع اخلاقه صلى الله عليه وسلم. ويأتيه النصراني ويسلم بين يديه مما يراه من حسن تعامله مع اصحابه وعظيم الادب معهم وعظيم الاكرام لهم. ويأتيه الوثني المشرك ويسلم بين يديه. لما يراه من حسن كلامه وحسن تعامله صلى الله عليه وسلم. فحسن التعامل من اعظم ما يكسب الداعية به قلوب المدعوين والتغاضي عن اخطاء المدعوين ونصيحتهم وتوجيههم بالتي هي احسن بعيدا عن التجريح وبعيدا عن الطرد وبعيدا عن والاذلال وبعيدا عن قلة الادب التي لا تنبغي. فان ما يفعله هذا الامام هذا يفسد ولا يصلح ويهدم ولا يبني ويبغض في الدين ولا يحبب. فاياك ان تكون فتانا ايها الامام اياك ان تكون فتانا فان معاذا رضي الله تعالى عنه لما اطال في القراءة قليلا ان قال صلى الله عليه وسلم يا معاذ اتريد ان تكون فتانا؟ اياك ان تكون فتانا يفتن الناس عن دين الله ويبغضهم في دين الله فهؤلاء سواء اكان عليهم شيء من المعاصي او كان عليهم شيئا او كان فيهم شيء من البدع اذا جاؤوا يصلون في مسجدك فاستغل الفرصة يا اخي. وتكلم بالكلام الطيب وادعهم بالدعوة العامة التي لا تخصهم بشيء فيها وحببهم في الدين وبين لهم محاسن الاسلام والسنة بالكلمة الطيبة والابتسامة المشرقة التي تشرح وتنيل القلوب والعقول وتجعل لكلامك حلاوة وعليه طلاوة بعيد عن المهاترات والتراشق والشتائم والطرد والاهانة والاذلال. فمن الذي سيقبل دعوتك وانت على هذه السجية؟ ولذلك وصيتي لك ايها الامام ان تترك انت المسجد فان مثلك في مثل هذه في مثل هذا الطيش وفي مثل هذا النزق لا يصلح ان يتولى منصبا من مناصب المسلمين الدعوية الاذان منصب من مناصب المسلمين والامامة منصب من مناصب المسلمين. والقضاء منصب من مناصب المسلمين فينبغي ان نختار لمثل هذه المناصب اوسع الناس صدرا. فانه سيأتيهم الجاهل والعامي والمتعلم والصغير والكبير والغضوب والبشوش فلا بد ان يكون في من فلابد ان يكون اهل هذه المناصب يتقبلون الجميع ويفرحون بالجميع ويحبون الجميع وينصحون الجميع ويتلطفون على الجميع ويترفقون بالجميع هذا هو الذي ندين الله عز وجل به. فلذلك بدل ان تطردهم وفقك الله فلعلك تعتذر عن امامة المسجد وتخرج انت فان مثلك لا يصلح ان يكون اماما للمسلمين وهو بهذا النزق والطيش والله اعلم