اقول ان المتأمل الى الواقع اليوم يرى تناقضا عجيبا. فاذا نظرنا الى الجانب الايجابي المشرق نسر بذلك ونشعر ان الناس سيعودون الى الدين وان هذا بداية النصر للمسلمين. اما اذا نظرنا الى الجانب السلبي المظلم من الواقع نصاب باليأس والاحباط ونشعر ان الناس تخلوا عن الدين وان هذه وان هذا نهاية الزمان والساعة لا تقوم الا على شرار الناس ارجو منكم ان تفسروا لنا سبب هذا التناقض وما هو الجانب الذي ننظر اليه؟ لا شك ان ما يحصل للناس من اعراض وغفلة وجرأة وانتهاك وجرأة على انتهاك المحرمات من الادبار في امر هذا الدين وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان لهذا الدين اقبالا وادبارا وان من اقباله ان تفقه القبيلة يعني اول مدينة والبلد او الاقليم حتى يغمرها الخير ويقل الشر ومن ادبار الدين ان يقل الخير ويغمر النفاق والاسراف والانحراف وكما في المعنى وعلينا ان لا نيأس فان الله جل وعلا يهدي من يشاء وانه سبحانه وتعالى يحب من عباده ان ينصر هذا الدين والنبي عليه الصلاة والسلام اخبر ان الناس يظربون بذل اذا تركوا امر دينهم غفلوا عن الجهاد وارتكبوا المبايعات المحرمة كما في حديث اذا تباعتم بالعينة واتبعتم اذناب البقر وتركتم الجهاد في سبيل الله ضربكم الله بذل لا يرفع عنكم حتى تراجعوا دينكم فدل ذلك على ان مراجعة الدين ممكنة وان تغير الاحوال من سيء الى حسن امر اه قد يحصل وان التغيير من ذلة ومهانة وفرقة وانحراف الى اجتماع كلمة واقبالا على الخير امر ممكن والشواهد معلومة فقد كانت البلاد في جزيرة العرب على وضعا كبيرا من الشرك والبدع والخرافات والتفكك لا رابطة قوية تجمعهم ولا سلطان يحكمهم بسلطان الشرع ثم قامت دعوة شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه في هذا الجو المظلم بدع وشركيات وسلب ونهب وتعطيله للحدود وفقد للسلطان فقام بدعوته الاصلاحية العودة الى بالناس الى دينهم وقام بنصرته وشد ازره الامام محمد بن سعود فتظافر السلطان والبرهان فاشرقت ارض نجد واشرقت جزيرة العرب وامتد شعاع النور الى مختلف بقاع الاسلام وهذا من الادلة الشاهدة الحية التي اثرها لا زالت باقية فالامر بالله قوي. الله اكبر وحصول الاشراقة في هذه الاجواء المظلمة متوقعة ونحن في المملكة العربية السعودية انما نتفيأ الظلال تلك الشجرة التي غرسها الامامان المحمدان رحمة الله عليهما واسأل الله ان يصلح عقبهما واعوانهما واتباعهما انه مجيب الدعاء. فهي شواهد حية مشرقة تجعل كل متفائل يطمع بخير في المستقبل ان شاء الله