الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول ما مدى صحة ما نسب الى الامام الشافعي رحمه الله من حذقه بالفراسة الخلقية وما روي عنه
من قصص ذكرها ابن القيم رحمه الله في مفتاح دار السعادة واثبتها له نفع الله بكم. الحمد لله رب العالمين هناك لقد ذكر الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في معنى كلامه ان هناك ثلاثة انواع من الفراسة
النوع الاول الفراسة الايمانية. وحقيقتها انها خاطر يهجم على القلب ينفي ما يضاده فيجد الانسان قلبه مضطرا الى قبول هذه المعلومة التي القاها الله عز وجل في قلبه هذا نور يقذفه الله عز وجل في قلب من يشاء من عباده. وهي التي يسميها الدليل بالتحديث. وهو الالهام
في قول النبي صلى الله عليه وسلم كان في من كان قبلكم محدثون فايكم في امتي محدث فعمر او كما قال النبي صلى الله عليه وسلم والنوع الثاني الفراسة بالمران
وهي ان يمرن الانسان نفسه على دراسة القرائن التي تصدر من الناس. كالقرائن التي تصدر في كلامهم او التي تصدر من حركة عيونهم صدقا وكذبا. فان فان هذا علم يدرس. فالانسان يتعلمه
حتى تكون عنده ملكة في معرفة الصادق من الكاذب بالقرائن التي تصاحب كلامه. او اعرفوا الانسان الغبي من الذكي بالقرائن التي تصاحب كلامه. فهذه يسميها العلماء بالفراسة بالمران او فراسة المران او الفراسة الرياظية يعني التي يروض الانسان
فيها نفسه على دراسة هذا الفن. والفراسة علم يدرس كما هو معلوم لدى السائل وغيره. فهذا يكون بالمران ويكون بالدربة فتتكون عند الانسان ملكة يعرف بها احوال الناس  والفراسة الثالثة الفراسة الطارئة. وهي التي تطرأ على الانسان حينا وتخبو عنه احيانا اخرى
فالانسان يحس من نفسه احيانا انه قد القي في قلبه شيء معين ثم يستكشف الامر فيجده على وجهه الصحيح وعلى ما حدث به لكن ليس هذا عادة له ولا في الجيران لطبعه وانما هي عارضة تعرظ ثم تنتهي
عارضة تعرض ثم تنتهي. فهذه الانواع الثلاثة التي ذكرها الامام ابن القيم. وما نقله في بعض به عن فراسة الامام الشافعي لعلها من النوع الاول. وهي الفراسة الايمانية وهي غريزة يخلقها الله عز وجل في قلب
لا يكاد لا تكاد فراسته معها تخطئ ابدا. فقد كان الامام الشافعي ذا فراسة عظيمة لا سيما فيما يتعلق بخلق الانسان وخلقته. فكان يقول القول ثم اذا استثبتوا من من
الذي تفرس فيه وجدوه طبقا كما قال الامام رحمه الله. وهذه ليست من خصائص وهذا ليس معروفا عن الامام الشافعي فقط بل عرف عن غيره من السلف الاوائل والاواخر. فهو شيء يخلقه الله عز وجل في قلب الانسان. والله
واعلم