بعدها وانما العبرة بالمداومة على العبادة والاستمرار عليها الى ان يأتي الانسان اليقين وهو ومداوم ومستمر على طاعة ربه غير منقطع. لكن كل هذا الكلام انما يكون في دائرة المندوبات والنوافل الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم احسن الله اليكم فضيلة الشيخ هذا السائل يقول ما ضابط الاقتصاد في الطاعة المأمور بها شرعا؟ الحمد لله رب العالمين. الظابط في ذلك الا يصل الاقتصاد بالانسان الى الاخلال بشيء من الواجبات. فالاقتصاد انما يكون في دائرة المندوب والنوافل والمستحبات فقط ولا يكون في اي حال وانما يكون في حال المشقة على الانسان. فلا ينبغي للانسان ان تصل به العبادة الى حد المشقة عليه لان الاشقاق على النفس بالنوافل ربما يفضي الى انقطاع الانسان عنها في يوم من الايام. فحتى لا يصل الانسان الى نتيجة الانقطاع الى هذه النتيجة وهي الانقطاع المطلق عن العبادة. فانه ينبغي له في بعض الاحيان ان يخفف على نفسه من التعبدات التي هي نافلة. وقد دلت على ذلك الادلة الكثيرة. فمنها ما في الصحيح من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها فلانة تذكر من صلاتها. فقال ما هي عائشة عليكم من الاعمال بما تطيقون. فوالله لا يمل الله حتى تملوا. وكان احب الدين ما داوم عليه صاحبه. وفي الصحيح من حديث انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليصلي احدكم نشاطه فاذا عجز او فتر يرقد فان احدكم اذا صلى وهو ناعس لا يدري لعله يذهب ليستغفر فيسب نفسه او كما قال صلى الله عليه وسلم. ودخل النبي صلى الله عليه وسلم يوما من الايام المسجد. فرأى حبلا ممدودا بين ساريتين. فقال ما هذا الحبل قالوا لاسماء تصلي من الليل فاذا عجزت او فترت امسكت به. فقال حلوه. حلوه يصلي احدكم نشاطه فاذا عجز فليقعد. او قال فاذا فتر فليقعد او كما قال صلى الله عليه وسلم. وفي صحيح الامام البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الدين يسر ولن يشاد الدين احد الا غلبه وقاربوا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة. والمتقرر في قواعد العلماء ان العبادة مبناها على المداومة والاستمرار لا على مجرد الكثرة. ان العبادة مبناها على المداومة والاستمرار لا على الكثرة فان احب الدين ما داوم عليه صاحبه وان كان قليلا. فليست العبرة بتكفير العبادة ثم ثم ينقطع الانسان المستحبات فقط ولكن متى ما وصل الاقتصاد بالانسان الى الاخلال بشيء من الواجبات والفرائض والاركان المتحتمات فان هذا فان هذا اقتصاد خارج عن مقصود الشرع. وفتور لا يرضاه الله عز وجل وعلى الانسان ان يصحح سيره الى الله عز وجل في هذه الحالة. وان يتفقد قلبه وان يحاول ان يتراجع اعن هذا الاقتصاد والفتور؟ لانه اخترق به دائرة الواجبات. فالفتور متى ما كان في دائرة النوافل فامره يسير والاقتصاد متى ما كان في دائرة النوافر في النوافل فامره سهل. لكن متى ما اخترق الاقتصاد والفتور دائرة الواجبات فالانسان على خطر عظيم يجب عليه ان يتدارك نفسه بالتوبة وبمعرفة ما يريده الله عز وجل منه من الاقتصاد في العبادة ولا جرم ان الانسان اذا ادى به الاقتصاد في العبادة الى ترك المجالس الطيبة والى ترك الصحبة الصالحة والى ترك والجماعات والى ترك الاقبال على طلب العلم الواجب طلبه فان الانسان باقتصاده هذا قد دخل في دائرة عن الامور الواجبة فعليك ايها السائل ان تتراجع وان تتقي الله عز وجل وان تعلم انك اخترقت دائرة الواجبات وان اقتصادك هذا ليس هو الاقتصاد المطلوب شرعا. اسأل الله ان يهدينا واياك وجميع المسلمين لكل خير والله اعلم