يقول السائل احسن الله اليكم ما ضابط التفريق بين اصل الايمان الواجب وبين الايمان المستحب؟ الحمد لله رب العالمين. اعلم رحم الله واياك ان الايمان شعب كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وستون او قال بضع وسبعون شعبة فافضلها او قال فاعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق وهذه الشعب ليست في درجة واحدة. فمنها شعب توصف بانها فرض واجب على كل احد لا يصح ايمان العبد الا به لا يكمل ايمانه الواجب الا به. فكل صفة ايمانية يتعلق بها اصل وجود الايمان في القلب فهي فرض. وكل صفة ايمانية يتعلق بها كمال الايمان الواجب فهو فرض. احفظ هاتين الكليتين حتى تعرف صفات الايمان الواجبة. التي لا يجوز للانسان ان يخل بها. فصفات ذات الايمان هناك صفات ايمانية لا يتحقق وجود اصل الايمان في القلب الا بها. كالايمان بوجود الله. لا يكون الانسان مؤمنا اصلا الا اذا امن بوجود الله فالايمان بوجود الله صفة ايمانية ترتبط باصل وجود الايمان في القلب. والايمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم. والايمان بالملائكة والايمان الرسل والايمان بالكتب والايمان بالقدر خيره وشره. والايمان باليوم الاخر وتفاصيله. كل هذه من الصفات الايمانية التي لا يتحقق اصل وجود الايمان في القلب الا بها. بمعنى ان القلب متى ما عدمها صار صاحبه كافرا. فهذه صفات ايمانية يتعلق بها اصل وجود الايمان في القلب فهي فرض على كل احد. لا يوصف الانسان بانه مؤمن او مسلم الا بوجودها. وهناك صفات ايمانية لا تعلق وجودها او عدمها باصل الايمان، وانما بكمال الايمان الواجب الذي ينجي العبد من النار ويوجب له الجنة. ويوجب له الجنة كبر الوالدين فانه من صفات الايمان الواجبة لكن لو ان الانسان فقد قلبه هذه الصفة وصار عاقا لوالديه فان ايمانه باق لكنه ينقص من ايمانه الواجب بقدر معصيته التي ارتكبها وكالصدق في الحديث فان الصدق صفة ايمانية واجبة لكن لو ان الانسان كان كذابا كذوبا في كل حديثه هل ينتقض اصل ايمانه من قلبه؟ الجواب لا. لكن ينقص من ايمانه الواجب بقدر ما نقص من من هذه الصفة الايمانية. فاذا كل صفة يتعلق بها وجود اصل الايمان في القلب فهي صفة ايمانية مفروضة. وكل صفة يتعلق بها فوجود كمال الايمان الواجب في القلب كالمثال كالمثالين الذين ذكرتهما لك فهي صفة ايمانية واجبة. وما عداها فمن صفات الكمال المستحبة ان وجدت فمغنم وان لم توجد فليس في فواتها مغرم كاماطة الاذى عن الطريق فهي صفة ايمانية يتعلق بها كمال الايمان المستحب فلو ان ارأيت شيئا من الاذى ولم ولم تمته ليس في ذلك زوال اصل الايمان ولا نقص الايمان الواجب. وذلك يعني يكون واضحا اذا استحضرت ان الايمان عمود ممتد من الارض الى السماء. تخيل معي ان الايمان عمود ممتد من الارض الى السماء. هناك نقطة في اوله ونقطة في اوسطه ونقطة عند عند اخره. يعني عند اخره الممتد من جهة امتداده الى فاما اول النقاط فهي اصل الايمان. واما اوسطه فهي كمال الايمان الواجب. واما اخره فهي كمال الايمان المستحب. فهناك صفات ايمانية لا يوجد هذا العمود اصلا في القلب الا بوجودها. فاذا وجدت فهناك صفات ايمانية تزيد في طول العمود حتى تصل الى كماله الواجب فاذا وصلت الى كماله الواجب فهناك صفات ايمانية يزداد بها طول العمود حتى تصل الى كمال الايمان المستحب ولعل ذلك واضح الله اعلم