أخي الإنسانُ، إذا استيقظتَ يومًا، وتحسَّسْتَ نفْسكَ فإذا بِنُتوءٍ ينبتُ لكَ أسفلَ ظهْرِكَ، أهملتَهُ فطالَ معَ الأيّامِ وأصبحَ كالذَّيلِ، ماذا تفعلُ في هذهِ الحالةِ؟ هلْ يمكنُ أنْ يكونَ هذا الذَّيلُ بالفعلِ رسالةً تُحنِّنُ قلبك على آبائِكَ الّذين أهملتَهم؟ [الضّربةُ -ربَّما الأكثرُ وجعًا للإنسانِ- حينَ أخبرَتهُ أو أوقَفَتهُ على حقيقةِ أنَّه لا يزيدُ عن كونهِ حيوانًا في سلسلةِ تطوُّرٍ حيوانيَّةٍ، آباؤك الأوّلون حيواناتٌ، هم آباءُ مشتركونَ لكَ ولحيواناتٍ أُخرى، منها القرودُ، والقرودُ العليا المسمّاةُ الآن بـ(القرودِ الأفريقيّةِ)، ضربةٌ موجِعةٌ جدًا لنرجسيّةِ الإنسانِ هذا ما فعلهُ تشارلز دارون "Charles Darwin"، هذه (نظريّةُ التطوّرِ)، أفهمَتْنَا أنَّنا سلالةُ حيواناتٍ، نحنُ مُستَلُّونَ من حيواناتٍ لا أكثرَ مِن هذا!] لحظةً إخواني، قبلَ أنْ تستنكِروا أو تضحَكوا، أليسَ مِنَ المُمكنِ أنْ يكونَ هذا الكلامُ صحيحًا؟ أليسَ مِنَ الممكنِ أنْ تكونَ نرجسيَّتُنا تَدفعُنا لرفضِ حقيقةٍ علميَّةٍ، والتنكُّرِ لآبائِنا الأوَّلينَ؟ ألمْ تسمعوا إلى أبي العلاءِ المعرّي وهو يقولُ: "وقبيحٌ بنا -وإِنْ قَدُمَ العهدُ- هوانُ الآباءِ والأجدادِ"؟! أليسَ مِنَ الممكنِ أنَّنا إذا اقْتَنعنْا عِلميًّا بِأنَّنا نوعٌ مِنْ أنواعِ القردَةِ، فإِنَّنا سنشعرُ بالفخرِ والاعتزازِ كما يشعرُ الأستاذ ريتشارد دوكنز "Richard Dawkins"؟! (بالإنجليزية) [أنا قردٌ، قردٌ إفريقيٌّ، وأنا فخورٌ جدًا بأن أكون قردًا إفريقيًّا، وكذلك يجب أن تكون أنت أيضًا] ألا ترضَى لنفسكَ ما ارْتضاهُ هذا الأستاذ في الأحياء التطوُّرية؟! أليسَ منَ الممكنِ أنْ يكونَ لكَ أبناءُ عمٍّ وأنتَ قاطعٌ لرحِمهم بكِبْركَ ونَرجسيَّتكَ؟ [نحنُ والشمبانزي والبونوبو ومن ثمّ الغوريلا، ورانجوتان، هذه القردة الأفريقيّة، أربعةٌ هيَ القردةُ الأفريقيّةُ، نحنُ "cousins" أولادُ عمومةٍ، لسنا إخوةً أكيدٌ بلا شكٍّ، ولكنْ أولادُ عمومةٍ؛ لأنَّ جدَّنا جدٌ واحدٌ مشتركٌ (بالإنجليزية) سَلَفٌ مُشتَرَكٌ، أصلٌ مُشتَرَكٌ، جدٌّ مشتَرَكٌ، سَلَفٌ مشتركٌ هذا الجدُّ تفرّعَ منهُ "Branch" أو فرعٌ، وتفرّعَ فرعٌ آخرُ هذا الفرعُ مثلًا انتهى بالشامبانزي بالـ"Chim"، وهذا الفرعُ انتهى بالإنسانِ؛ فنحنُ أولادُ عمومةٍ] إذنْ، قبلَ أنْ نتهوَّرَ عاطفيًّا تعالَوا نُحاكمُ المسألةَ علميًّا، ما الدَّليلُ على أنَّ الإنسانَ أصلُهُ حيوانٌ؟ [الشمبانزي ابن عمِّنا، يُشابهنا شبهًا غريبًا جدًا ولافتًا؛ في جهازهِ الهيكليِّ، في جهازهِ العضليِّ، جهازهِ العصبيِّ، في كيمياءِ الدَّمِ عندهُ، وحتَّى في التصرّفِ في أشياءَ كثيرةٍ جدًا، وطبعًا على مستوى المادَّة الوراثيَّة "genome" زُهاء (99)% من المادَّة الوراثيَّة "genome" للشمبانزي يُطابقُ المادة الوراثيَّة "genome" للإنسانِ، حوالي (99)%، هو الأقربُ إلينا على الإطلاقِ، شيءٌ عجيبٌ! هذا -بلا شكٍّ- آلمَ الإنسانَ ألمًا كبيرًا] صراحةً، أنا سأتألَّمُ بالفعل إذا اكتشفتُ بعدَ الأربعين مِن عُمُري أنَّي كنتُ مخدوعًا بنَفْسي طوالَ السَّنواتِ الماضيةِ، ظانّاً أنَّني شيءٌ خاصٌّ، وأنَّ المخلوقاتِ الأُخرى مُسخَّرةٌ لي، لكنْ لا بأس، سأتواضعُ للحقائقِ العلميَّةِ وأتخلَّى عن النَّرجسيَّةِ العاطفيَّةِ، وأدعوكم أَنْ تفعلوا ذلكَ معي إذن، لدينا دليلانِ رئيسانِ -على الأقلِّ- حسبَ قولِ صاحبِنا: الشَّبهُ، والتَّشابُه الوراثيُّ بنسبةِ (99)% أما الـ(99)% فلها قصَّةٌ ممتعةٌ جدًّا، نقُصُّها عليكم لاحقًا -بإذنِ اللهِ- تعالَوا الآنَ ندرسُ مسألةَ الشَّبهِ التَّطوُّريُّونَ يقولونَ: إنَّ هناكَ شَبَهًا بينَ الكائناتِ الحيَّةِ، وإنَّ هذا الشَّبهَ يدلُّ على أنَّ أصلَ الكائناتِ جميعًا كائنٌ تعرَّضَ لطفراتٍ، وعمليَّاتٍ عشوائيَّةٍ، وانتخابٍ طبيعيٍّ أعمى، حتَّى نتجَ عنهُ ملايينُ الأنواعِ مِن الكائناتِ الحيَّةِ، وبالتَّالي فيمكنُ رسمُ شجرةِ التَّطوُّرِ " evolutionary tree" بناءً على التَّشابهِ الشَّكليِّ والتَّشابهِ الوراثيِّ وطبعًا ستختلفُ التَّقديراتُ، وتخرجُ لنا مُقترحاتٌ متباينةٌ للشَّجرةِ التَّطوُّريَّةِ، تبَعًا لاختلافِ تقديرِ التَّشابهِ الشَّكليِّ والطُّرقِ المستخدمةِ في تحديدِ التَّشابهِ الجينيِّ المهمُّ، أنَّ التَّشابهَ الشَّكليَّ دليلٌ عندَ التَّطوُّريِّينَ على الاشتراكِ في الأصلِ، إِذْ كلٌّ مُيسَّرٌ لما خُلِقَ لهُ وكلَّما زادَ الشَّبهُ بينَ كائناتٍ معيَّنةٍ؛ دلَّ ذلكَ على أنَّها قريبةٌ مِن بعضِها في شجرةِ التَّطوُّرِ، وانحدرتْ مِن سَلَفٍ مُشتَرَكٍ قريبٍ مثلاً، انظُر إلى الإنسانِ، والقطِّ والوَطواطِ، والحوتِ، والحِصانِ مواضِعُها مُتقاربةٌ في الشَّجرةِ التَّطوُّريَّةِ، أتدري لماذا؟ لأنَّها متشابهةٌ شبهًا كبيرًا، كما تُلاحظُ! بما يدلُّ على أنَّها مِن أصلٍ مشتركٍ، أليسَ كذلكَ؟! أراكَ أيُّها المشاهدُ تُحَمْلِق، وتجحظُ عيناك كأنَّكُ غيرُ مقتنعٍ! وبإمكاننا -والحمد لله- أنْ نُثبتَ ذلك لكلٍّ مِن هذه المُصطلحات، حسبَ التَّطوُّريِّينَ، فإنَّ ذلك لِسطحيَّتكَ وفُقدانكَ لدقَّةِ الملاحظةِ -مع الأسف- عَلِّمونا -إذن- أيُّها التَّطوُّريُّونَ تعالَ نتعلَّم... مثلاً هذا كتاب (Raven and Johnson) طبعة (2017)، صفحة (432) يُعَنوِن: (الأعضاءُ المتشابهةُ تقترحُ -أو تشيرُ إلى- أصلٍ مشتركٍ) وهذا كتابُ (essentials of biology) طبعة (2018) يقولُ لك: إنَّ هذهِ الكائناتِ المذكورةِ متطابقةٌ تشريحيًّا، وإنَّ هذا دليلٌ على أنَّها من أصلٍ مشتركٍ ومثلُ هذهِ الرسوماتُ تملأُ كتبَ (بالإنجليزية) الأحياء، ومحاضراتِ التَّطوُّرييِّنَ عربًا وعجمًا حسناً، إذنْ فنفهمُ مِن دِقَّةِ ملاحظتِكم -معشرَ التَّطوُّريِّينَ- أنَّ هذا الشَّبه الَّذي يخفى على البسطاءِ -أمثالِنا- هو دليلٌ قويٌّ على أصلٍ مُشتَرَكٍ، وأنَّه كلَّما زادَ الشَّبهُ بينَ الكائناتِ، فإنَّ ذلك يدلُّ على أنَّها أكثرُ قرابةً بحيثُ كان سهلًا على الطَّفراتِ العشوائيَّةِ والانتخابِ أنْ يُخرِجَا مِن الأصلِ المشتركِ، هذهِ الأشكالَ المتشابهةَ، أليس كذلك؟! بلى، آها إذن، الشَّبه يدلُّ على القرابةِ، وكلَّما زادَ الشَّبه زادتِ القرَابةُ، وكلَّما زادتِ القرابةُ زادَ الشَّبهُ آها، فهمتُ، لكنْ لحظةً أيمكنُ -لو سمحتم يا معشرَ التَّطوُّريِّينَ قبل أنْ يدقَّ الجرسُ وتنتهي الحصَّةُ- أيمكن أن تفسِّروا لي هذهِ الرَّسمةَ التي وجدتُها في كتاب أحياءٍ عالميٍّ -أخبركُم باسمهِ بعدَ قليلٍ- هذه الرَّسمةُ تتكلَّمُ عن الحيواناتِ المشيميَّةِ والجِرابيَّةِ الحيوانُ المشيميُّ: هو الذي يُكملُ جنينُه النُّموَ في مشيمةِ الرَّحمِ -كأكثرِ الحيواناتِ الولودةِ-، بينما الِجرابيُّ -كالكنغر- يخرجُ من الرَّحمِ غير ناضٍج، فيكملُ نموَّهُ في جِرَابٍ خاصٍّ في بطنِ أمِّهِ، يمتصُّ فيه الغذاءَ وينضجُ شيئًا فشيئًا، يخرجُ إلى الدُّنيا، يتحسَّسُها، ويعودُ إلى الجِرابِ إلى أنْ يستطيعَ الاستغناءَ عنهُ أنتم -أيُّها التَّطوُّريُّونَ- تقولونَ أنَّ الحيواناتِ الجِرابيَّةَ انفصلتْ عن المشيميَّةِ قبلَ (١٦٠) مليونَ سنةٍ -كما في هذه الورقةِ من مجلةِ نيتشر "Nature"- وبالتَّالي فهي بعيدةُ القرابةِ عن الحيواناتِ المشيميَِّة، أي أنَّ الجَدُّ المشتركُ قديمٌ جدًا وانقطعتْ أواصرُ القرابةِ، وعملتِ الطَّفراتُ العشوائيةُ والانتخابُ الطَّبيعيُّ الأعمى على كلٍّ من الخطَّينِ بحيثُ تكوَّنَت لدينا كائناتٌ جِرابيَّةٌ تختلفُ في مورِّثاتِها، وحَمْلِها بشكلٍ كبيرٍ عن المشيميَّةِ إذن، فالقرابةُ بعيدةٌ جدًا، ويُفترضُ ألَّا يكونَ هناك شَبهٌ بين الحيواناتِ الجِرابيَّةِ والمشيميَّةِ لكنَّ هذا الكتابَ يثبتُ غير ذلكَ تمامًا، فهو يُثبتُ تشابهًا كبيرًا بين كائناتٍ مِن المجموعتينِ؛ فالسِّنجابُ المشيميُّ يشبه الِجرابيَّ جدًا، والذئبُ المشيميُّ يشبِهُ الجرابيَّ، ونفسُ الشَّيءِ نراهُ في الفأرِ، والخُلد، والونباتِ، وآكل النَّملِ، واللَّيمورِ، وغيرِها وغيرِها حسبَ قاعدتكِم: فإنَّ الشَّبهَ يعني وَحْدةَ الأصلِ، ويعني شدَّةَ القرابةِ، بينما نجدُ هذهِ الحيواناتِ لا قرابةَ تذكرُ بينها -حسبَ شجرتِكُم التَّطوُّرِيَّةِ- وهي مع ذلك متشابهةٌ جدًا في شكلِها أنتم اعتبرتمونا مُغفَّلينَ؛ لأنَّنا لم نلاحظُ الشَّبهَ الكبيرَ الذي يُشاركهُ السَّنجابُ المشيميُّ مع الحوتِ، والفيلِ، والغزالِ، وكلِّ الثَّدييَّاتِ المشيميَّةِ المعروفةِ والقريبةِ من بعضها -حسبَ الشَّجرةِ التَّطوُّريَّةِ- أيُّهما أوضُح: هذا الشَّبهُ أم تشابُه السِّنجابُ المشيميِّ مع السِّنجابِ الِجرابيِّ؟! فكيف تعتبرون الشَّبهَ بعد ذلك دليلًا؟! ونحن نرى أنَّ الحيواناتِ المتشابهة جدًا بعيدةُ القرابةِ -حسبَ شجرتكِم المزعومةِ- بينما المتقاربةُ جدًا على الشَّجرةِ مختلفةُ الشَّكلِ جدًا، إذا قُورِنَتْ بتشابهِ الجرابيِّ مع المشيميِّ نريدُ جوابًا منكم -معشرَ التَّطوريِّين- عن هذا السُّؤالِ فإما أنْ تقولوا: بلِ السَّنجابُ المشيميُّ -هو بالفعل- أشبهُ بالحوتِ من السِّنجابِ الجِرابيِّ، وحينئذٍ فهنيئًا لكم حقائِقُكم العلميَّةُ ودقَّةُ ملاحظاتِكم! وإما أنْ تعترفوا بأنَّ الشَّبهَ لا يعني وحدةَ الأصلِ، وبأنَّ الأشجار التَّطوُريَّةِ -هي بالفعلِ- ليست أكثرَ قيمةً مِن شجرةِ تطوُّرِ (البوكيمون) وحينئذٍ نشكركم على الاعترافِ، وننتقلُ إلى نكتةٍ أُخرى مِن نِكاتِكم لنُنَاقشَها ليسَ أمامكم إلا أحدُ الجوابينِ هذا -أخي وأختي- تطبيقٌ عمليٌّ تستخدمُه اليومَ، اطرَح هذا السؤالَ على أيِّ مؤمنٍ بالتَّطوُّرِ، وانظرْ ما الَّذي سيحصل، إمَّا أنَّه سيسكتُ، وحينئذٍ أَعْطِه فُرصةً لعلَّهم يرجِعونَ، وإمَّا أنَّه سيحاولُ تضييعكَ بالكلماتِ المتقاطعةِ، يضربُ لك مفرقعاتٍ تُشتِّتُ عن السُّؤالِ فيقولُ مثلاً: "النَّظريَّةُ تمَّ تعديلُها إلى إيفو ديفو "Evo Devo"، أكثرُ الكائناتِ الجرابيةِ موجودةٌ في أستراليا، والتي انفصلتْ عن باقي القارَّاتِ قبلَ (70) مليون سنةٍ، والتَّشابُه ليسَ الدَّليلَ الوحيدَ؛ هناكَ الوراثةُ الجزيئيَّةُ، هناكَ فرقٌ بين (بالإنجليزية) التشابه الكليِّ والتشابه الجزئيِّ..." من المؤكَّد -إخواني- بالنسبة لنا، فبما مَنَّ اللهُ علينا من اطِّلاعٍ نعلُمُ أنَّ هذا يُشبهُ ما يُسمَّى "word salad" سَلَطة الكلماتِ وهي عَرَضٌ مِنَ الأعراضِ التّي تُساعدُ على تشخيصِ مرض الشيزوفرينيا "schizophrenia" مزيجٌ مِن المغالطاتِ المنطقيَّةِ والدَّعاوى التّي تحتاجُ هي بِدورِها إلى إثباتٍ، ومسائلَ لا علاقةَ لها بالموضوعِ بل وأنْ نُحوِّلَ دليلَهُم عليهم كما فَعلْنا مِن قبلُ هذا التَّشتيتُ عن الموضوعِ هو أحدُ المغالطاتِ المنطقيَّةِ -التّي يُتقنها أتباعُ الخرافةِ- هذهِ المغالطةُ معْروفةٌ حتَّى في الثَّقافةِ الغربيَّةِ باسم (بالإنجليزية) مغالطة الرجنة الحمراء "Red Herring Fallacy" إثارةُ أمورٍ لا علاقةَ لها بالسؤالِ لذلكَ أخي لا تدعهُ يُضيِّعكَ، قُل لهُ: أنا سُؤالي مُحدَّدٌ، فأجِبْني بجوابٍ مُحدَّدٍ، هل الشَّبهُ دليلٌ على وحدةِ الأصلِ؟ نعم أم لا؟ إذا أجاب بنعم، إذن فأنتَ تقولُ لي أنَّ السِّنجابَ المشيميَّ أشبهُ شكلاً بالفيلِ من الجرابيِّ وإذا أجاب بلا، فلا تحتجَّ عليَّ بالشَّبهِ مرةً أُخرى قبلَ أنْ نُنهيَ هذا الموضوعَ لا يسعُنا إلَّا أنْ نشكُرَ الكتابَ الَّذي نبَّهنا على ظاهرةِ التَّشابُه بينَ المشيميَّاتِ والجِرابَّياتِ، الكتابُ الذي نبَّهَنا على بُطلانِ دعوى أنَّ التَّشابه يعني وِحدةَ الأصلِ الكتاب الَّذي أحْرجَ مُؤلِّفي (Biology by Raven and Johnson) (2017) وأمثالَهم مِنْ التَّطوريِّينَ تعالَوا نر اسمَ هذا الكتاب... إنه (Biology by Raven and Johnson) (2017) معقول؟! نعم معقولٌ، كلُّ شيءٍ معقولٌ في عالَمِ الخرافةِ، فالتَّشابه يعني شدَّةُ القرابةِ وبالتَّالي صحَّة الخرافةِ، والتَّشابه الأقوى لا يعني القرابة، لكنَّه يَبقى يعني صحَّة الخرافةِ وكلُّ الطُّرقِ تُؤدِّي إلى الُخرافةِ لكنْ لحظةً... هل يُعقلُ أنَّ الدَّكاترةَ مُؤلِّفي ومُراجعي كتبٍ عالميَّةٍ، كلُّ هؤلاء لم يُلاحظوا التَّناقضَ؟! كلُّ هؤلاء لا يملكونَ تفسيرًا تطوُّريًّا لظاهرةِ تشابُهِ الحيواناتِ المشيميَّةِ والجرابيَّةِ؟ لاحظوا -إخواني- هذا السُّؤال لا علاقةَ لهُ بموضوعِنا؛ موضوعُنا هُو: هلْ التَّشابهُ يعني وَحْدةَ الأصلِ؟ تابعُ الخرافةِ الآنَ في الزَّاويةِ، وعليهِ أنْ يُجيب بِنعم أو لا لمْ يكُنْ سُؤالُنا: ما تفسيركُم يا أتباعَ الخُرافةِ لتشابهِ المشيميَّاتِ والِجرابيَّاتِ؟ فهذا سُؤالٌ آخرُ منفصلٌ، نسألهُ بعدَ تحصيلِ إجابةٍ عن السُّؤالِ الأوَّلِ -الَّذي هو موضوعُ الحلقةِ- هذه الملاحظةُ مهمَّةٌ جدًا -أخي- حتَّى لا يتفلَّتَ تابعُ الخرافةِ بمغالطةِ (تغييِر الموضوعِ) افترضْ أنَّ الخرافةَ تمتلكُ تفسيرًا مُقنعًا لظاهرةِ التَّشابهِ هذهِ، هل هذا التَّفسيرُ يدعمُ ادِّعاءَ أنَّ التَّشابهَ يعني الأصلَ المشتركَ القريبَ؟ أبدًا؛ فَهُمْ -بأنفسِهم- يقولونَ أنَّ أُصولَ المشيميَّات والِجرابيَّات بعيدةٌ جدًا عن بعضِها قبل (160) مليونَ سنةٍ لذلكَ فتفسيرُ أتباعِ الخرافةِ لهذا التَّشابهِ سنُناقشه في مكانهِ لاحقًا -بإذن الله- لنرى فصلًا آخرَ من فصولِ الهزل والمكابرةِ التَّطوُّريَّةِ سنناقشُ ما يُسمَّى (التطوُّر المتقارِب) "convergent evolution" و(الانحياز التطوريَّ) "developmental bias" و(التوجيه الوراثيَّ) "genetic channeling" وهذه المصطلحات حتَّى ذَلك الحينِ، لا تدعْ أحدًا يحتجُّ عليكَ أخي بقولهِ: مستحيلٌ، علماءٌ ومؤلِّفونَ يقعونَ في هذا التَّناقضِ ويضعونَ رسمتينِ باستنتاجينِ مختلفينِ في نفس الكتابِ، وفي صفحاتٍ متقاربةٍ؟! رأينا في حلقةِ (صِّح النُّوم)، كيف أنَّه عندما يتعلقُ الأمرُ بالخرافةِ فلا علمَ، ولا منطقَ، ولا أمانةَ، ولا تحديثَ معلوماتٍ ولا مواكبةَ اكتشافاتٍ ويكفيكَ في حالةِ كتاب (Raven and Johnson) -مثلًا- أنْ ترى كَمَّ الخرافاتِ القديمةِ وأساطيِرَ الأوَّلينَ المحشوَّةَ بينَ هاتينِ الرَّسمتينِ مِن صفحة (432) إلى صفحة (435)، مِن ادِّعاءِ سُوءِ التَّصميم في شبكيَّةِ العينِ، إلى ادِّعاءِ وجودِ أعضاءَ بلا فائدةٍ، مثلَ ما يسمَّى بالزَّائدةِ الدُّوديَّةِ، وعظامِ الحوضِ في الحوتِ، وهي الادِّعاءاتُ التِّي بيَّنَّا -بالتَّفصيلِ- في حلقةِ (أحرجتُكَ)، وحلقة (صحِّ النُّوم) وبأبحاثٍ لأتباعِ الخرافةِ أنفسِهم أنَّها خُرافاتٌ غبِيَّةٌ متخلِّفةٌ كلُّ هذا يضعُه المؤلِّفون في فصلٍ بعنوانِ: (أدلَّةُ التَّطوُّرِ) والأمرُ ليسَ حصرًا على (Raven and Johnson) بلْ في كُتبٍ أُخرى عالميَّةٍ فلا تُؤَجِّرُ عقلكَ، ولا تحْتجَّ عليَّ بقولكَ: ليس من المعقول أن يفعلوا ذلك! نعودُ فنقولُ -أخي-، افترِضْ أنَّكَ لم تطَّلع على هذهِ الحلقةِ، ولا سمعتَ بالمخلوقاتِ الجِرابيَّةِ أصلًا، هل هو موقفٌ عقليٌّ علميٌّ: إذا وجدنا بعضَ الشَّبهِ بين المخلوقاتِ أنْ نستنتجَ أنَّها تطوَّرت مِن أصلٍ مشتركٍ، بطفراتٍ خبطَ عشواءَ وطبيعةٍ عمياءَ، دونَ حاجةٍ إلى تصميٍم ولا خالقٍ عليمٍ؟! عندما تجدُ أنَّ كلًا من هذه الحيواناتِ تركَّبت فيه العظامُ بأبعادٍ وكثافةٍ معيَّنةٍ، وتناسقٍ فيما بينها، وتناسقٍ مع الأوعيةِ الدَّمويَّةِ التِّي تُغذِّيها، والأعصابِ التِّي تُحرِّكُها، وأجهزةِ الجسمِ الأخرى بما يُمَكِّنُ الطائرَ من الطيرِ بها، والحوتَ من السِّباحةِ، ورباعيَّاتِ الأرجلِ مِن العَدوِ برشاقةٍ، والإنسانَ من المشيِ والتَّفنُّنَ بيديهِ... هل يملكُ أيُّ عاقلٍ بعد ذلك إلا أنْ يقولَ: ﴿رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ﴾ [القرآن 50:20] "أعْطى كلَّ شيءٍ خلْقَهُ"؛ فجعلَ عظامَ كُلٍّ منها مُتناسقةً مُتوافقةً مع وظيفتها، ﴿مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَـٰنِ مِن تَفَاوُتٍ﴾ [القرآن 3:67] فكلُّ نوعٍ من الكائناتِ متقَنٌ، وكلُّ نوعٍ متناسقٌ هل -إذا تحرَّرتَ مِن الخُرافاتِ وتزويرِ العلمِ- هل تملكُ أمامَ ظاهرةِ التَّشابهِ الشَّديدِ بينَ الجرابيَّاتِ والمشيميَّاتِ -على الاختلافِ الشَّديدِ بينها في التَّشفيرِ الوراثيِّ والأنظمةِ الحيويَّةِ- هل تملكُ إلا أنْ تعلم أنَّها آياتٌ يُظهِرها خالقٌ عليمٌ، خالقٌ عليٌم يدلُّ بها على قُدرتهِ وعظَمتهِ؟! الشَّبهُ إلى حدِّ التَّطابُق الشَّكليِّ مع الاختلافِ الكبيرِ في الحقائقِ مظهرٌ مِن مظاهرِ القدرةِ المُعجِزةِ التَِّي يُباهي بها الله تعالى، كنتُ أتَفكَّر ُفي قولِ اللهِ تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۗ انظُرُوا إِلَىٰ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [القرآن 99:6] ووقفتُ عندَ قولهِ تعالى: "مشتبهًا وغيرَ متشابهٍ"؛ الأشياءُ المشتبِهةُ: هي التَّي تلتبِسُ عليك من شدَّة تشابُهها حتَّى تظنَّها شيئًا واحدًا، وهي مختلفةٌ في الحقيقة، تقولُ: اشتباهٌ في الأشخاصِ؛ إذا ظننتَ أنَّ شخصًا ما هو المطلوب لشدةِ تشابُههِ مع المطلوبِ الحقيقيِّ فقلتُ في نفسي: لعلَّ الآية تشير إلى أنَّ الأصناف المذكورة من الفاكهةِ -الزَّيتونَ والرُّمَّانَ- منها أصنافٌ مُشتبِهةٌ إلى درجةِ الالتباسِ، بحيثُ يظنُّها النَّاظرُ شيئًا واحدًا، وهي مختلفةٌ في الحقيقة فبحثتُ في موقعِ الأبحاثِ العلميَّةِ المعروف بابميد "Pubmed" عن عباراتِ "genetic diversity of olives" و"genetic diversity of pomegranates" أي: التَّنوعاتُ الوراثيَّة في الزَّيتونِ، والتَّنوُّعاتُ الوراثيَّة في الرُّمَّانِ، فوجدتُ أبحاثًا علميَّةً كثيرةً، تنُصُّ على التَّنوُّعِ الهائلِ في الزَّيتونِ مثلاً، أكثرُ من (500) صنفٍ مختلفٍ في إيطاليا وَحدها! وهذا بحثٌ علميٌّ مِن منشوراتِ جامعةِ (أوكسفورد) يُعلنُ عن إنشاءِ قاعدةِ بياناتٍ لأصنافِ الزَّيتونِ العالميَّةِ، لشدَّةِ اشتباهها وسهولةِ خلطِ زيوتها بأصنافٍ أقلَّ جَودةٍ، وينصُّ على أنَّها تشتبِهُ في الشَّكلِ، بل والمكوناتِ بطريقةٍ تُصعِّبُ تمييزها، ممَّا اضطُّرَّهم إلى التَّمييزِ بينها بحسبِ الجيناتِ ووجدتُ أبحاثًا شبيهةً حديثةً عن أصنافِ الرُّمَّان أيضًا، تنصُّ على أنَّها مختلفةٌ وراثيًّا، لكن يَصعُب التَّفريقُ بينها مِن شكلها... "مشتبهًا وغيرَ متشابهٍ" فهذا مظهرٌ مِن مظاهرِ القُدرةِ الَّتي يُباهي بها الله تعالى، إذن هو ذيلٌ حقيقيٌّ] وانظُر إلى مِثلها في الجِرابيَّاتِ والمشيميَّاتِ إذن، في حلقةِ اليومِ أثبتنا -إخواني- أنَّ الشَّبهَ لا يدلُّ على وحدةِ الأصلِ، ولا على القرابةِ، ولا على صحَّةِ الخرافةِ لكنْ بقيَ أنْ نُجيبَ عن السُّؤالِ الَّذي بدأنا به في الحلقةِ: ماذا إنْ نبتَ لديك نتوءٌ أسفلَ ظهرِكَ، وطالَ، وأصبحَ يُشبهُ الذَّيلَ؟ ماذا تفعل؟ بدايةُ القصَّةِ هو بطلُ الاشتباهاتِ (داروين) في كتابهِ (أصلُ الإنسانِ) سمَّى هذا النُّتوءَ "Rudiment of Tail" بقايا ذيلٍ، فوقعت الفكرةُ موقعها مِن أذيالِ داروين ذيلٌ إنسانيٌّ؟! ماذا عساهُ يكونُ إلَّا دليلًا على أصولهِ الحيوانيَّةِ؟ فراحوا يجمعونَ الأدلَّةَ من هذا النَّوعِ، وأطلقوا عليها اسمًا علميًّا رنّانًا: (بالإنجليزية) التفوبض "Devolution" واسمًا آخر "Atavism" التَّأسُّل، قالوا هو ظهورُ صفاتٍ -في الإنسانِ مثلاً- بعد أنْ كانت مطمورةً مُصْمَتةً لأجيالٍ، تخلَّصَ الإنسانُ من الذَّيلِ عبر عمليةِ التَّطورِ، لكنَّهُ عادَ فظهرَ في بعضِ أفرادهِ وراحوا يعرِضونَ هذه الصَّورَ في المؤتمراتِ والمناقشاتِ، برسالةٍ للإنسانيَّةِ مَفادُها: ألم نقُلْ لكَ أيُّها الإنسان، أنَّكَ ما أنتَ إلا ابنُ حيوانٍ؟ يا حيوان! [نحنُ مستلُّونَ من الحيواناتِ لا أكثر من هذا...] وأصابهم الهَوَسُ بالذِّيولِ الإنسانيَّةِ إلى درجةِ أنَّهم عرَضوا في مؤتمراتِهم صورًا لذيولٍ تَبيَّن فيما بعدُ أنَّها رسماتُ (فوتوشوب) لكنْ لحظةً... بالفعلِ، ماذا عساهُ يكونُ هذا الذَّيلُ؟! هل مِن المحتملِ أنَّنا تأخذُنا العِزَّةُ بالإثمِ حينَ نتبرَّأُ مِن هذا الذَّيلِ، ونرفضُ الانتسابَ إلى كائناتٍ ذاتِ أذيالٍ؟ كلَّف بعضُ الباحثينَ أنفُسهم ألَّا يقِفوا عندَ المظهِر الخارجيِّ، وأنْ يتجاوزوا الطَّبقةِ الجلديَّةِ قليلًا، فتتابعتِ المنشوراتُ العلميَّةُ، ولباحثينَ بعضُهم من أنصارِ الخرافةِ -كما في مجموعةِ نيتشر "Nature"- لتؤكِّدَ أنَّ ما يُسمَّى بـ(الذَّيل الحقيقيِّ) هو في الواقعِ نُمُوَّ وزوائدُ من نسيجٍ دُهنيٍّ وأليافٍ لا علاقةَ لها بالذَّيلِ الحيوانيِّ،، ولا فيها عظامٌ، ولا غضاريفٌ بل، وقد تظهرُ هذه الزوائد في أماكنَ عديدةٍ عند الرقبِة -مثلًا- كما في هذهِ الورقِة لنيتشر "nature" ولا أدري، هل هناكَ حيوانٌ يظهرُ لهُ ذيلٌ عند رقبتهِ يمكنُ أن نكونَ قد تأسَّلنا منهُ؟! فما يسمِّيه أنصارُ الخرافةِ ذيلاً هو أمراضٌ لها أسماءٌ علميَّةٌ سباينل ديسرافزم "spinal dysraphism" سبينابيفيدا "spina bifida" ليبوما "Lipoma"، وليس "true tail" ذيلاً حقيقيًّا دالًّا على أصولٍ حيوانيَّةٍ، كما يزعمُ أذيالُ داروين [بعضُ هذهِ الذُّيولِ -كما قلتُ لكم- تتلوَّى، بالفعلِ، بعضُ الأذيالِ البشريَّةِ تلتوي، وتلفُّ، وتدورُ، إنَّها رحلةُ البحثِ عن أيِّ تشابهٍ ظاهريٍّ لنُصرةِ الخرافةِ! لو أردنا أنْ نُعرِّفَ العلمَ -إخواني- فلعَلَّ مِن أفضلِ التَّعريفاتِ أنْ نقولَ: العلمُ هو عدمُ الوقوفِ عندَ ظواهرِ الأشياءِ، بل استكشافُها وسبْرُ بواطنها بينما أنصارُ الخرافةِ يرتَدُّونَ بالنَّاسِ إلى الجهلِ بعد العِلْمِ عندما يُوهِمونهم أنَّ وجودَ بعضَ التَّشابهاتِ الشَّكليَّةِ الظَّاهريَّةِ تعني وحدةَ الأصلِ أو انعدامَ التَّصميمِ هم يتَّهمون العُقلاءَ بالسَّطحيَّةِ، بينما لا أرى تعريفًا للسَّطحيَّةِ أوضَح مما يفعلونَ كما قال الله تعالى: ﴿وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم ۗ مَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ﴾ [الروم: 6-8] "يَعلَمونَ ظاهرًا من الحياةِ الدُّنيا" مُنتهى السَّطحيَّةِ بعد هذا العرض -أخي-، إذا استيقظتَ يومًا وتفاجأتَ بأنَّه نبتَ لديكَ شيءٌ في مؤخِّرتكَ فأنتَ صاحبُ القرارِ، إما أنْ تعتبرهُ ذيلًا، كرامةً من كراماتِ التَّطوُّرِ، رآكَ متردِّدًا في قَبولِ أنَّه حقيقةٌ علميَّة، فأخرجَ لك ذيلًا يردُّكَ إلى أصلِكَ وآبائكَ الأوَّلينَ، فتعتذرَ لهم وتعودَ إليهم عودةَ الابنِ البارِّ بل وقد تَستقلُّ طائرةً إلى الهندِ؛ لتتحوَّلَ -بفضلِ ذيلكَ هذا- مِن عاطلٍ عن العملِ إلى معبودٍ مدلَّلٍ، بعد أن أَعطتْ نظريَّةُ التَّطوُّرِ أساسًا علميًّا لهذهِ العبادةِ، وإمّا أن تعتبرهُ "spina bifida" "spinal dysraphism" أو "Lipoma" وتذهبُ إلى جرَّاحٍ ليزيلهُ لكَ والسَّلامُ عليكم