الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول احسن الله اليك سمعت بقوة الاخلاص وانه يتفاوت. فما هو قوة الاخلاص؟ وكيف نصل اليها الحمد لله رب العالمين وبعد. المتقرر عند العلماء اثبات تفاوت اعمال القلوب. فالناس لا يستوون في اعمال القلوب. بل نتفاوت في في قلوب الناس تفاوتا عظيما. قد دل على هذا التفاوت قول الله عز وجل قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم. ويدل عليها ما في الصحيح من حديث عمر رضي الله تعالى عنه. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي ومنها ما دون ذلك ورأيت عمر بن الخطاب قميص يجره قالوا فما اولت ذلك يا رسول الله؟ قال الدين اي الايمان. وقد اجمع اهل السنة على ان الايمان في القلب يزيد وينقص فكلما حقق العبد اسباب زيادة الايمان ازداد ايمانه حتى يبلغ كماله وكلما شيئا من موجبات نقصان الايمان في قلبه نقص ايمانه حتى لا يبقى منه شيء. فلا يزال مؤشر الايمان في قلب العبد يعلو وينقص فكلما ازداد ايمان العبد ازدادت تقواه واخلاصه وكلما ضعف ايمانه ضعف تقواه هو اخلاصه. فزيادة الاخلاص مبنية على زيادة الايمان ونقص الاخلاص في القلب مبني على نقص الايمان. فمن ضعف اخلاصه ضعف يقينه وايمانه. ومن زاد اخلاصه زاد يمينه و زاد ايمانه ويقينه وتقواه وان هناك اشياء تجلب للقلب الاخلاص. اذا فعلها العبد وحرص على فعلها وداوم عليها استعان بالله عز وجل على تحقيقها فانه سيبلغ ان شاء الله درجة الراسخين في الاخلاص لله عز وجل. من ذلك كثرة دعاء الله عز وجل ان يجعلك من المخلصين فان قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه كيف يشاء. كما في صحيح مسلم من حديث عبدالله ابن ابن العاص رضي الله تعالى عنه وفي جامع الامام الترمذي وسنن ابن ماجة من حديث انس رضي الله تعالى عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول اللهم مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. قال فقلت يا رسول الله امنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا؟ قال نعم. ان القلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء فبما ان الله يقلب قلب العبد فعليك ان تدعو مقلب القلوب ان يقلب قلبك على دينه وعلى الاخلاص وان يجعلك من عباده المخلصين المخلصين المخلصين المخلصين من عباده المخلصين المخلصين المخبتين الخاضعين له لجنابه عز وجل. فاعظم ما يحقق الاخلاص ويزيد في درجاته ومراتبه دعاء الله تبارك وتعالى ومن ذلك ان تعلم علم اليقين ان الخلق وان اعجبك وان وان اعجب بفعلك فانهم لا يملكون لك كلام نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا ولا ثوابا ولا اجرا ولا يملكون لك شيء فعليك ان تقطع علائق قلبك من الخلائق. اقطع العلائق من الخلائق. فاياك ان يلتفت قلبك لاحد من الناس لانه لا يملك لك لا مدحا ولا ذما ولا حياة ولا موتا ولا جنة ولا نارا ولا نعيما ولا عقوبة ولا ثوابا ولا صحة ولا بطلانا فلماذا يلتفت قلبك الى العبد مع انه لا يملك لك شيئا في عملك مطلقا؟ فاقنع نفسك دائما بان الخلائق وان اعجبوا بما تفعل فانهم لا يملكون لك شيئا. وعليك الا يلتفت قلبك الا الى الله عز وجل. فقطع العلائق اي علائق القلب من الخلائق هذا من المعينات على الاخلاص. ومنها ايضا تذكير النفس بالعقوبة بليغتي لمن فعل شيئا من العبادات لا يريد به وجه الله عز وجل. كما قال الله عز وجل من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون. اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار. وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا وقول النبي صلى الله عليه وسلم ان اول الناس يقضى عليه يوم القيامة رجل استشهد فاوتي به فعرفه نعمه فعرفها الحديث فهذه شهادة في سبيل الله وهذا رجل علم العلم وقرأ القرآن واقرأه هذا رجل ما ترك بابا من ابواب الخير الا ولجه يتصدق على الفقراء والمساكين. اعمال تعبدية عظيمة صارت وبالا على اصحابها بسبب في النية الصالحة عنه. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في السنن من تعلم العلم مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه الا لينال به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربي عز وجل انه قال انا اغنى شركائي عن الشرك. من عمل عملا اشرك معي في غيري تركته وشركه والادلة المحذرة من الرياء والتسميع كثيرة جدا فاذا ذكر العبد نفسه بمثل هذه النصوص فصارت حاضرة بين عينيه كلما فحدثته نفسه في الوقوع في شيء من ذلك فان ذلك من اعظم ما يكون زاجرا للنفس عن الرياء او التسميع. ومن المعينات كذلك اخفاء العمل وعدم اظهاره للناس. ولذلك شرعت كثير من الاعمال على وجه الخفاء كالتطوعات لقول النبي صلى الله عليه وسلم افضل صلاة المرء في بيته الا المكتوبة. وقبل ذلك الصدقات ايضا. قول الله عز وجل ان تبدوا الصدقات فنعما هي وان وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم. وفي الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله. قال صلى الله عليه وسلم ورجل تصدق بصدقة فاخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه. حتى لا تعلم جمالهما تنفق يمينه. فكلما كان العمل اخفى كلما كان القلب ادعى للاخلاص. وجمعيته على الله عز وجل. ومن ذلك مطالعة تسير المخلصين من السلف الصالح وقراءة سيرهم. فان قراءة سيرهم تحيي القلب وتدفعه الى تحصيل الاخلاص. ومن ذلك مصاحبة اهل الاخلاص والسير معهم والاقتداء بهم. والتأدب التأدب بادابهم. فان الصاحب ساحب كما قال الناس في امثالهم الدارجة فمن صاحب المخلصين فانه سيتأثر باخلاقهم باذن الله عز وجل. والله اعلم