احسن الله اليكم ما رأيكم في من يقول ان كبار العلماء لا يفهمون الواقع اعوذ بالله الحمد لله رب العالمين وبعد حقيقة هذه الكلمة انما هي شيء يخفونه لشيء يخفونه في صدور هؤلاء والا ففي الحقيقة انهم لا يقصدون ان العلماء لا يفقهون الواقع وانما يقصدون بان العلماء لا يقولون مرادنا في الواقع فهؤلاء من دعاة السوء يريدون من العلماء ان يقولوا في هذا الواقع شيئا فلما خالفهم العلماء وقالوا في هذا الواقع ما يدينون الله عز وجل به صار هؤلاء ينبزون العلماء بانهم لا يفقهون الواقع لا لانهم يجزمون بذلك وانما لانهم لم يسمعوا من العلماء ما يريدون قوله في هذا الواقع سواء اكان واقعا سياسيا او واقعا اسريا او واقعا اجتماعيا او واقعا دينيا او دنيويا فهؤلاء يريدون من العلماء ان يتكلموا في الواقع بما يريدونه هم فلما خالفهم اهل العلم وتكلموا في الواقع بغير مرادهم صاروا ينبزون العلماء بذلك والا فان الانسان لو تأمل كلام اهل العلم لا سيما الكبار منهم ولا سيما علماء هذه البلاد وسائر العلماء الكبار في كل بلاد العالم الاسلامي ولله الحمد لوجدهم يفهمون الواقع على حقيقته ولوجدهم لا يقتصرون في الواقع على مجرد فهمه والعلم به بل يتجاوز العلماء ذلك على انهم يعرفون الواقع ويعرفون حكم الله عز وجل في هذا الواقع واما دعاة السوء فانهم يعرفون الواقع معرفة وقوع فقط. ولكنهم لا يعرفون حكم الله عز وجل في الواقع فمعرفة الواقع وسيلة ليست مقصودة لذاتها وانما الواقع نعرفه لنعرف حكم الله عز وجل فيه والعلماء اعرف بالواقع من دعاة سوء هؤلاء. فهؤلاء انما يريدون من العلماء ان يتكلموا بما يريدون. والعالم ليس يتكلم بما يريده الناس وانما العالم انما يتكلم ديانة لله عز وجل. فلا يقول الا ما يرضي الله لانه يعلم انه موقوف بين يدي الله عز وجل يوم القيامة. وهؤلاء الغوغائيون والسفلة من الناس يريدون من العلماء ان يتكلموا بما شاءوا فاذا خالفهم العلماء نبزوا العلماء بانهم لا يعرفون الواقع. وانما هي نبزة تشويهية يراد بها الحق من مقادير العلماء ويراد بها تشويه صورة العلماء في قلوب الامة فالواجب الحذر الشديد من هؤلاء فان هؤلاء استجراهم الشيطان رسل للشيطان حتى ينزل العلماء عن قدرهم وحتى يشككوا العامة في علمائهم. فوصيتي ان يحذر منهم والا يسمع لهم. ووصيتي للامة ان تتشبث بعلمائها وان تحفظ لهم مكانتهم وان تعرف منزلتهم وان تحارب كل ما يحاول ان يسيء اليهم او يسين الظن فيهم والله اعلم