وعلى اله وصحبه ومن والاه. اصبحنا واصبح الملك لله. والحمد لله لا اله الا هو اليه اللهم انا اصبحنا منك في نعمة وعافية وستر. فاتم علينا نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والاخرة اللهم ما اصبح بنا من نعمة او باحد من خلقك. فمنك وحدك لا شريك لك. فلك الحمد ولك الشكر لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللهم انا اصبحنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك انك انت الله. لا اله الا انت وحدك لا شريك لك وان محمدا عبدك ورسولك. اما بعد فهذه متابعة في سلسلة ما لا يسع المسلم جهله في حلقتها الرابعة والخمسين موضوع حلقة اليوم اصحاب الكبائر في خطر المشيئة اصحاب الكبائر في خطر المشيئة نعتقد يعتقد اهل الحق اهل السنة والجماعة ان المسلم لا يكفر الا اذا نقض ايمانه بشرك ويكفر بارتكاب الكبائر الا اذا استحلها اصحاب الكبائر في مشيئة الله ان شاء الله عذبهم وان شاء الله غفر لهم. ان دين الله جل جلاله وسط بين الغالي فيه والجافي عنه الحسنة بين سيئتين هذا منهج دين الله عز وجل. وهو ابرز ما يميز اهل السنة والجماعة عن اهل البدع والغواية في هذا الباب تجدون اهل السنة وسطا ما بين الخوارج القائلين بتكفير كل ذنب وبين المرجئة الذين يقولون لا يضر مع الايمان ذنب طرفان متباعدان اذ طرف يكفر بكل ذنب وطرف اخر يقابله يقول لا يضر مع الايمان ذنب واهل السنة والجماعة وسط بينهما يقولون ان اصحاب الكبائر في مشيئة الله سبحانه ان شاء عذبهم وان شاء غفر لهم. من كان معه اصل الايمان. واصل التوحيد لا يخلد في النار. مآله ان يدخل الجنة انك يوما من الدهر وان اصابه قبل ذلك ما اصابه فاصحاب الكبائر امرهم الى الله سبحانه بقول الله جل جلاله ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. تكررت هذه الاية مرتين في سورة النساء ولاية بطبيعة الحال تتحدث عن من مات بغير توبة. لان من مات تائبا التوبة تغفر بها الذنوب وكلها لا يفرق فيها بين ذنب وذنب وفي هذا ورد قول الله تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من الله ان الله يغفر الذنوب جميعا يغفر الذنوب جميعا لمن تاب. الاية بعدها وانيبوا الى ربكم واسلموا له. واني لغفار لمن تاب وامن عمل صالحا ثم اهتدى. قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف. وان يعودوا فقد مضت سنة الاولين فاذا جاءت هذه الاية لكي تفرق بين ذنب وذنب لكي تقول ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فهي تتحدث عن من مات غير تائب. من مات غير تائب من الشرك لا يغفر الله له من مات غير تائب من الذنوب الاخرى دون الشرك فهو الى الله سبحانه ان شاء الله عذبه وان شاء الله غفر له اصبح هزا المعنى اصلا من اصول اهل السنة والجماعة ينصون عليه في عقائدهم. لو ترجع الى ما كتبه كبار وائمة اهل السنة في باب العقائد تجدهم جميعا ينصون على هذا المعنى. ابو حنيفة رحمه الله يقول لا نكفر احدا من اهل القبلة بذنب. يقول ايضا لا نكفر مسلما بذنب من الذنوب وان كانت كبيرة اذا لم يستحلها محمد ابن الحسن تلميذ ابي حنيفة يقول لا ينبغي لاحد من اهل الاسلام ان يشهد على رجل من اهل كلامي بذنب اذنبه بكفر وان عظم جرمه. وهو قول ابي حنيفة والعامة من فقهنا. البخاري رحمه الله يعنون في صحيحه فيقول باب المعاصي من امر الجاهلية ولا يكفر صاحبها بارتكاب بها الا بالشرك لقول الله سبحانه ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء الامام احمد ابن حنبل رحمه الله يقول في بيان صفة المؤمن من اهل السنة والجماعة ولم يكفر احدا من اهل التوحيد بذنب. ابن عبدالبر الفقيه المالكي يقول وقد اتفق اهل السنة والجماعة وهم اهل الفقه والاثر على ان احدا لا يخرجه ذنبه من الاسلام وان عظم وخالفهم في ذلك اهل البدع طيب يعني الله جل جلاله يقول سورة في سورة الحجرات ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم. وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان ففرق الله جل جلاله بين الكفر وبين الفسوق. الكفر والفسوق والعصيان فعلم بهذا ان المعاصي ليست سواء ايضا في قول النبي صلى الله عليه وسلم سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ففرق بين الفسوق وبين الكفر فعلم ان المعاصي ليست سواء. في حديث حديس صحيح شفاعتي لاهلي للكبائر من امتي شفاعتي لاهل الكبائر من امتي. شفاعته لهم صلى الله عليه وسلم دليل على انهم لا يزالون على الايمان لانه لو كانوا كفارا الله جل وعلا قال في الكفار فما تنفعهم شفاعة الشافعين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع فاذا قال النبي صلى الله عليه وسلم شفاعتي لاهل الكبائر من امتي فدل هذا على ان اهل الكبائر لا يزالون على اصل الايمان. الله جل وعلا في يعني عندما حدثنا عن الذين يقتتلون وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما. فسماهم مؤمنين رغم اقتتالهم فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله. فان فائت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم. فاثبت لهم الايمان رغم عندما نزل قول الله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم لم يخلطوا ايمانهم بظلم. شقت هذه على قلوب اصحاب رسول الله. وقالوا واينا لم يلبس ايمانه بظلم قال لا ليس كما تظنون انما هو الشرك. الم تسمعوا قول لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك عظيم فرق بين الظلم وبين الشرك وبين انه ليس كل ظلم شركا. ولكن الشرك اعظم الظلم واكبره؟ ايضا التفاوت العقوبات المقدرة على انواع المعاصي. الشريعة جعلت عقوبة السرقة القطع عقوبة الزنا الجلد او الرجم. عقوبة السوء الجلي. عقوبة قذف المحصنات رمي المحصنات بالفاحشة اجل عقوبة الردة القتل ففي هذا دليل على تفاوت رتب المعاصي. وانها ليست سواء ولو كانت جميعا من جنس الردة عن الدين لكانت عقوبتها جميعا. القتل آآ كما تعلمون لكن مسألة مهمة ينتقض الايمان بالردة كما ينتقض الوضوء بالحدث. الشخص يكون متوضئ ينتقض وضوءه بالحدث يكون مؤمنا ينتقض ايمانه بالردة. يصبح مؤمنا ويمسي كافرا. ويمسي كافرا ويصبح مؤمنا يبيع دينه هو بعرض من الدنيا لاني كما وجد في هذا الباب من الخوارج من يكفر بكل ذنب وبكل شبهة عارضة ويستخدم ايات نزلت في الكفار فيجعلها في المسلمين. وجد ايضا مقابل اخر على الطرف الاخر من الغلو يقول لا. التكفير هذه قضية لا دخل فيها للبشر اطلاقا هذه مردوها الى الله وحده سلمنا لكن الله جل وعلا جعل لنا معايير وجعل لنا ضوابط نحكم بناء عليها على الناس. فيه ابواب في الفقه اسمها ابواب الردة وفي حد اسمه حد الردة معناها ان هناك من يرتد وهناك من يكفر بالله ويثبت هذا عليه قضاء وتقام وعليه عقوبة الرد. اما ان تقول انه لا يحكم بكفر على احد قط مهما كفر بالله ولو داس المصحف بقدمه ولو سب النبي صلى الله عليه وسلم ما هذا هذا ليس من دين المسلمين في شيء هذا بالضبط كما قال الخوارج لابن عباس وهو يجادلهم فيما ينقمونه على علي بن ابي طالب. فكان مما ذكروه له انه قبل ان يحكم الرجال ولا حكم الا لله عندما قامت بتحكيم ابي موسى الاشعري وعمرو ابن العاص لقد حكم الرجال ولا حكم الا لله. قالوا هذا كتاب الله بينكم ليس له لسان ينطق يحكمه الرجال. الرجال هم الذين يحكمون كتاب الله عز عز وجل والله جل وعلا اجاز التحكيم في الخصومات الزوجية فابعثوا حكما من اهله وحكما من اهلها ان يريد اصلاحا يوفق الله فيناهما؟ والله اجاز التحكيم فيما لو قتل المحرم صيدا يحكم به ذوى عدل منكم هديا بالغ الكعبة فالقرآن هو الحكم هو المرجعية العليا. نعم. لكن من الذي يحكمه البشر؟ الناس فلقد وجد في واقعنا المعاصر من يتحامى ويتحاشى قضية التكفير بالكلية رغم وجود نصوص قاطعة جلية ظاهرة مثلا من قال ان الله ثالث ثلاثة من قال ان الله هو المسيح ابن مريم من قال اتخذ الله ولدا اليس في القرآن الكريم ادلة قاطعة على كفر هؤلاء؟ الم يقل الله جل جلاله لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم. قل فمن يملك من الله شيئا؟ ان اراد ان يهلك المسيح ابن مريم وامه ومن في الارض جميعا. لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة. وما من اله الا اله واحد وان لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب اليم الردة كما تقول الردة كما تكون بانتقال من ملة الاسلام الى ملة اخرى يترك الاسلام الى اليهودية الى النصرانية الى للشيوعية الى اي ملة اخرى. ايضا تكون يعني بالبقاء على الانتساب الى الملة الشكلي لكنه يكذب بشيء مما انزله الله او يرد شيئا مما انزله الله عز وجل من كذب بامر ثابت يقينا في دين الله عز وجل فهو بترتيب هذا كافر جاء بعمل من اعمال الكفر من كذب انكر وجوب الصلاة انكر وجوب الصيام انكر تحريم الربا انكار تحريم الخمر هذا التكريد منه كفر اكبر من ابى لفظ طعن رد الا ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين. الذي يقول ان الحدود التي انزلها الله على نبيه ظلامية ورجعية وهمجية ووحشية وبربرية. يعلم ان الله انزل حدودا وان الله اثبتها في كتابه وطبقها رسوله وطبقها المسلمون على مدار القرون. ثم ياتي من يقول في زمننا هذا او في غيره هذه الحدود ظلامية ورجعية وتخلف وردة حضارية وكذا وكذا الذين ينكرون ان الله جل جلاله قد اوجب على المرأة ان تستر عورتها وكل جسدها عورة على خلاف في الوجه والكفين. وقل هذه اكفان الموتى. هذه ظلامية. هذا حجاب على العقل قبل ان يكون حجابا على الجسد ثم يهاجم هذا هذا كله. هذا القول منه كفر يقينا نحن لا نتحدس عن القائل بعينه انه مرتد. هذه قضية قضائية تحتاج الى تحقق شروط التكفير وانتفاء موانع. نحن نصف الاقوال والافعال لا شك ان هذا القول كفر من صاحبه لا شك ان ان من الاقوال ما يكون كفرا. ومن الافعال ما يكون كفرا ومن الاعتقادات ما نكون كفرا. سواء اكان هذا الى تكذيب الحكم الشرعي او الى رد له ورفض له واباء له واستكبار عن عن الانقياد له وان بقي الاقرار الخبري بان هذا حكم الله عز وجل. لقد قلنا مرارا ان ابليس لم ينكر ان الله امره بالسجود ولكنه ابى امر الله ورده وطعن في الحكمة ورد الامر على الله جل جلاله. وقال ااسجد لمن خلقت طينا انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين فكان جواب الله عز وجل اخرج منها فانك رجيم وان عليك لعنتي الى يوم الدين فكما ينتقد الايمان بالانتقال الى ملة اخرى ينتقل بتكذيب امر قطعي في الدين. او برد امر من قطعي من الدين فان اصل الدين تصديق الخبر والانقياد للشرع. من لم يثبت في قلبه التصديق والانقياد لم يثبت له عقد الاسلام. اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه واين الباطل باطلا؟ وارزقنا اجتنابه. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى اله وصحبه وسلم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا