دون الشرك لمن شاء كما قال تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ووقيمة العرض الخاص ان يعرف المؤمن ملة الله جل جلاله عليه في ستر ذنوبه عليه في الدنيا وفي مغفرته لها يوم القيامة هذا وان اول ما يحاسب عليه العبد من حقوق الله جل جلاله الصلاة ان صلحت لها ونجح والا خاب وخسر اليوم وشر ما بعده اللهم انا اصبحنا منك في نعمة وعافية وستر فاتم علينا نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا اللهم ما اصبح بنا من نعمة او باحد فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللهم انا اصبحنا نشهدك عرشي وملائكتك وجميع خلقك انك انت الله. لا اله الا انت وحدك لا شريك لك وان محمدا عبدك اما بعد احبتي في الله هذه متابعة اسلسلتي ما لا يسع ثم جهله في حلقتها الثانية والاربعين وموضوع هذه الحلقة مشهد من مشاهد يوم القيامة العرض والحساب العرض على الله عز وجل والعرض على الله جل جلاله نوعان العرض العام عرض الخلائق جميعا على الله سبحانه نادية له صفحاتهم لا تخفى عليه منه خافية يومئذ تعرضون لا تخفى منه يومئذ يصدر الناس اشتاتا ليروا اعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقالا شرا يره ما منكم من احد الا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ينظر ايمن منه فلا يرى الا ما قدم وينظر اشأم منه فلا يرى الا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى الا النار من تلقاء وجهه. فاتقوا النار ولو بشق تمرة العرض العام اما العرض الخاص فهو للمؤمن خاصة يدلى المؤمن يوم القيامة من ربه عز وجل حتى يضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه فيقول اتعرف كذا وكذا فيقول اي ربي اعرف لا ينكر من ذلك شيئا فيقول له الله جل جلاله البر الرحيم فاني سترتها عليك في الدنيا واني اغفرها لك اليوم فيعطى صحيفة حسناته واما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الاشهاد يوم القيامة هؤلاء الذين كذبوا على ربهم في فرق بين العرض والحساب النبي صلى الله عليه وسلم يقول ليس احد يحاسب يوم القيامة الا هلك ليس احد يحاسب يوم القيامة الا هلاكا فقلت يا رسول الله اليس قد قال الله تعالى فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا يعني كيف ان كل من يحاسبون يهلفون وقد فرق الله بين الحساب اليسير والحساب العسير الم يقل الله جل جلاله فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب الى اهله مسرورا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم انما ذلك العرض وليس احد يناقش الحساب يوم القيامة الا عذب ذلك العرض وليس احد يناقش الحساب يوم القيامة الا عذب يتفاوت حساب العباد فبعضهم يكون حسابهم عسيرا. الكفرة المجرمون الذين اشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا الذين ابوا على ربهم ابقوا عليه تمردوا على شرعه وعلى دينه كذبوا المرسلين ايضا بعض عصاة الموحدين قد يطول حسابهم ويعثر بسبب كثرة الذنوب وعظمتها لاسيما الظلام والطغاة والجبابرة والقتلة ومن يظلم منكم ذقه عذابا كبيرا وقد خاب من حمل ظلما وفي المقابل ان بعض العباد يدخلون الجنة بغير حساب صفوة هذه الامة سبعون الفا اخبر عنهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم اعطيت سبعين الفا يدخلون الجنة بغير حساب وجوههم كالقمر ليلة البدر وقلوبهم على قلب رجل واحد واقبل النبي صلى الله عليه وسلم عنهم عندما سئل من هؤلاء؟ فقال هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتصيرون وعلى ربهم يتوكلون بشارة لهذه الامة ان الله جل وعلا زاد نبيه مع كل الف سبعين الفا وفي رواية مع كل واحد سبعين الفا ثم زاد على هذا فقال وثلاث حثيات من حثيات ربنا عز وجل حديث عظيم المسلم الامام احمد والترمذي وابن ماجة من حديث ابي امامة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وعدني ربي ان يدخل الجنة من امتي سبعين الفا بغير حساب ولا عذاب مع كل الف سبعون الفا وثلاث حثيات من حثيات ربي عز وجل فاذا حجزت سبعين الفا مع كل الف من السبعين الف فكم يكون العدد الاجمالي الكلي لمن يدخلون الجنة بغير حساب وكم عدد كل حثية من حثيات الرب البر الرحيم الكريم الرؤوف العظيم جل جلاله اشارة اخرى عن النبي عليه الصلاة والسلام قال لاصحابه يوما اترضون ان تكونوا ربع اهل الجنة؟ قلنا نعم اترضون ان تكونوا ثلث اهل الجنة؟ قلنا نعم اترضون ان تكونوا شطر اهل الجنة؟ قلنا نعم. قال والذي نفس محمد بيده اني لارجو ان تكونوا نصف اهل الجنة ذلك ان الجنة لا يدخلها الا نفس مسلمة وما انتم في الشرك الا كالشعرة البيضاء في جنس الثور الاسود او في الشعرة السوداء في جنس الثور الاحمر ما معنى من نوقش الحساب عذب؟ لها معنيان ان نفس المناقشة عذاب عندما يدقق عليك الفساد ويعسر عليك هذا في ذاته عذاب وعقاب لا يعرفه الا من كابداه التفسير الثاني انه يعذب بدخول النار وقد يعفو وقد يغفر الله جل جلاله ففي حديث الترمذي والنسائي عن حديث ابي هريرة قول النبي صلى الله عليه وسلم ان اول ما يحاسب فيه العبد يوم القيامة من عمله صلاته فان صلحت فقد افلح ونجح وان فسدت فقد خاب وخسر فان انتقص من فريضته شيئا فان الرب تبارك وتعالى يقول انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها انتقص من من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك بعد هذا المجيء بالكتاب والاشهاد ونشر صحائف الاعمال الكتاب اللي هو ايه الكتاب كتاب الاعمال فيه تسهيل والحقير والكبير والصغير والشهداء من هم الملائكة الحفظة والكرام الكاثمون وهم ايضا الاسماع والابصار والجلود وسائر الجوارح حيث يقال للعبد يوم القيامة كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا وبالكرام الكاتبين شهودا يقول الله جل جلاله ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها. ووجدوا ما عملوا وحاضرا ولا يظلم ربك احدا ثلث الثراء وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك ليه بقى ومعنى طائر ما صار من عمله اي المناه عمله في عنقه ما قدر عليه من خير او شر ملازم له لا يخرج عنه وهو ليس مجبورا على عمله فان الله جل وعلا زوده بادوات التكليف السمع والبصر والفؤاد واعطاه القدرة على الاختيار وهو ليس مكرها على ما يأتي به من عمل فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره عن اليمين وعن الشمال قعيد لا ينفذ من قول الا لديه رقيب. نعتيه وان عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون يبقى معنى ونوح خيوله يوم يوم القيامة حسابا يلقاه مشهورا نجمع له عمله كله في كتاب عصاه يوم القيامة يعطاه بيمينه ان كان سعيدا وبشماله ومن وراء ظهره ان كان شقيا منشورا مفتوحا يقرأه ويقرأه كل الناس سواء اكانوا قارئين في الدنيا ام كانوا غير قارئين. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا لم تظلم لم يكتب عليك الا ما عملت ولا ينسى احد شيء مما كان منه حسن البصري يقول يا ابن ادم وصفت لك صحيفتك وابن سليمان احدهما عن يمينك والاخر عن شمالك تأمل الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك واما الذي عن شمالك فيحفظ سيئاتك ما عمل ما شئت اقلل او اكثر حتى اذا مت قويت صحيفتك فجعلت في عنقك كمعك في قبرك حتى تخرج يوم القيامة كتابا تلقاه منشورا. اقرأ كتابك فقد عدل والله من جعلك يبقى نفسك الله جل وعلا يقول واشرقت الارض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء. وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حنيد حديث مسلم عن انس كنا عند النبي صلى الله وسلم فضحك حتى بدت نواجزه ثم قال اتدرون مما اضحك؟ قلنا الله ورسوله اعلم فقال من مجادلة العبد يوم القيامة يقول ربي الم تجرني من الظلم؟ فيقول بلى فيقول فاني لا اجيز علي او على نفسي الا شاهدا مني فيقول كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا وبالكرام الكاتبين شهودا فيختم على فيهم فيقال لاركانه انطقي الجوارح. فتنطق باعماله ثم يخلى بينه وبين الكلام ينظر الى اعضائه ويقول بعدا لكن وسحقا. فعنكن كنت اناضل. انتم بتشهدوا علي. طب ما انا بناضل عنكم. ما انا بدافع عنكم. بعدا لكن وفق فعنكن كنت اناضل ثم تنصب المزيد وهذا حديث الغد ان شاء الله حتى نلتقي استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته وبرجلته