السلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اصبحنا واصبح الملك لله والحمد لله لا اله الا هو واليه النشور اللهم انا اصبحنا منك في نعمة وعافية وستر فاتم علينا نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والاخرة. اللهم ما اصبح بنا من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللهم انا اصبحنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك انك انت الله لا الا انت وحدك لا شريك لك وان محمدا عبدك ورسولك. اما بعد فهذه متابعة في سلسلة ما لا يسع لما جهله في حلقتها الثالثة والاربعين. موضوع حلقة اليوم الميزان والصراط من اهوال يوم القيامة وشدائده. الميزان الذي توزن به اعمال العباد والذي يزن مثقال الذرة فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره اذ تتم على اساسه المحاسبة ويكون بسببه الثواب والعقاب. فاما ان ينتهى بالانسان الى امه الهاوية والنار الحامية او يلتهى به الى جنات النعيم الى نعيم الخلد وفوز الابد الميزان جاء النص عليه صراحة في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينه ثم اين الناس يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات فقال هم في الظلمة دون الجسر في الصحيحين من حديث ابي سعيد الخدري نعم قول النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى بالجسر فاولئك الذين خسروا انفسهم بما كانوا باياتنا يظلمون ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا. وان كان مثقال حبة من من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين. فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة فاضية. واما من خفت موازينه فامه هاوية. وما ادراك ما هي نار حامية اولئك الذين كفروا بايات ربهم ولقائه فحبطت اعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا في السنة المطهرة كريمتان حبيبتان الى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان تملآن او تملأ ما بين السماء والارض سبحان الله وبحمده سبحان والله العظيم في حديث ابي ما لك الاشعري قول النبي صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان وسبحانه والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن او تملأ ما بين السماء والارض الحمد لله تملأ الميزان يقول ابو داوود عن عائشة رضي الله عنها انها ذكرت النار فبكت فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ما يبكيك؟ فقال ان ذكرت النار فبكيت. هل تذكرون اهليكم يوم القيامة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم اما في ثلاثة مواطن فلا يذكر احد احدا عند الميزان حتى يعلم او حتى يعلم. ايخف ميزانه ام يثقل وعند الكتاب حتى حين يقال هاءم اقرؤوا كتابية اني ظننت اني ملاق حسابي حتى يعلم اين يقع كتاب؟ افي يمينه ام من وراء ظهره؟ وعند الصراط اذا وضع بين زهراني جهنم اذا وضع بين ظهراني جهنم ميزان حقيقي له كفتان كما وردت بذلك النصوص الصحيحة. ولا وجه لتأويل او تحريف ما ورد من هذه النصوص لاننا نفوض فيما يتعلق بالكيفيات التي اخبرنا بها عن عالم الغيب الى الله جل جلاله لا يعلم كيف الا الله سبحانه وتعالى. المعنى معلوم والكيف قد يكون غير معقول لكن الايمان به واجب. والسؤال عن تفصيلاته وعن دقائقه بدعة نقف حيث اوقفتنا النصوص المعصومة الصحيحة لا نافزة نطل على خلالها من عالم الغيب الا نافذة الوحي المعصوم ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم واله من نصوص صحيحة هذه التي يوقف عندها ولا نتجاوز بها حدها بحال من الاحوال والبخاري بوب في صحيحه للميزان واكد اهل السنة والجماعة على ثبوته وعلى ان اعتقاده والايمان به اصل من اصول الاعتقاد عند اهل السنة والجماعة فلا يحل لاحد بلغته هذه النصوص ان يتردد في قبولها او ان يسعى الى تحريفها بما عن حقيقتها وعن مضمونها الذي جاءت به النصوص المعصومة عن النبي صلى الله عليه واله وسلم هذا بالنسبة للميزان. طب ماذا عن الصراط جسر منصوب على متن جهنم ارق من الشعرة واحد من السيف وعليه كلاليب تؤمر او تأخذ من امرت باخذه وان منكم الا واردها كان على ربك الله جل وعلا جعل على هذا حد جعل جعله على نفسه حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا الظالمين فيها جثيا والناس في مرورهم على الصراط يتفاوتون بتفاوت اعمالهم وتكون خفة مرورهم على الصراط بقدر تخففهم من الشهوات والمعاصي في هذه الدنيا. الناس ناج مسلم مخدوش مرسل او مكدوس في النار على وجهي يتفاوتون في سرعة مرورهم. فمنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح المرسلة ومنهم من يمر كاجاويد الخيل والركاب ومنهم من يزحف زحفا والرسل يقولون يا رب سلم سلم يا رب سلم سلم وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونظروا الظالمين في هاجسية ثم ننجي الذين اتقوا ونظروا الظالمين فيها جثيا الورود فسر باحد امرين. اما انه المرور على الصراط او الوقوع في النار فعلا لكنها تكون عليه بردا وسلاما كما كانت على ابراهيم ان كان من صالح المؤمنين ان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا. ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها فيؤمن اهل السنة والجماعة بالصراط وهو كما قلنا جسر منصوب على متن جهنم يمر الناس عليه على قدر اعمالهم. فمنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح. ومنهم من يمر اجاويد الخيل والركاب فناج مسلم ومخدوم وناج مخدوش ومكدوس في نار جهنم الناس قبل مرورهم على الصراط يكونون في الظلمة تلقى عليهم الظلمة دون الجسر قبل الصراط. سئل النبي صلى فيجعل بين ظهري جهنم فقلنا يا رسول الله وما الجسر؟ فقال مدحضة المزلة زنق عليه خطاطيف وكلاليب وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيقاء تكون بنجد يقال لها السعدان المؤمن عليه كالطرف وكمبرقي وكأجاويد الخيل والركاب فناج مخدوش ومكدوس في نار جهنم الصراط كما قلنا كحد السيف الملائكة تقول من يجيز على هذا؟ فيقول من شئت من خلقي فيقولون ما عبدناك حق عبادتك يتفاوت الناس في المرور على الصراط تفاوتا عظيما كانه كما قلنا يكون المرور عليه بقدر الاعمال الصالحة التي قدمها المرء في حياته الدنيا يعطي الله جل جلاله كل انسان نورا على قدر عمله يتبعه على الصراط في حديث جابر عند مسلم يعطى كل انسان منهم منافق او مؤمن نورا ثم يتبعونه وعلى جهنم كلاليب وحسك تأخذ من شاء الله النور الذي يعطونه على قدر اعمالهم فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل بين يديه. ومنهم من يعطى نوره وكذلك ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة بيمينه ومنهم من يعطى نوره دون ذلك بيمينه حتى يكون اخر من يعطى نوره على ابهام قدمه. يضيء مرة ويطفأ مرة اذا اضاء قد كما قدم واذا اطفئ اقام ثم يطفئ الله نور المنافقين. في هذا الموقف الرهيب حيث الذعر والخوف يستحوذ على الناس جميعا كل يريد النجاة بنفسه من هذه الكلاليب والخطاطيف اذا بنور المنافقين ينطفئ فجأة ففي الحديث ويعطى كل انسان منهم منافق او مؤمن نورا ثم يتبعونه وعلى سيدي هالم كلاليب وحسد تأخذ من شاء الله ثم يطفئ نور المنافقين وينجو المؤمن في رواية اخرى يرد الناس كلهم النار ثم يصدرون منها باعمالهم. فاولهم كلمع البرق ثم كمر الريح ثم كالفرس ثم كالراكب ثم كشد الرجال ثم كمشيهم المشي المعتاد زنوا اعمالكم قبل ان توزن عليكم حسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا تزينوا للعرض الاكبر على الله عز وجل ان العبد ما بين مخافتين ما بين اجل مضى لا يدري ما الله صانع فيه واجلا ات لا يدري ما الله قاض فيه فليأخذ العبد من شبابه لهرمه ومن غناه لفقره ومن صحته لمرضه ومن حياته لموته فوالله لتموتن كما تنامون ولتبعثن كما تستيقظون ولتجزون على الاحسان احسانا وبالاساءة اساءة ووالله ما بعد الموت بمست عتب وما بعد الدنيا من دار الا الجنة او النار فاخلصوا في عبودية هذا الرب الجليل من قبل ان يخرج الامر من ايديكم بالموت فتصبحوا على ما فعلتم من النادمين نكتفي بهذا في حلقة اليوم واللقاء بعد غد ان شاء الله وحتى نلتقي. استودعكم الله