قال الله تعالى في سورة الزخرف وهو الذي في السماء اله وفي الارض اله تفيدونا في شرح هذه الاية افادكم الله علما. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على الهادي الامين امام المتقين وسيد الاولين والاخرين. محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين. وبعد فان هذه الاية وصريحة بان الله جل وعلا هو اله من في السماء كما انه اله من في الارض انه الذي يعبد في السماء ويعبده اهل الارض. فهو اله اهل السماوات اجمعين. وهو اله اهل الارض اجمعين. لا اله لاولئك ولا لاولئك الا هو سبحانه وتعالى وليس فيها متعلق لمن يدعي ان الله جل وعلا ليس في مكان ولا تعترض هذه الاية ما ذكره السائل وسأل عنه امنتم من في السماء؟ في سؤال مضى فالله جل وعلا فسر في جهة العلو على العرش استوى والعرش فوق السماء و الوهيته مع علو المكانة متحققة على الجميع. اله اهل السماوات والارض سبحانه وتعالى فليس لها فيها متعلق لمن يدعي ان الله جل وعلا عما يقول الظالمون علوا كبيرا في كل مكان. فان من لازم من يقول ان الله في كل مكان او ان الله جل وعلا مع خلقه في كل مكان انه معنا في كل خلوة نجلس فيها حتى في الامثلة التي لا ينزه سائر الناس ان يختلط بالاخرين فيها. وانما الله كما قال جل وعلا عن نفسه على العرش استوى وكما قال عن نفسه امنتم من في السماء وكما قال عنه رسوله انه على العرش وايات الكتاب الكريم واحاديث الرسول المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم طافحة بذلك. فهذه الاية وما يشابهها تتحدث عن الوهية الله لعباده. لمن في الارض ومن في السماء لا عن امتزاجه بهم فتعال الله عما يكون علوا خبيرا والله اعلم