الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليكم ما معنى هذا الحديث؟ من ترك الصلاة سكرا مرة واحدة فكأنما كانت له الدنيا فسلبها الحمد لله رب العالمين وبعد. هذا حديث مرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم يبين فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم خطر شرب الخمر وذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم ان من ترك الصلاة بسبب السكر مرة واحدة. فكأنما كانت له الدنيا وما عليها فسلبها. وقد اختلف اهل العلم رحمهم الله تعالى في حكم هذا الحديث. وقد رواه الامام الحاكم وصححه الامام الالباني لغيره. يعني انه قال في صحيح الجامع او في صحيح الترغيب والترهيب صحيح لغيره فالحديث فيه شيء من الضعف والمقال. واما معناه فواضح لا يحتاج الى شرح فان تارك الصلاة مرة بسبب الخمر كانه فاقد للدنيا بعد امتلاكها هذا هو معنى الحديث. فاذا كان الانسان بسبب سكره ترك صلاة واحدة. فانه بسبب ترك هذه الصلاة يكون بمنزلة من كان يمتلك شيئا عظيما من هذه الدنيا ويفقده. فما الحزن العظيم الذي سيصيب قلب هذا المالك بعد فقده ما يملكه؟ لا جرم انه من الحزن العظيم فالذي يترك الصلاة بسبب هذا الامر المحرم وهي صلاة واحدة فكأنما كان يملك من الدنيا شيئا عظيما ثم يسلبه في بين عشية وضحاها او في لحظة او في او في لمح البصر. فما بالك بمن ترك الصلاة اربعين يوما فما بالك بمن ترك صلوات بمن يترك صلوات كثيرة بسبب شرب الخمر فالشارب يصلي في بعض الاحيان ولكن صلاته اذا كان عقله قد طفح بسبب السكر لا تقبل. لان الله عز وجل يقول لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى. حتى تعلموا ما تقولون. فهو لا يعقل امر صلاته ولا يعقل امر قراءته ولا يجوز له اصلا قربان مواضع الصلاة اي الدخول في المساجد. فانه في هذه الحالة يعتبر فاقدا الدنيا باسرها. وذلك يفهم اذا علمت امرين. الامر الاول ان الانسان لا يعرف قدر هذه الدنيا الا اذا كان عاقلا والسكر درجة من درجات ذهاب العقد. حتى يجعل الانسان حتى يجعل الانسان كالبهيمة ولو ان السكران نظر الى احواله وتصرفاته واقواله وهو سكران فتبين له انه كالبهيمة بل هو اضل فاذا فقد السكران عقله بسبب كثرة تعاطيه فانه بفقد العقل يفقد الدنيا باسرها. فالمجنون لا يرتاح في حياته ولا يرتاح بصحته. ولا يحس انه يملك شيئا من هذه الدنيا. فالانسان اذا تكرر شكره شكره فانه سيفقد عقله وبفقده لعقله سيفقد هذه الدنيا. ويسلب لذتها ونعيمها قائل والامر الثاني ان اعظم شيء يملكه باعتبار الدين الصلاة بعد الشهادتين. ومن اعظم ما اتضيع به الصلوات شرب الخمر. فان من يشرب الخمر عادة او غالبا يضيع الصلوات. وقليل من يحافظ على الصلوات وهو ولذلك قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة. فاعظم ما يصد عن ذكر الله وعن الصلاة هو شرب الخمر. فاذا فقد شرب الانسان الخمر فقد الصلاة واذا فقد صلاته فقد فقد حياته كلها. لان اعظم شيء يملكه الانسان الصلاة بعد الشهادتين. ولا حظ في الاسلام لمن ترك الصلاة. فاذا خرج عن الاسلام فلا داعي لبقائه. ولم يحقق مقصود وجوده فيكون وجوده في هذه الدنيا كعدمه انه فقد الدنيا باسرها. فاذا هناك امران لا ينبغي للانسان ان يسعى لفقدهما عقله وصلاته. فاذا سكر فقد سعى جاهدا في اذهاب عقله. وقد سعى جاهدا في اذهاب امر صلاته اي حلاوة تبقى في هذه الدنيا في رجل سعى في ذهاب عقله وسعى في ذهاب اعز شيء يملكه في دينه وهي صلاته ففعلا ان السكر يذهب العقل وبذهاب العقل تذهب الدنيا والسكر يذهب الصلاة وبذهاب الصلاة وتضييعها تذهب الدنيا والاخرة والله اعلم