اه السؤال الثاني يقول ما معنى قوله تعالى الم تر كيف فعل ربك بعاد ارما ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وما المقصود بهم؟ هذه القبيلة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى هي من الامم الكافرة العاتية التي اغترت بقوتها وجبروتها لان الله اعطاها من القوة البدنية وقوة الحضارة والملك ما اغترت به وطغت بسببه. نعم قال قال تعالى فاما عاد فاستكبروا في الارض وقالوا من اشد منا قوة؟ اولم يروا ان الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة وكانوا باياتنا يجحدون فارسلنا عليهم ريحا صرصرا في ايام النحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولا عذاب الاخرة اخزى وهم لا ينصرون لانهم لما جاءهم نبي الله هود عليه السلام ودعاهم الى توحيد الله وعبادته تكبروا وتجبروا واغتروا بقوتهم. قد ذكر الله قصة في مواضع كثيرة من كتابه. ومن ذلك هذا الموضع من سورة الفجر. الم تر كيف فعل ربك بعاد لرمذات العماد؟ قال الامام ابن كثير رحمه الله وهؤلاء كانوا متمردين عتاتا جبارين خارجين عن طاعته مكذبين لرسله جاحدين لكتبه وذكر الا كيف اهلكهم ودمرهم وجعلهم احاديث وعبرا. فقال الم تر كيف فعل ربك بعاد ارم ذات العماد؟ وهؤلاء عاد الاولى وهم ولد عاد ابن ارم ابن عوف ابن سام ابن نوح. قال ابن اسحاق وهم الذين بعث الله فيهم رسولا هودا عليه السلام فكذبوه وخالفوه فانجاه الله من بين اظهرهم ومن امن معه منهم واهلكهم بريح صرصر عاتية سخره عليهم سبع ليال وثمانية ايام حسوما. فترى القوم فيها صرعى كانهم اعجاز نخل خاوية. فهل ترى لهم من باقية؟ وقد ذكر الله قصتهم في القرآن في غير ما موضع ليعتبر ليعتبر بمصرعهم المؤمنون. فقوله تعالى ارم ذات العماد عطف وزيادة تعريف بهم قوله تعالى ذات العماد لانهم كانوا يسكنون بيوت الشعر التي ترفع بالاعمدة الشداد قد كانوا اشتد الناس في زمانهم خلقة واقواهم بطشا. ولهذا ذكرهم هود بتلك النعمة وارشدهم الى ان يستعملوها في طاعة ربهم الذي خلق فقال واذكروا اذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا الاء الله ولا تعفوا في الارض مفسدين انتهى كلامه رحمه الله وبه يتبين المراد بقوله تعالى الم تر كيف فعل ربك بعاد رمزات العماد والله اعلم