ما معنى قوله تعالى في سورة الاسراء ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا ولئن جئنا لمذهبن بالذي اوحينا اليك ثم لا تجد لك علينا ثم لا تجد لك به علينا وكيلا الا رحمة من ربك ان فضله وكان عليك كبيرا. كانت آآ اليهود قد آآ قالت لي المشرك قريش المشركين من اهل مكة يسألوا هذا الرجل يعني محمد صلى الله عليه وسلم عن ثلاث مسائل. المسألة الاولى عن اصحاب الكهف والمسألة الثانية عن ذي القرنين. المسألة الثالثة عن الروح. فان اجابكم عن فهو نبي. نعم. الله سبحانه وتعالى انزل على رسوله الاجابة عن هذه الاسئلة عن اصحاب الكهف وعن ذي القرنين. واما الروح الله سبحانه وتعالى الروح من امر ربك؟ الم يجبهم الى سؤالهم وانما بين انها من خصوصياته سبحانه وتعالى وانه هو الذي خلقها وهو الذي يعلمها ولا يعلمها احد من الخلق فهي سر من الاسرار ولا تزال سرا وهذا المعجزات في القرآن فانه مع تقدم الطب فيه ومع حرص الناس على البحث في هذا الشام لم يعرفوا شيئا عن حقيقة الروح. والروح من امر ربه. على ان المراد بالروح آآ ما يحيا به الانسان هذا السر الذي يحيا به الانسان يكون حيا واذا فارقه مفارقة تامة يكون ميتا. واذا فارقه بعض المفارقة يكون نائما. فالروح لها اتصالات بالبدن اتصال بالبدن وهو في بطن امه واتصال بالبدن بعد ما يولد في الحياة الدنيا وهو متيقظ واتصال بالبدن وهو نائم واتصال بالبدن وهو في القبر واتصال ذي البدن في الدار الاخرة وهذا الاتصال الاخير اتصال لا مفارقة بعده لا مفارقة بعده هذه الروح من العجائب التي لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى. وقيل المراد بالروح جبريل عليه الصلاة والسلام وقيل المراد بالروح ملك من الملائكة او جماعة من الملائكة فعلى كل حال الروح سر من اسرار الله لم يطلع عليها عباده سبحانه وتعالى. خذ الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا البشر مهما اوتوا من العلوم والمعارف فانه فان علمهم قليل او لا شيء بالنسبة لعلم الله سبحانه وتعالى. وقوله تعالى ولئن جئنا لنا لنذهبن بالذي اوحينا اليك يعني القرآن ان الله جل وعلا انزل هذا القرآن نعمة ومنة على رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى امته فهو من اكبر النعم وانزل عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فظل الله عليك عظيما. فهو من اعظم النعم التي انعم الله بها على هذا النبي الكريم وعلى امته الى يوم القيامة. لان به سعادتهم ونجاتهم في الدنيا والاخرة. الله قادر على ان يرفع للقرآن وان يزيل هذه النعمة كما انزلها كما انه هو الذي انزلها فهو قادر على رفعها وذلك مما يوجب على العباد ان يشكروا الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة لتستفيدوا منها ينتفعوا بها ولئن شئنا لنذهبن بالذي اوحينا اليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا