قل ما هو تفسير الاية الاخيرة من سورة الفتح وهي محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا. سيماهم في وجوههم من اثر السجود الى اخر الاية هذا وصف من الله سبحانه وتعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه الكرام رضي الله عنهم وارضاهم يصفهم الله جل وعلا بانهم يتصفون بصفتين عظيمتين صفة في مقابل الاعداء هي الشدة والصرامة في ذات الله وفي سبيله وفيما بينهم اللطف واللين والرحمة والمحبة والوئام وتلك من اعظم الصفات بل هي صفات الكمال والعرب في مثل هذه الحال ليمتدحوا الشخص مدحوه بمثل هذه كما قال من يمدح ولده ابنه يقول لنا جانب منه دنيس وجانب اذا رامه الاعداء مركبه صعب فهو يمدح ابنه بانه مع والديه واهله لين الطباع كريمها سهل الاخلاق وهو مع الاعداء صعب الميراس قوي الشكيمة الله اثنى على رسوله واصحابه مع بانهم فيما بينهم رحماء متوادون متآلفون وهم في الاعداء مع الاعداء اشداء ثم وصفها بان سيماهم في وجوههم يعني تعرفهم لعبادتهم وابتهالهم الى الله بكثرة باثر السجود في جباههم من وضعها على الارض ثم وصفهم في اخر الاية بانهم مثل الزرع الجيد الحسن النبات كثير الثمار وان هذا مثلهم الذي ذكرهم الله جل وعلا فيه في التوراة ومثلهم في الانجيل الى اخره الاية فهذا كله تمثيل الله صلى الله عليه وسلم ولصحابته الذين جاهدوا في الله حق جهاده وخلفوا لنا هذا الدين بعد ان نشروا نورهم وضياءه بالمعمورة في وقتهم وبالله التوفيق يقول هل هذا هو ما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم ان اصحابه يأتون يوم القيامة او امته يأتون يوم القيامة غرا محجلين من اثر الوضوء اه هذا جانب من النبي ذكر ان اصحابه رضي الله عنهم يأتون يوم القيامة غر محجلين من اثار الوضوء واما الذي ذكر الله جل وعلا فقد يكونن ولكنه ذكر ان اثار السجود بادية في وجوههم فاهل التقى وممارسة العبادة الطويلة واطالة السجود تظهر آآ اثر عبادتهم في وجوههم ولا يمتنع ان يكون ذلك جزء من الاثر وانما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم انهم انه يعرفهم قالوا كيف تعرفهم؟ قال ارأيتم لو ان لاحدا آآ لاحد خيلا الى اخره الا يعرف خيله تبين انه يعرف اصحابه بما فيهم من اثر الوضوء من الغرة والتحجير وبالله التوفيق