سؤاله الثالث يقول ما معنى قوله تعالى ولقد رآه نزلة اخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى اذ يغشى السدر ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من ايات ربه الكبرى. هذه الاية نعم. ذكرها الله سبحانه وتعالى في سياق الايات التي يثني فيها على رسوله صلى الله عليه وسلم وينفي عنه ما اتهمه به المشركون. فقوله تعالى ولقد رآه نزلة اخرى معناه ان محمدا صلى الله عليه وسلم رأى جبريل في صورته الاصلية التي هو عليها مرتين مرة في الاعلى تحت السماء الدنيا. والمرة الثانية فوق السماء السابعة ليلة اسري برسول الله صلى الله عليه وسلم. المرة الاولى رآه وهو فوق الارض عليه الصلاة والسلام وجبريل في الافق والمرة الثانية رآه النبي صلى الله عليه وسلم عندما عرج عندما عرج به فوق السماء السابعة ولهذا قال ولقد رآه نزلة اخرى اي رأى محمد جبريل مرة اخرى نازلا اليه. نعم. عند سدرة المنتهى وهي شجرة عظيمة جدا فوق السماء السابعة سميت سدرة المنتهى لانه ينتهي اليها ما يعرج من الارض وينزل اليها ما ينزل من الله من الوحي وغيره. نعم. او بانتهاء علم المخلوقات اليها. اي لكونها فوق السماوات والارض فهي المنتهى في علوها او لغير ذلك. نعم. فرأى محمد صلى الله عليه وسلم جبريل في ذلك المكان الذي هو محل الارواح العلوية الزاكية التي لا يقربها شيطان ولا غيره من الارواح الخبيثة. عندها اي عند تلك كالشجرة جنة المأوى اي الجنة الجامعة لكل نعيم بحيث كانت محلا تنتهي اليه الاماني وترغب فيه الايرادات وتأوي اليه الرغبات. وهذا دليل على ان الجنة في اعلى الاماكن وفوق السماء السابعة. قوله تعالى اذ يغشى السدر كما يغشى اي يغشاها من امر الله شيء عظيم لا يعلم وصفه الا الله عز وجل. ما زاغ البصر اي ما زاغ بصر محمد صلى الله عليه وسلم امنة ولا يسرة عن مقصوده وما طغى اي وما تجاوز البصر. وهذا كمال الادب منه صلوات الله وسلامه عليه. ان قام مقاما اقامه الله الله فيه ولم يقصر عنه ولا تجاوزه ولا حاد عنه. وهذا اكمل ما يكون من الادب العظيم الذي فاق فيه الاولين والاخرين. فان الاخلال يكون في احد هذه الامور اما الا يقوم العبد بما امر به او يقوم به على وجه التفريط او يقوم به على وجه الافراط او على وجه الحيدة يمينا وشمالا وهذه الامور كلها منتهية عنه صلى الله عليه وسلم. اللهم صلي. قوله تعالى لقد رأى من ايات ربه الكبرى اي من الجنة والنار وغير ذلك من الامور التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم لما اسري به والله اعلم. جزاكم الله خيرا