يقول في رسالته ما معنى قوله تعالى يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع الناس واثمهما اكبر من نفعهما. الله سبحانه وتعالى حرم الخمر على التدريج. لما كان الناس في اول الاسلام المغرقين في شرب الخمر ولا يستطيعون تركه آآ للكلية الا بالتدريج شيئا فشيئا الله جل وعلا من حكمته ان حرمه على التدريج. فاولا قال سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى اتعلموا ما تقولون. فحرم الخور عند قرب وقت الصلاة. وفي اثناء الصلاة. ولم يحرمه دائما. بل حرمه في فترة وهي وقت الصلاة ثم تدرج سبحانه وتعالى بهم آآ في الاول قال جل وعلا يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس هذا في الاول. نعم. اول مرحلة فبين الله سبحانه وتعالى ان ضرر الخمر اكثر من نفعه. والعاقل اذا عرف ان ظرر الشيء اكثر من نفعه فانه يبتعد لان الانسان لا يريد لنفسه ان يأخذ شيئا او يتناول شيئا ضرره اكثر من نفعه. فالعاقل من حين ما يسمع هذه الاية انه سيترك الخمر والميسر لان العقل يأمره بذلك. لان مفسدته راجحة والعاقل لا يقدم على شيء مفسدته راجحة. ثم في المرحلة بان يحرمه عليهم في بعض الاوقات. وهي الاية التي في سورة النساء وهي قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلم ما تقولون. فحرمه عليهم في وقت وهو وقت الصلوات واذا كان يحرم على المسلم ان يشرب الخمر في وقت الصلاة مع ان الصلوات الخمس تتكرر في اليوم والليلة خمس مرات فهذا يأخذ عليه وقتا طويلا يحرم عليه فيه شرب الخمر في اليوم والليلة فيكون قد مثلا خف خف عليه وطأة الخمر واعتياد الخمر لانه سيتركه في فترات خمس من اليوم والليلة فحينئذ تخف وطأته عليه ثم انه جل وعلا بعد ذلك حرمه تحريما قاطعا لقوله تعالى يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام اجزم من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون. انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصد عن ذكر الله وعن الصلاة هل انتم منتهون؟ اطيعوا الله واطيعوا الرسول فان توليتم فاعلموا ان ما على رسولنا البلاغ المبين. فاذا فحرم الخمر تحريما قاطعا في جميع الاوقات في جميع عمر الانسان ولم يبقى لها وقت من حياة الانسان بل هي حرام على المسلم طول عمره كانت هذه هي النهاية نهاية الخمر هو ان الله اراح المسلمين منه وحرمه عليه تحريما قاطعا وامرهم باجتنابه. قال اجتنبوه لعلكم تفلحون. فهذا من باب التدريج في تحريم الخمر والتدريج فيما يشق على النفوس هذا من رحمة الله سبحانه وتعالى. نعم. بارك الله فيكم