فان قلت وما معنى مقاصد الشريعة فاقول هي تلك الغايات المحمودة التي من اجلها وضع الله عز وجل شرائعه وانزل كتبه فالله عز وجل ارسل الرسل ووضع الشرائع وانزل الكتب لتحقق غايات هذه الغايات هي مقاصد الشريعة وهذه المقاصد التشريعية ليست خاصة بامة محمد صلى الله عليه وسلم لا بل كل امة نزل عليها كتاب وارسل لها نبي فان هذه المقاصد من اعظم المقاصد التشريعية في هذه الرسالات فالمقاصد التشريعية من في في رسالة نوح هي هذه المقاصد والمقاصد التشريعية في شريعة ابراهيم هي هذه المقاصد فاذا ما وضع الله عز وجل شريعة من الشرائع في ارضه ولا بعث رسولا ولا نبيا من انبيائه ورسله ولا انزل كتابا من كتبه الا ولها غايات. هذه الغايات هي مقاصد الشريعة فاذا قيل لك لم وضع الله عز وجل شريعته؟ فتقول وضع الله شريعته لتحقيق المصالح ودفع المفاسد ورفع الاثار وهداية الناس وغير هذه هي مقاصد الشريعة فاذا عرف الانسان مقاصد الشريعة فحين اذ سوف يستفيد عدة اشياء عظيمة جدا من اعظم ما يستفيده من معرفة مقاصد الشريعة انه سيتعرف على حكمة الله عز وجل في هذا التشريع فالانسان اذا كان يتكلم في الامور المشروعة ولا يردها الى مقاصدها العامة فربما يخفى عليه شيء من حكمة التشريع ومعرفة القلب لحكمة التشريع من اعظم ما يزيد ايمان القلب بالله عز وجل لانه سوف يطلع على ان هذه الشريعة لم توضع عبثا ولا سدى ولم يقرر الله عز وجل فيها شيئا لا غاية محمودة تقف وراءه ابدا فحينئذ يعظم ايمانه بان هذا الرب العظيم الذي وظع هذه الشرائع هو المستحق للعبادة دون ما سواه. اذ لا يستطيع البشرية عن بكرة ابيهم لو يجتمعون ان يضعوا في احكامهم الدنيوية الارضية مثل هذه غايات المحمودة ولو انك اذا ولو انك تنظر نظرة بسيطة الى القوانين البشرية لوجدت ان فيها خللا عظيما لان واضعها لم يضعها لتحقيق كغايات محمودة وانما غالبا في مثل هذه الدساتير والقوانين انما ينظر فيها المشرع الى مصلحته اصالة لا ينظر فيها الى مصلحة الناس واما الله عز وجل فانك بدراسة هذه المقاصد سوف يزيد ايمانك به لانك ستعلم انه حكيم اسما وذو الحكمة المتناهية صفة وانه لم يضع تشريعا لمصلحة ترجع له هو فانه غني عنا وعن عباداتنا وعن تعبداتنا وانما كل شرائعه لمصالحنا نحن فمصلحة يراد بها رفع الحرج ومصلحة يراد بها رفع الضرر ومصلحة يراد بها اعزاز الانسان ورفع الذل عنه وبقاء مروءته وغير ذلك من من مقاصد الشريعة