احسن الله اليكم شيخنا يقول هو من بلاد الحبشة يقول وينشأ عندنا جمعيات في بلادنا وتفرق جماعة السلفيين في هذه المسألة ويبدأ كل طرف يرد على الطرف الاخر. فما نصيحتكم وتوجيهكم؟ احسن الله اليكم الحمد لله رب العالمين ان من اعظم ما اوجب ذل المسلمين وهوانهم على عدوهم كثرة تفرقهم واختلافهم وخصوماتهم فان من اعظم ما يقوى به جناب الدين والاسلام والمسلمين اتفاق قلوبهم ووحدة صفهم فلا بد ان نحقق هذا المقصود العظيم وهو مقصود الائتلاف والاتفاق وعدم الاختلاف والافتراق. ولذلك امرنا الله عز دل بذلك في قوله واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. وقال الله عز وجل ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل كل حزب بما لديهم فرحون. وقال الله عز وجل فتقطعوا امرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون. فلا يجوز للانسان ان يسعى في الامر الذي يفرق اخوانه ويشتت شملهم ويقطعوا صفوفهم ويثيروا العداوة والاحقاد فيما بينهم. فان هذا سوسة فان هذا سوء فان هذا سوسة يجب علينا ان نحاربه وان نخرجه من بين ظهرانينا اذا لم يزدجر ويراجع نفسه. ولذلك امرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالوحدة والاتفاق. ومثل هذه الوحدة بالبنيان والجسد الواحد. فقال النبي صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد. اذا اشتكى منه عظو جعله سائر الجسد بالسغر والحمى. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وهذا من اعظم مقتضيات اخوة الدين والايمان والشريعة ان نكون اخوة متألفين متراصين متقاربين متبادلين متراحمين متعاطفين فيما بيننا صافية قلوبنا بعضها على بعض ليس في قلوبنا على بعضنا الا كمال المحبة والاحترام والتقدير والاعظام والاجلال. متناسين متناسين ما بين من الامور التي قد يكون تذكرها او استحضارها يوجب الفرقة او الخصومة والنزاع. بل ان النبي صلى الله عليه وسلم بنى دولته الاسلامية على امرين عظيمين على الاجتماع في الباطن هو الاجتماع في الظاهر. فاما الاجتماع في الظاهر فهو اجتماعنا في مكان نعبد الله فيه وهو بناء المسجد. واما اجتماعنا في الباطن فهو اجتماع قلوبنا والذي كان عبارة عن المؤاخاة بين المهاجرين والانصار. فاقام النبي صلى الله عليه وسلم دعوته على هذين على مكان يعبد الناس فيه فيجتمع فتجتمع ظواهرهم. وعلى اخوة دينية ايمانية قلبية باطنية اسمعوا بواطنهم فمتى ما تخلف احد هذين الامرين تخلف من قيام الدولة الاسلامية بقدره. فيجب علينا ان تسعى الى ما يؤلف لا الى ما يفرق ولا وان نسعى الى ما يجمع ويبني لا الى ما يفسد ويهدم طوبى لعبد جعله الله عز وجل مفتاحا للائتلاف والتقارب والمحبة ونشر الرحمة والعطف حنان والصفح والعفو فيما بين اخوانه المسلمين. ولذلك تجد ان النبي صلى الله عليه وسلم بل ان الشارع راعى ذلك في كثير من تعبداته. فلماذا شرعت صلاة الجماعة؟ حتى نتربى على الاجتماع في الباطن والظاهر. وحتى اسباب الاختلاف ولماذا وجبت احكام المأموم خلف امامه فيتحرك المأمومون حركة واحدة قياما وقعودا وركوعا وسجودا وسلاما كل ذلك من باب التربية على وحدة الصف واتفاق الكلمة والتصرفات والافعال. لماذا شرع الله عز وجل الزكاة انما هي لاجتماع القلوب من باب رحمة الغني بالفقير وتلمس حاجاته. فالغني يعطف على الفقير والفقير ينشرح صدره لصدقات الغني فيبقى المجتمع مجتمعا تكافليا ليس بين افراده احقاد ولا خصومة ولا نزاع ولماذا شرع الله عز وجل الحج في مكان واحد وبهيئة واحدة ولباس واحد وافعال واحدة ومكان واحد ذلك من باب تربية الامة على الاجتماع في المكان والزمان والاجتماع ظاهرا وباطنا. بل لماذا حرم الشارع ان تنكح المرأة على عمتها من باب سد ذرائع الخصومة والنزاع والفرقة. ولماذا نهى عن زواج المرأة على خالتها كل ذلك من باب سد من باب سد ابواب النزاع. ولماذا حرم بيع المسلم على بيع اخيه؟ ولماذا حرم شراء على شراء اخيه ولماذا حرم خطبته على خطبة اخيه؟ لماذا حرم الربا؟ لماذا حرم امور كثيرة؟ انما تحريمها بقاء الالفة والمحبة والاخوة الدينية من غير ثوب خصومة ولا نزاع. فوصية لكم ايها المسلمون في كل مكان ان تبقوا اخوة. وان تبقوا متحابين مترابطين متآلفين متوادين متصافين متآخين يشد يد بعض يشد بعضكم يد بعض ويرحم بعضكم بعضا. ويحب بعضكم بعضا ويعفو بعضكم عن بعض كونوا يدا واحدة وكونوا كما قال لكم النبي صلى الله عليه وسلم وكونوا عباد الله اخوانا والمؤمنون يحب بعضهم بعضا ويناصر بعضهم بعضا ويوالي بعضهم بعضا. ويؤازر بعضهم بعضا ويعفو بعضهم عن بعض. ويتعاونون على البر والتقوى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة. ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله. ان الله عزيز حكيم. فوصيتي لكم ان لا تدعوا ثغرات للشيطان. ينفذ منها بسمه في التحريش بينكم. فان الشيطان ايس ان يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينكم. اسأل الله ان يؤلف قلوبكم اسأل الله ان يؤلف بين نفوسكم اسأل الله ان يطرد عنكم حظوظ النفوس والشياطين والله اعلم