ما هو فضل انكار المنكر وتغييره بمراتبه المعروفة؟ وما هي كلمتكم لرجال الحسبة؟ جزاكم الله خيرا المنكر والتغيير له صلى الله على سيد الخلائق محمد. اللهم صلي عليه فانهما ترك امرا يقربنا من مرضاة الله الا وابان لنا معالمه واوضح حدود وحث عليه وما من امر يعرض المرأة في هذا المسلك لخطر الا وارشد النبي عليه الصلاة والسلام الى تواقيه وهو من شيء يربك الامة ويعرضها للهلاك الا حذرها منه صلى الله عليه وسلم وقد مات يوم مات وقد ترك الامة على المحجة البيضاء التي ليلها كذا هذا. يقول عليه الصلاة والسلام فيما رواه مسلم وغيره من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان والتغيير باليد وان تزيل منكرا بيدك وان تصد عنه تجد من يلعب بامور محرمة وانت تقدر على افساد لعبة تفسدها يجد المرء في اي مكان في الدنيا من يشرب خمرا وهو يستطيع ان ليحريق هذا الخمر ويؤدب عليه يفعل الى غير ذلك من انواع التغييرات او يكون من اهل السلطة الذين توليهم الدولة شئون الحسبة كالحال في هذه البلاد وهو عمل بحمد الله متوارث ورثه ولاة امر هذه البلاد خلفا عن سلف ونسأل الله ان يوفقهم باتقانه واحكامه وشد ازره وتقويته وان يختار له من الرجال من يحسنون اداءه و حماية جوانبه يجب على من يتولى امرا ان يكون حكيما في تغيير المنكر حكيما بالامر بالمعروف يتعامل مع الناس لكل ما يمكن ان يصدهم عن الشر وان يقربهم الى الخير وكما قال ذاك لا يضع الشدة في موضع يصلح فيه اللين ولا يضع اللين في موضع لا يصلح فيه الا الشدة واذا كان الشاعر يقول ووضع الندى في وضع السيف بالعلا مضر وظع السيف في موظع الندى فالامر بالمعروف يجب ان يكون بهذه الكيفية من يصلح معهم الملاطفة والاستعطاف لترك المنكر يعاملهم به ومن لا يصلح معه الا الشدة والصرامة يعاملهم به ومن يكفيه ان ينظر اليه ليستحيي واخجل يكفيه النظر وهكذا يجب ان يكون مغير منكر كالطبيب الحاذق الرحيم المتقن لصنعته ينظر لنفسية المريض ومرظه ويضع الدواء المناسب وط التلطف للمريض باجمل العبارات وارقها ليصل الى غرضه بذلك فكذلك الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يجب ان يكون معتنيا بهذه الوظيفة مهتما بها وهي وظيفة الانبياء وقد قال الله ولتكن منكم امة لاخره فالامر بالمعروف والنهي عن المنكر من اعظم السمات للامة الاسلامية. واذا فقدت هذه الصفة تقل على الامة السلام واذا ظعفت هذه الصفة فقد ظعفت جانب الامة وهكذا فاذا رأيت بلدا لا يقام للحسبة به وزنا ولا يشد لها ازرع ولا يحمى جانبها ولا ترعى حرمتها فاعلم ان تلك الدولة ضائعة لا محالة