علم التفسير من العلوم المهمة انتم بحاجة اليه لان القرآن هو اعظم ما يقبل عليه فاذا علمت القرآن علمت الشريعة ولهذا قال طائفة من العلماء المفسر يحتاج الى علوم كثيرة منها علم اللغة لان القرآن انزل بلسان عربي مبين حا ميم والكتاب المبين انا جعلناه قرآنا عربيا لعل لكم تعقلون وانه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم ويحتاج واللغة اقسام منها النحو ومنها علم المفردات ومنها البلاغة في اقسامها الثلاثة ومنها الاشتقاق الى اخر علوم اللغة ثم علم التوحيد الذي هو الاساس فالقرآن كله في توحيد الله جل وعلا من اوله الى اخره كله في التوحيد وذلك ان القرآن اما ان يكون ما فيه خبرا عن الله جل وعلا وعن صفاته سبحانه وتعالى وعما يستحقه جل وعلا من توحيده بالعبادة والبراءة من الشرك واهله ونحو ذلك فهذا واضح في انه في توحيد الله جل وعلا واما ان يكون ما فيه خبرا عن انبياء الله جل وعلا وعن رسله وعن قصصهم هذا خبر عن اهل التوحيد وما جعل الله جل وعلا هم جعل لهم في الدنيا من الاحوال والعاقبة ونجينا الذين امنوا وكانوا يتقون واما ان يكون وهو القسم الثالث ان يكون امرا ونهيا امر لاداء الفرائض ونهي عن ارتكاب المحرمات وهذا في حقوق التوحيد ومكملاته لان من وحد الله جل وعلا اطاع الله في امره وانتهى عن نهيه وتخلص من داعي شهوته وهواه والامر الرابع خبر عن الامور الغيبية وما يحصل بعد الممات من النعيم والعذاب ومن الجنة النار ومن الحضور والسرور لطائفة ومن العذاب والنكال لطائفة فهذا جزاء الموحدين وهذا جزاء المشركين وهذا المعنى العام من العلوم المهمة للمفسر لان سور القرآن لا تخرجوا عن هذه الاحوال الاربعة فكل سورة اما ان تتناول هذه الاقسام الاربعة واما ان يكون فيه يعني في السورة بعض من هذه الاقسام والعلم الثالث العلم بالسنة لان السنة مفسرة للقرآن ومبينة له والعلم الرابع العلم بالفقه واحكام الحلال والحرام والعبادات والمعاملات لانها القرآن فيه ايات كثيرة في هذا الباب والعلم الذي يليه علم الجزاء يوم القيامة واحوال الناس فيه وهذا في القرآن منه الشيء الكثير ثم علم اصول الفقه والعلوم من اصول الفقه لان بها فهم كثير من ايات الله البينة اذا تبين لك هذا فان المفسر الذي تكونت عنده حصيلة راسخة من هذه العلوم يمكنه ان ان يتدبر القرآن وان يكون مستخرجا لما فيه من الدلالات والعبر هو موضوعات السور ومقاصد السور