كلمة اخرى لابن مسعود رضي الله عنه قال انها قال رضي الله عنه لاصحابه محذرا وموصيا وعاهدا اليهم بل والى امة محمد صلى الله عليه وسلم. قال انها ستكون امور مشتبهة فعليكم بالتؤدة. فان الرجل يكون تابعا في الخير خير من ان يكون رأسا في الضلالة انها ستكون امور مشتبهات. ابن مسعود توفي سنة اثنتين وثلاثين قبل فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه وقبل ان تبدأ الخلافات بعد مقتله ما حصل لعلي رضي الله عنه وما بينه وبين معاوية رضي الله عنهما الى اخر ما حدث وبداية الفرقة في الامة وبداية الاقوال بداية الاخذ والرد تنوع الافكار والافعال. قال لاصحابه وللامة من بعدهم قال انها ستكون امور مشتبهة. فعليكم بالتؤدة. فان الرجل يكون تابعا في الخير خير من ان يكون رأسا في الضلالة فتكون امور مشتبهات ما معنى المشتبهات العلم نوعان محكم ومتشابه او مشتبه. المحكم ما تعلمه حقا بدليله او تعلمه حقا من كلام اهل العلم الراسخين المؤتمنين على كلام الله جل وعلا وعلى كلام رسوله صلى الله عليه وسلم. هذا نوع من العلم المحكم وهو الذي قال الله جل وعلا فيه هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام كتاب هذي المحكمات الواضحة البينة التي علمتها وعلمت ما فيها من المعنى واخذتها لكن هناك امور مشتبهة امور مشتبهات تحدث في الناس ولا يجوز لك ان تنساق في المشتبهات وفق رأيك وهواك بل لا بد ان ترد المشتبهات الى الشرع والى الدين ما فرطنا في الكتاب من شيء. لا خير الا دلنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شر الا حذرنا منه. فماذا تفعل اذا اقبلت المتشابهات؟ قال رضي الله عنه مبينا كيف تكون عند غروب المتشابهات قال انها ستكون امور مشتبهات فعليكم بالتؤدة. هذه الوصية عليكم بالتؤد يعني الزموا التؤدة. الزموا الرفق. التؤدة الاناة. والنبي صلى الله عليه وسلم اثنى على اشد على اشد عبد القيس فقال ان فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله الرفق والاناس او قال الحلم والاناة. يحبهما الله ورسوله. التؤدة والاناة محبوبة لله جل وعلا ولرسوله صلى الله عليه وسلم. ولهذا ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله يحب الرزق في الامر كله. ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف وقد دخل رجل يهودي الى بيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال للنبي عليه الصلاة والسلام السام عليك كم يعني؟ الموت. فقال النبي عليه الصلاة والسلام وعليك سمعت عائشة رضي الله عنها هذا هذا الكلام فغضبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لليهودي وعليك السام واللعنة فقال لها عليه الصلاة والسلام مهلا يا عائشة. فقالت يا رسول الله الم تسمع الى ما قال؟ قال الم تسمعي اني قلت وعليكم او وعليك يا عائشة ان الرفق يا عائشة ان الله يحب الرفق في الامر كله. وقد ثبت ايضا في صحيح مسلم وفي غيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله يحب الرفق ويعطي عليه قال ان الرفق ما كان في شيء الا زانه ولا نزع من شيء الا شانه. وثبت عنه ايضا عليه الصلاة والسلام انه قال ان الرفق ان الله ان الله يحب الرفق في الامر كله ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف. هذي وصية ابن مسعود رضي الله عنه. قال انها ستكون امور مشتبهات فعليكم بالتعدة. امور مشتبهات في الاقوال. امور مشتبهات في الواقع في احوال الناس. فماذا ينبغي؟ ما الوصية الرفق يحبه الله ورسوله وهذه وصية ابن ابن مسعود التي قال الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام تمسكوا بعهد ابن ام عبده قال فعليكم بالتؤدة. اذا ابتدأت المشتبهات التي لا تدري كيف ترجعها؟ لا تدري هل تلحقوا؟ لا تدري هل تفعلوا فيها كذا؟ او فيها او تفعلوا فيها كذا؟ لا تدري ماذا تقول فيها؟ فماذا تعمل؟ عليك لانه لا يجوز لك ان تتصرف تصرفا الا عن علم. اذا تصرفت على الجهل فانت حسيب نفسك تصرفك عليه لكن لا يجوز ان تتصرف الا بعلم لان العلم به النجاة والجهل اودى الناس بالهلاك فعليك بالتؤدة يعني تتأنى فلا تتكلم الا بكلام تعلم حسنه في الشرع واصابته في الشرع. فان كنت او طالب علم فتسأل اهل العلم الراسخين فيه يبصرونك فيما ترى. فاذا ساقوا الادلة على قولهم فانك تعتقد الحق بدليله. اذا اتت الامور في الاقوال اتى من يقول لك فكرة غريبة في مجلس اتى من يقول كلاما جديدا على سمعك. لم تسمعه من قبل. فماذا تتصرف؟ هل تقبله هكذا او تتئد وتترفق حتى تسأل اهل العلم حتى تكون فيما تقبل ما لا تقبل سائرا على وفق العلم. وصية ابن مسعود فعليكم بالتعد. فان قيل لك كلام غريب تتئذ وتتأنى وتترفه فلا تقدم على شيء من تصديق قول او من تكذيبه او من اعتقاد شيء او نفي اعتقاده او من عمل ومسارعة في شيء او بعد عنه الا بعد الترفق والتأني والتأمل. والفتن اذا اقبلت تشابهت. واذا ادبرت عرفها كل احد. كما قال السلف. اذا اقبلت تشابهت ما تدري هذي تشبه هذي وتشبه هذي تشبه المشروع وهذه لا تشبه تشتبه على الناس لانها مقبلة. ولكن اذا ادبرت وانتهت عرفها كل احد. لكن من يعرفها حينه يقول حين تقع انما يعرفها اهل العلم الراسخين الذين الذين هم ليسوا باهل الزيغ قال الله جل وعلا ومنه قال جل وعلا في كتابه منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم فيتبعون ما تشابه منه. يتبعون الذي في قلبه زيغ يتبع المتشابه. واما الراسخ في العلم هو الذي يعلم تأويله قال فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم على احد الوجهين في الوقف ان الراسخين في العلم يعلمون تأويل ما اشتبه على اكثر الناس. لانهم راسخون في العلم فاذا اتت المشتبهات فوصية ابن مسعود رضي الله عنه ان يكون المرء متئدا مترفقا. قال معللا لماذا؟ قال فان الرجل يكون تابعا في الخير خير من ان يكون رأسا في الضلالة اذا اقبلت الامور المتشابهة اما احوال في المجتمع واما في بيت واما في مجلس او في عمل يأتي من الناس من يغلي قلبه يريد ان يكون رأسا فيها ومتقدما فيها واخر يتأنى ايهما يحكم لفعله بالحسن؟ قال ابن مسعود فإن الرجل يكون تابعا في الخير تكون تابع ليس المقصود ان تكون متبوعا. ان تكون رئيسا ان تكون رأسا لا. المقصود ان تكون محصلا طيب فان الرجل يكون تابعا في الخير خير من ان يكون رأسا في الضلالة. لان الامور المتشابهة اذا اقبلت فانك اذا اتيتها ربما كانت عاقبتها الى ضلالة لانك دخلت فيها دون معرفة شرعية صحيحة الا ان تكون تابعا في الخير خير من ان تكون رأسا في الضلالة لان المحاسبة يوم القيامة على ما عملت لا على هل كنت رأسا؟ ام كنت تابعا؟ ومن عباد الله من يحتقر فلا يشفع ولا يؤبه له ولكن من لو اقسم على الله لابره. نسأل الله الكريم من فضله