السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول احسن الله اليك هل يجوز ان نعتذر لمن خالف اهل السنة والجماعة بقولنا يعتذر لغزارة علمه واذا كان الجواب ونعم فمتى يحكم عليهم بغزارة العلم؟ الحمد لله رب العالمين وبعد. جواب هذا السؤال يتفرع على قاعدة قررها اهل السنة والجماعة. وهي ان الحكم على الحال ينظر فيه الى المنطلقات. الحكم على الحال ينظر فيه الى المنطلقات ما معنى هذا الكلام؟ يعني ان من كانت منطلقاته سنية سلفية شرعية ثم وقع في شيء من مخالفة السنة فهذا علينا ان نعتبر له وان نرد خطأه. فاما خطأه بالنظر الى ذات الخطأ مردود. واما هو بالنظر الى شخصه لابد ان نعتذر عنه لان منطلقاته لان منطلقاته شرعية ومنطلقاته سنية السلفية ولكن جل من لا يخطئ ولو كان قبول كلام العالم موقوفا على عدم خطئه لما سلم لنا عالم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكل العلماء يؤخذ من قولهم ويترك وكل يقبل منه الحق لذات الحق ويرد منه الخطأ لذات الخطأ. فلو ان ابن القيم مثلا وقع في شيء من مخالفة السنة افى نلوم ابن القيم او نطلب له المعابير؟ لا شك انه الثاني لان منطلقات الامام ابن القيم سنية سلفية شرعية. فماضيه يجعلنا نعذره في حاله لان الحال ينظر فيه الى المنطلقات. واما من كانت منطلقاته بدعية فهو يبغض السلف الصالح ويحارب اهل الحديث. ولا ينظر الى الكتاب والسنة نظرة احترام وتقدير. ولا ينظر الى علوم السلف نظرة كاحترام وتقدير ويحارب السلف ويحارب عقائدهم ويتمنى زوالهم فهذا اذا اخطأ هل نطلب له العذر؟ الجواب لا. فهل نحن نطلب العذر للجهم صفوان؟ الجواب لا لان منطلقاته بدعية مخالفة للكتاب والسنة وفهم السلف الصالح. هل نحن نطلب المعاذير لبشر المريسي؟ الجواب لان منطلقاته بدعية. هل نحن نطلب العذر لليبرالي في وقتنا المعاصر؟ الجواب لا لان منطلقاته بدعية. غير شرعية فاذا رأيت المنطلقات فحينئذ تحكم على الخطأ الان بالمنطلقات الماضية. هل فهمت هذا؟ ودليل ذلك قول الله عز وجل لما منع المنافقين من الخروج عن النبي مع النبي صلى الله عليه وسلم علل ذلك المنع بقوله انكم رضيتم بالقعود اول مرة فحكم على انهم فحكم على انهم بالنظر الى منطلقاتهم. فهم انما ارادوا الخروج مع النبي صلى الله عليه وسلم ليثبطوا الجيش وليبثوا الرعب والاشاعات في الجيش. فلما كانت منطلقاتهم غير شرعية نهاهم الله عن الخروج للجهاد مع النبي صلى الله عليه وسلم فلا يجوز لنا ابدا ان نخلط بين الامرين. فاذا كنت ايها السائل تسأل عن خطأ عالم منطلقاته سنية سلفية شرعية فلا رغم اننا يجب علينا ان نطلب العذر لشخصه ولكن اما خطأه المخالف للكتاب والسنة فنرده. واما اذا كنت تسأل عن رجل منطلقاته غير شرعية مطلقا. بل منطلقاته بدعية تلفية. بعيدة عن الحق والهدى فحينئذ لا نطلب لخطئه عذرا لان خطأه انما سببه تلك المنطلقات الفاسدة والله اعلم