طبيعة ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى على عثمان بن مظعون ثم اتى القبر فحثا على رأسه وهو قائم وقد ثبت ذلك ايضا عن صحابيين جليلين عن علي بن ابي طالب الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم المسألة الاولى اعلم رحمك الله تعالى ان من السنة لمن حضر دفن الميت ان يحثو التراب على قبر الميت بعد اتمام غلق اللحد وصف اللبن ويكون الحثو ثلاث مرات والافضل ان يكون من قبل رأس الميت ان امكن ذلك بلا مزاحمة ولا تدافع فان قلت وما برهانك على هذا؟ فاقول البرهان على ذلك ما رواه الامام ابن ماجة في سننه باسناد صحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة ثم اتى قبر الميت فحثا عليه من قبل رأسه ثلاث مرات ثم انصرف وهذا الحديث صححه الامام البصيري وكذلك صححه الامام ابن حجر والامام الالباني رحمه الله الجميع رحمة واسعة. وقد روى الدارقطني في سننه جملا من الاحاديث التي تدل على مشروعية ذلك وهي وان كان في بعض اهل احاديها كلام الا انها بمجموعها ترتقي الى رتبة الاحتجاج. وفي الحديث الذي رواه الدارقطني من حديث عامر ابن انه حذى على قبر ابن مكثف وكذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما انه حث على قبر زيد ابن بثابت ثم قال هكذا يذهب العلم هكذا يموت العلم فهذا اذا فهذه السنة ثابتة من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وفعل اصحابه الكرام. فان قلت وما قولك فيما استحبه بعض الشافعية رحمهم الله. من قول بعض الاذكار مع هذه الحثيات. فيقول في الحثية الاولى منها لكم. وفي الحثية الثانية وفيها نعيدكم. وفي الحافية الثالثة ومنها نخرجكم تارة اخرى جواب ان هذا لا اصل له والحديث الوارد فيه حديث ضعيف لا تقوم به الحجة لان فيه رجلا يقال له عبيد الله ابن زحر وعلي ابن يزيد وهما ضعيفان عند علماء الحديث فلا يصح في هذا شيء والمتقرر عند العلماء ان الاصل استواء اجزاء القرآن في الفضل فمن ادعى استحباب قول او قراءة اية او سورة في حال زمانية او مكانية فهو مطالب بالدليل الصحيح الصريح في اثبات هذا الاستحباب الزائد ولا نعلم دليل يدل على استحباب ذلك فالقول الصحيح في هذه المسألة هو انك تحثو من غير ان تتكلم او تقرأ شيئا المسألة الثانية فان قلت وهل السنة ان يحثو بيد واحدة ام بيديه جميعا؟ فنقول كلا الامرين جائز ولا حرج عليك فيه فان قلت وما الحكم فيمن زاد طلبا لزيادة الاجر الجواب المتقرر عند العلماء ان السنة فعل السنة على الوجه الذي وردت عليه. فمن زاد او استزاد فقد تعدى واساء والسنة وردت بثلاث حثيات. ولان المقام مقام ضيق. فحتى لا يطيل الانسان على اخوانه وليفتح او يفسح لهم مجالا يشارك في احياء هذه السنة فيكون الحثو ثلاثة مرات لا اكثر