الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول السائل احسن الله اليك متى يصلى على الغائب الحمد لله رب العالمين وبعد. هذه المسألة فيها فرعان. الفرع الاول هل تجوز الصلاة على اصلا؟ الجواب في ذلك خلاف بين اهل العلم والقول الحق في هذه المسألة هو الجواز. والمشروعية وبرهان ذلك ما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال نعى النبي صلى الله عليه وسلم النجاشي في الذي مات فيه وخرج بهم الى المصلى فصف بهم وكبر عليه اربعا. فان قلت اوليس هذا من خصوصياته صلى الله عليه وسلم فاقول ليس من خصوصياته. بل امته معه في هذا الحكم. لان المتقرر عند العلماء ان الاصل في التشريع التعميم والمتقرر عند العلماء ان الاصل في افعال في افعال النبي صلى الله عليه وسلم التشريع والمتقرر عند العلماء ان كل حكم ثبت في حق النبي صلى الله عليه وسلم فانه يثبت في في حق الامة تبعا الا دليل الاختصاص والمتقرر عند العلماء ان الاصل في الخصائص التوقيف على على الدليل. وليس هناك دليل يدل على خصوصية وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة على الغائب. ويدل على ذلك قول انس قول ابي هريرة فخرج بهم الى المصلى وصف بهم. فاذا هذا دليل على انهم صلوا على النجاشي صلاة الغائب. فلو كانت صلاة من خصوصياته لما خرج بهم ولما صف بهم ولما صلى بهم اماما على النجاشي رضي الله عنه فالحق الحقيق في هذه المسألة هو ان صلاة الجنازة على الغائب مشروعة في حق رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وفي حق امته تبعا. المسألة الفرع الثاني اي غائب يصلى عليه؟ الجواب في ذلك خلاف بين اهل العلم رحمهم الله تعالى. والخلاف مبني على العلة التي من اجلها صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على النجاشي. فمن اهل العلم من قال ان العلة لان النجاشي مات في بلد لم يصلى عليه فيه. وبناء على هذا التعليل عندهم قالوا لا تشرع صلاة الجنازة على الغائب الا اذا مات الانسان المسلم في مكان لم يصلي عليه فيه احد والعلة الثانية قالوا لان النجاشي كان له دور عظيم في الاسلام في نصرة المسلمين وحمايتهم ونفي النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين بالحفظ. والمنع منعهم من الكفار ممن ارادهم بالاذى وبناء على هذا التعليل قالوا يصلى على الغائب اذا كان له دور في الاسلام عظيم. سواء كان دور ملك او مال انتفع المسلمون به او عالم انتفع المسلمون بعلمه فمن كانت له مكانة عظيمة في الاسلام فيصلى عليه اذا مات ولو مات في بلد صلي عليه فيه. فانت ترى ان العلماء قد اختلفوا على قولين بناء على هذين التعليلين فان قلت وما الراجح عندك انت؟ فاقول القول الصحيح عندي ان العلتين جميعا مقبولة ما معمول بهما لان المتقرر عند العلماء ان الحكم اذا علل بعلتين لا تنافي بينهما فانه يحمل فاذا مات الانسان في بلد لم يصلى عليه فيه فيشرع الصلاة عليه. واذا مات مله دور عظيم في الاسلام ونفع كبير للدين فانه يشرع الصلاة عليه صلاة الغائب. حتى وان صلي عليه. وكلا العلتين برهانها صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي. فالنبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي لعظم نفع الاسلام لعظم نفعه للاسلام والمسلمين ولانه مات في بلد لم يصلى عليه فيه فهذا هو الراجح عندي ان شاء الله والله اعلم