يقول احسن الله اليكم متى يعتمد الطالب على نفسه في الترجيح بين المذاهب او بين الاقوال الفقهية؟ الحمد لله رب العالمين اذا تملك الالة التي تخوله في هذه في هذه الترجيحات فاذا كان لا يزال يطلب هذه الاية ولا يزال يتمرس على التخريج عليها ولا يزال يدرب ذهنه ويعود قلبه عليها فان انه لا يزال طالبا ليس له الاحقية في ان يرجح ولا ان يدخل في هذا الباب. وانما متى ما تملك هذه الالة وصار راسخا فيها فانه يجوز له حينئذ ان يرجحه وان يدخل في النظر في الخلاف. كالطبيب الذي يكون في اوائل طلبه للطب غير مخول لمباشرة الحالات واقعيا حسيا وانما يباشرها نظريا تعليميا. فاذا قوي عوده بعد وبعد تخصصه فانه حينئذ يطبق امام اعين الاطباء الذين سبقوهم من اهل الخبرة حتى يصوبوه فان الانتقال من الامور النظرية الى الامور التطبيقية العملية يحتاج الى اشراف اهل الخبرة فبما انك لا تزال تطلب هذه الالة واعني القواعد التي تجعلك قادرا على استنباط الحكم الشرعي من الدليل فلا فلا استعجل في قضية الترجيح. فالطريق طويل ويحتاج الى قربة ويحتاج الى عزيمة ويحتاج الى همة ويحتاج الى صبر وعدم استعجال. فاذا رأيت من نفسك القدرة على الترجيح فاعرض في اوائل امرك ترجيحاتك التي توصلت اليها على اهل العلم والخبرة حتى يصوبوك فيما تحتاج فيه الى تصويب. ويبين لك الثغرات او الاخطاء التي وقعت فيها. ثم قليل قليلا وشيئا فشيئا حتى تصل الى الرتبة العليا باذن الله عز وجل. وعلى كل حال فالاجتهاد مناطه الرسوخ في تملك هذه الالة الاجتهاد مناطه الرسوخ في تملك الة الاجتهاد. والله اعلم