المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي حتى اذا اخذت ليلا او نهارا يتاها امرنا ليلا او نهارا فجعلناها حصيدا وهذا المثل من احسن الامثلة وهو مطابق لحالة الدنيا فان لذاتها وشهواتها وجاهها ونحو ذلك يزهو لصاحبه ان زهى وقتا قصيرا واذا استكمل وتم اضمحل وزال عن صاحبه او زال صاحبه عنه فاصبح صفر اليدين منها ممتلئ القلب من همها وحزنها حسرتها فذلك كما ان انزلناه من السماء. فاختلط به نبات الارض. اي نبت فيها من كل صنف وزوج بهيج. مما الناس كالحبوب والثمار ومما تأكل الانعام كانواع العشب والكلأ المختلف الاصناف حتى اذا اخذت الارض زخرفها زينت اي تزخرفت في منظرها واكتست في زينتها. فصارت بهجة للناظرين ونزهة للمتفرجين. واية للمتبرج فصرت ترى لها منظرا عجيبا ما بين اخضر واصفر وابيض وغيره. وظن اهلها انهم قادرون عليها اي حصل معهم طمع بان ذلك سيستمر ويدوم لوقوف ايراداتهم عنده وانتهاء مطالبهم فيه. فبينهم في تلك الحالة اتاها امرنا او نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالامس. اي كانها ما كانت فهذه حالة الدنيا. سواء بسواء. كذلك فصلوا الايات اي نبينها ونوضحها بتقريب المعاني الى الاذهان وضرب الامثال لقوم يتفكرون ان يعملون افكار فيما ينفعهم. واما الغافل المعرض فهذا لا تنفعه الايات. ولا يزيل عنه الشك البيان