يجد نفسه عاجزا تماما عجزي. عن المغامرة في السفر في هذا الكون الواسع البديع بديع السماوات والارض فهذا الكون المخيف فعلا حينما تطلق الخيال او تطلق العدال لخيالك ليتجول في هذه الطبيعة وفي هذه المجالات والفضاءات والسماوات والأجرام والكواكب والنجوم يعني القلب والعقل كلاهما يجد تعبا ورهقا في تابعت هذه الحقائق الكبرى ولا يستطيع لا يستطيع ابدا ان يستمر في هذا الاتجاه. ولذلك تفنى الأعمار وتنقطع الخيالات ولا ولا تنقطع امداء الكون ولا مداءاته رب هذا الكون سبحانه وتعالى الذي خلقه وهو جل وعلا محيط به قدرة وعلما وخلقا وتقديرا وتدبيرا سبحانه جل وعلا يتكلم سبحانه وتعالى يتكلم ويتكلم معك انت ايها الإنسان يكلمك بكلامه هذا القرآن فإذا هذا شيء عظيم جدا. وأيضا جليل ورهيب. لأن على قدر علو المتكلم يكون الكلام على قدر علو المتكلم يكون الكلام انت ولله المثل الأعلى ولا مشاحة في المثال انت حينما ترتقي في في او في عمارة في عمارة في عمارة ما وتكون في طبق من طبقاتها نفرض انت الآن في الطبق الأول من عمارة لها يعني سبعة طوابق. لها سبعة طوابق. انت في طابقها الاول. بما انك في طابقها الاول لك القدرة اذا اطللت من نوافذ الطابق الأول لك القدرة في ان تصف ما تطل عليه. يعني تتكلم انت ان اذ تصف تقول هنالك اشياء هنالك شوارع هنالك هنالك ناس يعني تصف الواقع الذي تنظر اليه ولكن ما الذي اتاح لك هذا الوصف؟ علوك لأنك راك عالي الطبق الاول من العمارة ولكن الذي في الطابق الثاني اعلى منك له فرصة في ان يتكلم ادق منك واعلى منك واوسع منك واعلم منك. لأن سعة اطلالة على من اطلالك. فعلى قدر علو المتكلم يكون الكلام والذي في سطح العمارة التي لها سبع طوابق او سبعة طوابق بهذا الفرض الذي افترضنا الذي في سطح العمارة يصف ما يجعل المدينة جميعها لانه انئذ اعلى واعلى. والله سبحانه وتعالى اعلى. سبح اسم ربك الاعلى يطل على الكون جل وعلا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه من علو من فوق سبع سماوات. محيط بكل الكون محيط بكل كل شيء هو العلي سبحانه لا يعلوه شيء جل وعلا. فكيف يكون كلامه اذا؟ قطعا محيطا بكل شيء من عائق الكون وتفاصيله ما فرطنا في الكتاب من شيء القرآن ثقيل جدا ثقيل بالحقائق الايمانية. كتاب مثني مختزل فيه كل حقائق الكون تصريحا او تلميحا او اي ان مطوية داخل العبارات وداخل الاشارات التي لا يعلم حقيقتها الا الله جل وعلا وحده سبحانه وتعالى. ولذلك على قدر اقبال العبد على القرآن بقلبه بقلبه يجد من الحقائق الايمانية ربما ما لا يجده في كتب التفسير لأن المفسر غالبا حينما يتعامل مع القرآن يتعامل بالآلات المادية الحسية يعني المرجعيات من الروايات ومن اللغة الأدوات يعني التي يأخذها لكن لن لن يجعلك تذوق الحقيقة الإيمانية لن يجعلك تدبر لأنه راه مستحيل. مستحيل ان ينقل التدبر من شخص الى شخص. مستحيل عقلا. اتدرون كيف الأمر؟ الأمر يعني مثل ذوق الاشياء الحسية. لو طلب منك مثلا ان ان تفسر وان تشرح معنى الحلاوة. فانك لن او معنى الحموضة او اي ذوق من الاذواق. او ان تشرح اللون لن تستطيع شرح الالوان. ولا الاشياء التي يعني حسوا بها اما بعينك او بلمسك او بلسانك كل ادوات الاحساس يستحيل استحالة مطلقة على الانسان ان ينقل حقائقها الشعورية الى الاخرين. السبيل الوحيدة لنقل هذه الاشياء ان تجعل الاخرين يذوقونها كما تذوقها انت او يرونها كما تراها انت مستحيل اذا نقل هذه الاشياء. فالتدبر هو تماما عملية ذوقية قلبية. ولذلك يستحيل ان ينتقل ما في في قلبك الى قلب صاحبك. لابد هو ايضا ان يدخل في حقيقة التدبر. ولنفرض ان هاد المفسرة حينما كان يفسر كتاب الله جل وعلا كان فاثار التدبر تبقى بقلبه لا يمكن ابدا ان يسترها بقلمه وانما يستر ما يقع وما ينتج عنها من افاضات علمية وامور جديدة في المجال العلمي ينعم الله بها عليه من الفتح الذي يفتح الله له به اما الذوق الايماني فيبقى حبيس قلبه الى ان يموت. ولابد لي ولك ولنا جميعا من ان ندخل التجربة ايضا في هذه الاشياء والدخول في هذا المعنى. فاذا القرآن الكريم حينما نقترب منه من حيث هو كل قرآن. كلام الله تكلم تكلم به رب الكون فإن هذا الإحساس عندنا يعلو يعلو لأننا انئذ نرتقي الى كنا في الطابق الأول من نرى بالمسل الذي قلنا فاننا نرتقي الى الطبق الثاني الثالث وهكذا وهكذا حتى نشعر اننا نطل من عال لاننا عن الله جل وعلا مباشرة لا عن المفسرين. نتلقى القرآن آنئذ عن الله مباشرة. لا عن المفسرين ما معنى نتلقى القرآن عن الله جل وعلا مباشرة؟ اي نتلقى حقائقه الإيمانية لأننا نشعر انئذ ان الله هو الذي يكلمنا وانه سبحانه وتعالى هو الذي يخاطبنا هكذا فعلا امر السلف الصالح ان نقرأ القرآن في غير ما وصية اقرأه كأنما عليك انزل. هكذا كان يقول الصحابة والتابعون لتلاميذه وللجيل الذي يربونه. اقرأه كأنما عليك انزل. اي انه ينبغي ان تشعر انك تتلقى عن الله عن الله جل وعلا. ان الله سبحانه هو الذي يخاطبك هو الذي يكلمك هنا ينطلق التدبر وهذا هو المجال الأساسي ان شئت ان تقول الآن وضعنا انفسنا على المدرج كمدرج الطائرة الذي تنطلق منه من اجل ان تحلق في فضاءات القرآن الكريم فإذا فعلا تعاملت مع القرآن الكريم على انه كلام الله. لا على انه مصحف في ورقات. وهذا ايضا مما يبلد الحس حس الإنسان. يعني حينما يختزل في دينه وفي قلبه القرآن على انه عبارة عن اوراق. عبارة عن ورقات هذا هو المصحف والله جل وعلا سماه القرآن وانما القرآن يبدأ بالقراءة. ولذلك هذا المصدر او هذه التسمية المصدرية للقرآن انما تصح حينما نقرأ القرآن حينما تقرأ الحمد لله رب العالمين او تقرأ الف لام ميم ان اذ انت تشتغل بالقرآن. اما حينما تأخذ مصحفا وتضعه في فإنك لا تملك آنئذ القرآن الكريم. ولذلك حينما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم احدهم قال ما معك من القرآن ما وعبر بالمعية ما معك من القرآن الكريم. وليس ما تحمله وما تأخذ بيدك من اوراقه وصحفه. لا ما معك اي ما لك القدرة على التفاعل معه وعلى استحضاره وعلى الاشتغال به وعلى انتاج او اعادة انتاج حقائقه الايمانية بقلبه فلما اخبره قال له اذهب فانت اميرهم لانه اخبره باعظم سورة سورة البقرة وكل القرآن عظيم وكل القرآن جليل. حينما نحدث معه المعية الحقيقية. حينما نحدث معه التفاعل الحقيقي فانه انئذ تنفتح كنوزه وتنشرح ابوابه على صدورنا ان اذ سيحصل فعلا الاقبال الوجداني القلبي على كتاب الله جل وعلا الذي هو كلام الله سبحانه وتعالى حينما تسمعه او حينما تتلوه حينما تسمعه حتى يسمع كلام الله او حينما تتلوه اتلوه ما اوحي اليك من الكتاب واقم الصلاة. اقرأ لابد اذا من احد هذين الامرين اما ان تتلو واما ان يتلى عليك ولذلك كانت التلاوة وظيفة نبوية هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو لابد من التلاوة يتلو عليهم آياته لأنه حينما يتلو الايات عليه الصلاة والسلام او انت حينما تتلو الايات او تتلى عليك ان اذ يكون القرآن لانه كلام الله جل وعلا يتلى وتتهيأ الاسماع والقلوب لتلقي الحقائق الايمانية. لا يمكن ان يحصل شيء من الخطوات التي تأتي العدو بدون تلاوة تنتجها انت او تنتج لك اي اما انك تسمع حتى يسمع كلام الله او انت الذي تتلوه وتقرأ فلابد من هذا