الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته بهذه الليلة ايها الاحبة نتحدث عن البسملة وقبل الوقوف مع بعض مضامينها اذكر بمعناها على سبيل الايجاز فحينما نقول بسم الله اين ذلك بمعنى ابدأ بسم الله او اقرأ باسم الله او ابتدائي بسم الله او قراءة بسم الله او بسم الله اقرأ او بسم الله ابدأ او بسم الله قراءتي او بسم الله ابتدائي حيث ان المقدر المحذوف لاهل العلم كلام معروف فيه هل هو مقدم او مؤخر هل هو فعل اقرأ ابدأ او اسم قراءة ابتدائي هل هو عام ابدأ او خاص في القراءة اقرأ في الاكل اكل قال هو يختص في كل موضع بما يناسبه او يذكر على سبيل العموم يقدر على سبيل العموم ويقال ابتدائي يعني في اي شأن من الشؤون فهذا له ما يؤيده وهذا له ما يؤيده فحينما نقول بسم الله هذه الباء للاستعانة يعني ابدأ مستعينا بالله على القراءة او بسم الله ابدأ او بسم الله ابتدائي او بسم الله قراءتي او نحو ذلك الرحمن الرحيم وهما اسمان مشتقان من الرحمة دالان على كمال الرحمة التي اتصف بها ربنا تبارك وتعالى ويدلان على سعة هذه الرحمة التي وسعت كل شيء وعمت كل حي فكل ما نحن فيه من النعم انما هو من اثار رحمته جل جلاله وتقدست اسماؤه واعظم هذه الرحمة واكمل ما تكون في حق اهل الايمان. فالرحمن والرحيم الرحمن كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله يدل على صفة الرحمة العائدة الى الله التي يوصف بها ما يعود الى الله من هذه الصفة في الرحمن والرحيم يدل على الاثر الواصل الى الخلق من هذه الصفة يعني المتعدي الى المخلوقين فالرحمة صفة من الصفات المتعدية يعني انها يصل اثرها الى المخلوق العظمة صفة قاصرة الحياة صفة قاصرة لكن الكرم متعدية. تتعدى الى المخلوقين الرحمة متعدية اللطف متعدية وهكذا فهنا الرحمن يتضمن صفة الرحمة وهو دال على ما يعود الى الله من هذه الصفة. والرحيم يدل على ما يكون من اثر واصل لهذه الصفة الى المخلوقين المرحومين وبعض اهل العلم يقول الرحمان ذو الرحمة العامة للمؤمن والكافر والرحيم ذو الرحمة الخاصة وكان بالمؤمنين رحيما وكانما ذكره الحافظ ابن القيم رحمه الله اقرب لان الله عز وجل قال ان الله بالناس لرؤوف رحيم رحيم بالناس عموم الناس فما خص ذلك باهل الايمان وليس من شأننا هنا في هذه المجالس ان نتكلم على التفسير لكن من اجل ان يتضح المعنى ليكون ذلك سبيلا الى استخراج الفوائد ولذلك اقترح ان ان رأيتم ان يكون هناك مجموعة في من يحب في الواتساب بحيث يتواصل معكم احد الاخوان اعطيه سؤالا او سؤالين كل يوم بما يتيسر من اجل ان تفكروا في بعض المواضع لماذا جاء هذا في هذا موضع لماذا قال هنا كذا قد يكون هذا مفيدا ان رأيتم هذا فان استحسنتم هذه الفكرة فيمكن ان نضع لكم رقما ترسلون عليه الارقام تأملوا معي حينما نقول بسم الله بسم الله ونقول ما فيه مقدر وذكرت وجوها في تقديره فهذا التقدير لماذا لم يصرح به؟ لو قيل مثلا اقرأ باسم الله ابدأ بسم الله يمكن ان يقال والله اعلم باعتبار ان هذا الموطن لا ينبغي ان يتقدم فيه سوى ذكر الله تعالى فلو ذكر الفعل اقرأ مثلا فهو لا يستغني عن الفاعل يقول اقرأ انا هذا هو التقدير فيكون ذلك خارجا عن المقصود من الابتداء بسم الله تبارك وتعالى وصار الابتداء بذكر الفعل والفاعل الذي هو المبتدئ القارئ مثلا ويحسن في هذا المقام الا يتقدم على اسم الله عز وجل بشيء فجاء مباشرة بسم الله ما قال اقرأ يعني انا بسم الله لا مباشرة بسم الله حسن تقديمه وحذف المقدر ثم ايضا هذا الحذف يكون فيه مشاكلة مشاكلة اللفظ للمعنى ليكون المبدوء به هو اسم الله تبارك وتعالى كما نقول في الصلاة مثلا الله اكبر من كل شيء ما نقول الله اكبر من زيد. الله اكبر من عمرو الله اكبر من الانسان الله اكبر من الملائكة ليعم ذلك فهو اكبر من كل شيء. الله اكبر ودع الذهن يسرح بعد ذلك اكبر من ماذا؟ اكبر من علمنا من عقولنا من تفكيرنا من حاجاتنا من اشغالنا من شهواتنا ممن نعظمهم من المخلوقين مما نحترز له من الاموال والضيعات التي نشتغل بها لربما عن ذكر الله وعن الصلاة. فنقول الله اكبر اكبر من كل شيء اكبر من الزوجة اكبر من الاولاد فما خص بعض ذلك ليعم هذه الاشياء جميعا فالله اكبر فهنا كذلك حينما نقول بسم الله ونصارى ذلك مطابقا مقصود القائل حينما يقصد الابتداء بسم الله تبارك وتعالى فلا يكون في القلب الا الله وحده فكما تجرد ذكره في قلب المصلي تجرد ذكره ايضا في لسانه حينما قال الله اكبر فهو اكبر في قلبه من كل شيء وجاء ذلك بلسانه بهذا الاطلاق. وهكذا حينما يقصد القارئ ان يبدأ بسم الله تبارك وتعالى فانه حينما ينطق ويتفوه بسم الله اولا دون ذكري تقدير فعل او فاعل قبله فانه بذلك يكون مطابقا لما في نفسه ايضا فجاء اللفظ وجاء المعنى والقصد الذي في قلب العبد جاء في حال من التطابق كذلك ايضا هذا الحذف ابلغ لان المتفوه بهذه الكلمة الذي يقول بسم الله كانه يقول لسان الحال ابلغ من المقال فهو حينما يعلن ذلك ويقوله يكون بالفعل قد ابتدأ بسم الله تبارك وتعالى لا يحتاج معه الى مقدر قبله يتفوه به يعني من سمعه فانه مباشرة يدرك ان هذا قد حقق الابتداء باسم الله ليكون ذلك من شاهد الحال يكون مستغنيا بهذه المشاهدة عن النطق بالفعل فكأنه لا حاجة الى النطق به ذلك ان الحال دالة على ان هذا وكل فعل فانما هو باسمه تبارك وتعالى فاحالنا الى شاهد الحال وذلك ابلغ من الاحالة على شاهد المقال هذه البسملة ايها الاحبة حينما يقول الانسان بسم الله فذلك ادب من الاداب التي علمنا ربنا تبارك وتعالى اياها. فاول ما طرق سمع النبي صلى الله عليه وسلم من الوحي المنزل اقرأ باسم ربك الذي خلق اقرأ باسم ربك فهنا القراءة تكون باسم الرب تبارك وتعالى كذلك حينما نقول بسم الله فنحن نكون بذلك في حال من التبرك حينما قدمنا اسمه جل جلاله وتقدست اسماؤه كذلك ايضا نكون قد حصرنا الاستعانة به بسم الله الباء للاستعانة وهي حرف جر بسم الله ابتدائي او بسم الله ابدأ تقديم الجار المجرور يدل على الحصر يعني لو قلت ابدأ بسم الله يمكن ان يكون ابدأ بسم الله وباسم غيره هذا لا يدل على الحصى. لكن حينما تقول بسم الله يعني ابدأ او ابتدائي او اقرأ او قراءتي فان هذا للحصر مثل تقديم المعمولات على عواملها اياك نعبد هذا للحصر هل هو مثل نعبدك نعبدك ونعبد غيرك اللفظ يحتمل لكن اذا قلت اياك نعبد اياك نستعين فهذا لا شك انه يدل على الحصر انك تحصر العبادة والاستعانة بالله عز وجل لا نعبد غيرك ولا نستعين بغيرك. فهذه الباء هنا للاستعانة ايضا بسم الله يعني بسم الله ابدأ لا ابدأ باسمي غيره او لا استعين بغيره هذا من جهة المعنى كذلك ايضا لاحظ هنا ذكر لفظ الجلالة الله المتظمن لصفة الالهية. جيء به هنا باسم باسم الله فهذه الصفة هي اوسع الصفات على الاطلاق فهي تتضمن الربوبية وتتضمن جميع الصفات التي يتصف بها ربنا تبارك وتعالى. وذلك انه لا يكون المألوه او لا يصلح ان يكون الاله الا من كان متصفا بجميع صفات الكمال ولذلك نجد في القرآن التقرير تقرير المشركين بتوحيد الربوبية الذي كانوا يقرون به في الجملة لينتقل من ذلك بالالزام بالزامهم بالتوحيد الذي انكروه وهو توحيد الالهية اذا كنتم تقرون وتعترفون ان الله تبارك وتعالى هو ربكم هو الذي خلقكم ورزقكم ويحييكم ويميتكم ويعطيكم ويمنعكم وهو النافع والضار هذي كلها معاني الربوبية خالق الرازق المحيي المميت فهذا يقتضي ان تتوجهوا اليه بالعبادة وحده. لماذا تعبدون سواه هذا معنى كون توحيد الربوبية يستلزم توحيد الالهية ويقتضيه توحيد الربوبية ان توحده بافعاله هو تقول لا خالق الا الله لا رازق الا الله لا محيي الا الله لا معطي الا الله لا نافع الا الله لا ضار الا الله لا مدبر في هذا الكون الا الله هذا توحيد الربوبية هو النافع الضار المحيي المميت الخالق الرازق. توحيد الالهية ان توحده بافعالك انت. تقول لا اصلي الا لله. صلاتي لله. قل ان ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له. وبذلك امرت فتكون افعالك جميعا موجهة الى واحد. هذا اسمه توحيد الالهية والاله هو الذي تألهه القلوب محبة خوفا ورجاء تعظيما وتتعبد له فلاحظ هنا باسم بسم الله المألوه المقلوب والاستعانة عبادة من العبادات. فتوجيه ذلك الى الله تبارك وتعالى هذا من توحيده من توحيده في العبادة جل جلاله وتقدست اسماؤه. ثم لاحظ ما ذكر بعده بعد الالهية الرحمن الرحيم فهذا الذي تستعين به وارحم بك من الوالدة بولدها في ارحم من الوالدة ما قال من الوالد بولده. الوالد رحيم بولده لكن الوالدة ارحم لا يوجد شيء في هذا الخلق ارحم من الوالدة بولدها سواء كان ذلك في الادميين او كان ذلك في الطير او كان ذلك في سائر المخلوقات ممن يكون منه الولادة الحيوانات بانواعها انظروا الى احوالها ورحمتها باولادها رحمة الوالدة. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اترون هذه ملقية ولدها في النار المرأة التي في سبي اوطاس كانت تبحث في السبي فوجد الصبيا فضمته الى صدرها ثم ارضعته قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو ينظر الى هذا المشهد هذه ملقية ولدها في النار قالوا لا يا رسول الله. وهي تقدر على الا تلقيه فقال فالله ارحم بعباده من هذه بولدها او كما قال عليه الصلاة والسلام. فذكر الرحمة فهذا الذي تستعين به وتبدأ باسمه في كل شيء هو الاله الرحيم الذي تتنزل الطافه على المستعينين به وتتنزل رحماته فيحصل لهم من مطلوبهم ومن غير مطلوبهم ما لا يخطر على البال. فيستحضر الانسان حينما يقول بسم الله عند قراءته او عند اكله او عند اي شأن من شؤونه مما يشرع فيه ذكر البسملة في ابتدائه وهكذا ايضا لاحظوا الالف في باسم في الرسم هي تنطق باسم لكنها في الكتابة في البسملة بسم الله حذفت لاحظوا هي محذوفة لكن اقرأ باسم ربك الذي خلق نلاحظ انها اثبتت في الالف في الرسم فما وجه ذلك هذا من نوع الاسئلة التي كنت اريد ان ابعث بها لماذا اثبتت هنا وحذفت هنا ما هو السبب ما هي العلة عندكم جواب كثير من اهل العلم يقولون انها حذفت من البسملة تخفيفا لكثرة الاستعمال دائما الانسان عند القراءة بسم الله الرحمن الرحيم. عند الاكل بسم الله وغير ذلك من المواضع التي شرعت فيها البسملة فيستعملها كثيرا لكن اقرأ باسم ربك الذي خلق لا قياس من حيث الكثرة في الاستعمال فخفف ذلك خفف ذلك في الرسم. هذا قال به كثير من اهل العلم مع ان الخليل ابن احمد ذكر معنى اخر غير هذا يقول انها حذفت من بسم الله لانها انما دخلت بسبب ان الابتداء بالسين الساكنة غير ممكن من الناحية اللغوية بسم الله السين الساكنة هذه غير ممكن فلو حذفت الباء فان تركيب الكلام لا يصح فدخلت عليها الباء ونابت عن الالف باسم باسم فسقطت في الخط فكان لابد من تعويض عن الالف لان الابتداء بالساكن لا يصح ما تستطيع تبدأ بالحرف الساكن في اللغة لكن اقرأ باسم ربك لو حذفت الباء يقول يصح الكلام اقرأ اسم ربك يقول في فرق بين الموضعين فالباء لا تنوب عن الالف في قوله اقرأ باسمي ربك فذكرت الباء مع الالف فلو حذفت الباء اقرأ اسم ربك. لكن بسم الله حذفت الالف لو حذفت الباء معها السين ساكنة ما يمكن الابتداء بها لا يمكن ان تنطق بها في ابتداء الكلام. والله تعالى اعلم هذا ذكره الخليل وما قبله اسهل اوضح بسم الله الرحمن الرحيم لو لاحظتم بناء لفظة الرحمن وبناء لفظة الرحيم. هذان الاسمان ايهما ابلغ الرحمن او الرحيم الرحمن ابلغ لماذا ابلغ اولا لانه على وزن فعلان وهذا الوزن يدل على الامتلاء فهذا يدل على عظم هذه الرحمة التي اتصف الله بها تقول عطشان غضبان شبعان جوعان ثم ايضا الرحمن ابلغ باعتبار انه عدل به عن وزن نظائره يعني مثلا تقول رحم فهو رحيم وتقول مثلا رفق فهو رفيق عظم فهو عظيم فهنا رحم فهو رحمن عدل به في الوزن على وزن فعلان. عن نظائره يعني ما قيل رحيم وكما يقول ابن جرير بان المعدول به عن وزن نظائره انما يكون ذلك لبيان انه اكمل وابلغ في الوصف فقالوا ان رحمن ابلغ من رحيم. هذا ما يتعلق بهذه بهذا الموضع البسملة والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه