الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته حديثنا في هذه الليلة ايها الاحبة عن قول الله تبارك وتعالى في هذه السورة الكريمة سورة الفاتحة اياك نعبد واياك نستعين وهذه الجملة معناها وتفسيرها اين خصك وحدك بالعبادة اياك نعبد ونخصك وحدك بالاستعانة في جميع امورنا فالامر كله لله تبارك وتعالى فهو الذي ييسر العسير ويقرب البعيد وهو الذي يوفق للهدى وهو الذي يعين على الطاعة وتحقيق المطالب الدنيوية والاخروية لانه هو الذي يملك الدنيا والاخرة وهذه الاية تدل على انه لا يجوز للعبد بحال من الاحوال ان يصرف شيئا من انواع العبادة الى غير الله عز وجل اياك نعبد كما انه اذا استعان فانما يستعين بربه وخالقه جل جلاله اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله فالحصر فيها يدل على تخصيصه تبارك وتعالى بالاستعانة. اياك واياك نستعين وهذه الاية فيها شفاء القلوب من داء التعلق بغير الله تبارك وتعالى وفيها الشفاء من علل الرياء والعجب والكبر وما الى ذلك ايها الاحبة سؤال الهداية الى الصراط المستقيم يعد من اجل المطالب واعلى المواهب واسمى الغايات فلما كان كذلك علم الله تبارك وتعالى عباده كيفية سؤاله كيف يسألون الهداية الى الصراط المستقيم وذلك بما يتقدم بين يدي هذا السؤال من حمده والثناء عليه وتمجيده ثم ما يذكرون من عبوديتهم له وتوحيدهم فهاتان وسيلتان الى مطلوبهم التوسل اليه باسمائه وصفاته الله الحمد لله الرب رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين فهذا كله توسل باسمائه وصفاته والثاني اياك نعبد توسل اليه عبوديته فهاتان الوسيلتان كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله لا يكاد يرد معهما الدعاء انظر الى هذا الترتيب بين هذه المذكورات الى هذا الموضع بين يدي السؤال الشق الاخر من هذه السورة الكريمة للعبد ومبدأه سؤال الهداية فيكون سؤال الهداية موطأ بين يديه بالتوسل باسمائه وصفاته وبالتوسل بالتذلل اليه باعلان العبودية والفقر الكامل والعجز التام عن تحصين الحاجات والمطالب فيكون استعانته بربه وخالقه لانه لا يستطيع ان يعمل شيئا او ان يحقق مطلوبا او نجاحا او فلاحا الا باعانة الله عز وجل له فالنصف الاول من هذه السورة الكريمة الذي هو نصف للرب تبارك وتعالى كما في الحديث الذي اشرت اليه في بعض الليالي الماضية. قسمت الصلاة يعني الفاتحة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لي عبدي فنصفها الاول الذي هو للرب تبارك وتعالى اوله التحميد واخره التعبيد اوله الحمد لله رب العالمين واخره اياك نعبد نصرف العبادة لك وحدك كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ان كل ما بالخلق من النعم الظاهرة والباطنة فمن الله تبارك وتعالى وحده لا شريك له ولهذا يأتي الجمع كثيرا بين الشكر والتوحيد وكثير من اهل العلم ومنهم كبير المفسرين ابو جعفر ابن جرير رحمه الله قد فسر الحمد بالشكر فالله تبارك وتعالى يجمع بين الشكر والتوحيد وفي الفاتحة جمع بين الحمد لله رب العالمين في اولها وفي وسطها التوحيد الخالص اياك نعبد واياك نستعين وهذا له نظائر في كتاب الله تبارك وتعالى قد ذكر هذا المعنى شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اجتمع فيها الحمد والتوحيد كذلك في قول ربنا تبارك وتعالى معلما عباده كيف يقولون اياك نعبد واياك نستعين ما يدل على ان العبد لابد ان يكون عابدا لله تبارك وتعالى ولابد ان يكون مستعينا به لابد له من العبادة حتى تتحقق له النجاة ويحصل له الفلاح والنجح في الدنيا والاخرة ولابد له ايضا من الاستعانة لانه لا يمكن ان يحقق العبادة الا الاستعانة واذا علم العبد انه لابد له في كل وقت وحال وحين من منتهى يطلبه وهو الهه وربه ومليكه وكذلك منتهى يطلب يستعان به وذلك هو الصمده الذي يصمد اليه في استعانته وعبادته قل هو الله احد الواحد الله يكفيهم يكفيهم كل المخاوف ومكر الاعداء والشرور بانواعها لكن عليهم ان يعملوا لما خلقوا له وهو تحقيق العبودية لله تبارك وتعالى فهذا هو الاصل الكبير والاساس اما ما لا يراد بذاته واسمائه وصفاته وافعاله في الهيته وربوبيته واسمائه وصفاته احد الله الصمد من المعاني المشهورة كما سبق في الكلام على الاسماء الحسنى تصمد اليه الخلائق في حاجاتها ورغباتها وفقرها واستعانتها ومطالبها كلها فهنا قال اياك نعبد فهذا هو المنتهى تحقيق العبودية واياك نستعين فهذا كلام قصير جامع محيط لا يخرج عنه شيء كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله انظروا الى هذه المعاني الجزلة بهذه الجمل القصيرة والقرآن يعبر به بالالفاظ القليلة الدالة على المعاني الكثيرة ثم ايضا هذا يعلم العبد ان يكون رغبته وتوجهه كله الى ربه وخالقه جل جلاله ان يبتغي وجهه وجه ربه الاعلى ومن ثم فانه يتوجه بكليته الى هذا المعبود سبحانه وتعالى مستحظرا ان كل ما اوتي وكل عمل يوفق اليه واحسان يقوم به فانما ذلك فضل الله تبارك وتعالى عليه ورحمته فهو لا يرى له فضلا ولا يرى له ما يوجب منة على ربه تبارك وتعالى او على احد من خلقه فيكون عمله كله لله وبالله لماذا لان قوله اياك نعبد هنا الوجهة الى الله واياك نستعين يقول انا ضعيف عاجز ما مني شيء ولا لي شيء وانما المنة والفضل لله وحده دون ما سواه نستعين به لا حول ولا قوة الا بالله. لا تحول من حال الى حال الا باعانته فيقول حينما اتصدق فهذا باعانة الله حينما احج فهذا بتوفيقه وهدايته واعانته وحينما اصلي او اصوم او اقرأ القرآن او اذكر ربي تبارك وتعالى هذا كله من اعانته وهدايته وتوفيقه والا لم يحصل شيء من ذلك لا قليل ولا كثير. وانظروا الى حال اولئك الذين هانوا على الله فثبطهم ثبتهم عن عبادته وعن القيام بمرضاته فصاروا في حال من الضياع والتضييع والتفريط ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا نضيع مفرط مثل هذا حاله تقابل حال اولئك الذين حصلت لهم الاعانة وقاموا بوظائف العبودية فهذا بهذا الاعتبار هذا العبد لا ينتظر من الاخرين جزاء ولا شكورا فيقول هذا بتوفيق الله وانا اعمله لله ليس لي شيء ولا مني فضل ولم اعمل ذلك الا ابتغاء وجه الله. اذا لست انتظر من الاخرين الشكر والثناء والتقدير والاطراء والتقديم ونحو ذلك انما اريد الجزاء من الله فاذا رأى منهم جفاء او اعراضا او تجاهلا عن احسانه وافضاله سواء كان هؤلاء من اهله من قرابته او من غيرهم فهو لا يعتقد انه من اولي الفضل عليهم فيجب عليهم ان يقوموا بحقوقه وان يؤدوا ما يقابل هذا الاحسان وانما يرى ان الفضل لله وانه عمل ذلك لله ولا يثقل على الاخرين ولا يتطلع الى مردودهم فان ذلك خلاف الاخلاص انما نطعمكم لوجه الله اذا كان كذلك لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ومن ثم فان هذا الانسان لا يمكن ان يمن على الاخرين باعماله فهو يعلم ان الله هو المال وحده وعليه ان يوجه الشكر لله عز وجل ان وفقه لهذه الاعمال الطيبة ويسأل ربه ان يتقبل ذلك منه ويحمد ربه ان يسره ليه ما ينفعه وهذا المعنى تكلم عليه شيخ الاسلام رحمه الله بكلام جميل يمكن ان يراجع كذلك ايها الاحبة في هذه الاية اياك نعبد واياك نستعين يؤخذ منها ان كل عمل لا يعين الله تبارك وتعالى عليه العبد لا يمكن ان يكون لا يمكن ان يكون وان كل عمل لا يتوجه به الى الله ولا يطلب به ما عند الله فانه لا ينفع يبطل ويضمحل ويتلاشى والله عز وجل قال عن اعمال الكافرين وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا وقال اعمالهم كرماد اعمالهم كسراب وقال عن نفقاتهم الكثيرة التي يصدون بها عن سبيل الله قال فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون فهي لا تنفعهم ولا ترفعهم فيذهبها الله عز وجل ويبطلها. كل ما لا يراد به وجه الله ولذلك تجد في القرآن كثيرا حينما يذكر الله عز وجل اعمال الكافرين وجهود الكافرين وكيد الكافرين يحكم عليه مباشرة انه في ضلال في تباب فهو ذاهب مظمحل فلا تبتأس ولا تخشى كيدهم ومكرهم فان الله عز وجل يكفي عباده المؤمنين ذلك. اليس الله بكاف عبده؟ والعبد هنا مفرد مضاف الى المعرفة. يعني الجمع كما في القراءة الاخرى المتواترة. والقراءات يفسر بعضها بعضا. اليس الله بكاف عباده به وجهه تبارك وتعالى فانه لا يدوم ولا يبقى ولا يكون له القبول ولو كان في لبوس الخير والعمل الصالح قد يكون هذا دعوة قد يكون مشروعا من المشروعات لكن مبناه على الرياء والسمعة والمقاصد الفاسدة فيكون ذلك ولو انفقت فيه الاموال الطائلة يكون ذاهبا مضمحلا وقد تكون اعمال قليلة بنفقات قليلة ومع ذلك يباركها الله تبارك وتعالى لانها قد بنيت على الاخلاص فالمسجد الذي اسس على التقوى من اول يوم هذا هو الذي امر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ان يقوم فيه احق ان تقوم فيه ولكن ما لم يبنى على ذلك من المساجد والاعمال والمشروعات فانه لا يستحق ان يقام فيه فانه يذهب ويتلاشى وهكذا ايضا فان قوله تبارك وتعالى اياك نعبد واياك نستعين لاحظوا هنا تقديم ما يتعلق بالعبادة اياك نعبد ثم قال واياك نستعين مع ان الاستعانة هي الوسيلة التي تتحقق بها العبادة هو كيف يحقق العبادة الا اذا كان مستعينا بالله عز وجل وعرفنا ان من لم يعنه ربه تبارك وتعالى فانه لا يستطيع ان يأتي بشيء ولكن الله عز وجل هنا قدم العبادة اياك نعبد ولم يقدم الوسيلة وذلك ان العبادة غاية فهي اشرف هذا من جهة ومن جهة اخرى فان العبادة هي حق او قسم الرب. عرفنا ان الفاتحة على شطرين شطر للرب وشطر للعبد فاولها للرب الى قوله اياك نعبد الله عز وجل يقول قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي فاذا قرأ اياك نعبد واياك نستعين قال هذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل فقدم ما يتعلق بحق الرب وهو العبادة اياك نعبد ثم اخر حق العبد ثم انه من الاليق والاكمل ان يقدم حق الرب ولو لم يكن الكلام على هذا النسق. يعني لو لم تكن السورة مقسومة على هذا الاعتبار ان الشطر الاول للرب فان حق الرب مقدم على ما يتصل العبد فان العبد يقدم ما يستوجب رضا المعبود جل جلاله ويستدعي اجابته اذا سأل قبل ان يطلب منه شيئا. وذلك باظهار التذلل والخضوع بين يديه بالعبادة فكان اعلان العبودية مظنة لي استجابة السؤال الذي سيأتي بعدها وكذلك ايضا يكون هذا من قبيل كما سبق تقديم الغاية على الوسيلة وذلك ان العبد لا يستطيع بحالة من الاحوال ان يعبد ربه الا بالله البداية من الله والنهاية الى الله ونحن جميعا لله ونحن اليه راجعون انا لله وانا اليه راجعون فمبدأ الامر منه ومنتهاه منه المنتهى اليه سبحانه وتعالى ومبدأ العمل هو الاستعانة ومنتهاه تحقيق العبادة فذكر المنتهى والغاية فيكون ذلك من باب تقديم الغايات على الوسائل فالعبادة ايها الاحبة هي غاية العباد التي خلقوا لها واما الاستعانة فهي وسيلة ولا يصح بحال من الاحوال ان تقدم الوسيلة على على الغاية فتتحول الوسائل الى اهداف فهذا من قلب الحقائق الله تبارك وتعالى في هذه السورة الكريمة اياك نعبد وفي الاية الاخرى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون باقوى صيغة من صيغ الحصر وما خلقت الجن والانس اقوى صيغة من صيغ الحصر هي النفي والاستثناء الذي جاء به كلمة التوحيد لا اله الا الله النفي والاستثناء. تقول لا كريم الا زيد ولا شجاع الا عمرو اقوى صيغة عند الاصوليين واهل اللغة فهنا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فصار الغاية التي خلق من اجلها الجن والانس هي تحقيق العبودية لله. واول امر في القرآن هو يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم. فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون ويذكرهم بهذه النعم خلق الارض وجعل الارض فراشا والسماء بناء كل ذلك من اجل ان يوحدوه وان يقوموا بتحقيق العبودية له ولذلك من الغلط الكبير ايها الاحبة ان تتحول الوجهة الى هذه الدنيا الفانية فتكون هي الغاية وتكون مطالب الانسان متوجهة اليها ومن الخطأ ان تتحول اهتمامات الدعاة الى الله تبارك وتعالى الى ارشاد وتوجيه ودلالة على تحقيق هذه الشهوات والمطالب الدنيوية المتقضية الدعاة هم اتباع الرسل عليهم الصلاة والسلام والرسل كانوا يأتون لاقوامهم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. اعبدوا الله يأمرون بعبادته تبارك وتعالى اعبدوا الله ولم يتحول الرسل عليهم الصلاة والسلام الى مقدمي دورات في تثمير الاموال او في تألق الطرق التي يتأنق الناس بها في المطاعم والمشارب والمناكح وما الى ذلك هذا غلط وهو انحراف عن الجادة التي هي مسلك الانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام. ولذلك يقول الشاطبي رحمه الله بان هذه المطالب من النكاح والاكل والشرب وما الى ذلك لما كانت مركوزة في النفوس قد جبلت النفوس عليها فهي تطلبها طلبا شديدا قويا لم يرد في القرآن الامر بها مؤكدا ومكررا اطلاقا اين في القرآن الامر بالوطء وطأ النساء لا يوجد انما جاء ذلك في سياق معين فالان باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم بعد ان كان ذلك محرما في ليلة الصيام. فهو على سبيل الاباحة اين في القرآن الامر بالاكل والشرب الا في مقام الامتنان فقط يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا فقرن بين هذا وهذا الاكل من الطيبات عون على العمل الصالح فذكره معه ليدل على انه هو الغاية كلوا من الطيبات واعملوا صالحا يا ايها الناس كلوا مما في الارض حلالا طيبا لكن ما الذي قال بعده بماذا طالبهم كلوا مما في الارض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان مسالكه التي يصدكم بها عن ذكره وطاعته وعبادته فيقرن بين هذا وهذا فالناس عموم الناس ذكر لهم كلوا مما في الارض حلالا طيبا ذكر الحل واما الرسل عليهم الصلاة والسلام فلا يحتاج الى هذا وانما قال طيبات اذا ايها الاحبة العبادة هي الغاية وهي اول امر في القرآن امر الشارع به وفي هذه السورة التي نرددها في كل ركعة اياك نعبد فحينما تتحول الى اهتمامات الى اقامة ابي الدنيا الفانية والتهافت عليها والتركيز على ذلك فهذا خلاف المقصود. ليس المقصود ان الانسان يعرظ عن الدنيا فتهدم لا وانما تعمر تعمر بماذا؟ بالايمان وطاعة الله عز وجل ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم احب البقاع الى الله مساجدها وشرها اسواقها شرها اسواقها فهذا امر لا بد منه وقال وما ارسلنا قبلك من المرسلين الا انهم لا يأكلون الطعام ويمشون في الاسواق فهذا لابد منه لكن لا يتحول الى غاية والى هدف فلما كانت الدواعي مركوزة في الفطر في طلب هذه الشهوات لم يأمر الشارع بها لكن الامر بالصلاة الامر بالعبادة الامر بالزكاة ونحو ذلك كالصبر مما يكون شاقا على النفوس. جاء الامر به مكررا الامام احمد رحمه الله ذكر ان الله امر بالصبر في القرآن بتسعين موضعا وقد يزيد على هذا لماذا؟ لانها عبادة جليلة شاقة فدل ذلك ايها الاحبة على ان عبادة الله تبارك وتعالى هي الغاية الكبرى التي ينبغي ان تسخر لها جميع الطاقات والاهتمامات فهو حينما يطلب الدنيا وحينما يسعى لها وحينما يأكل ويشرب الى اخره. ما هي الغاية في النهاية التي يريد ان يصل اليها؟ من الناس من تكون غايته الى هذا الشبر هذه المعدة ان يملأها وان يشبع كذلك ايضا ما دونها من شهوة الفرج ولكن المؤمن انما يزاول ما يزاول من هذه الدنيا ويعافس ما يعافس من اجل تحقيق العبودية فهو ان اكل يتقوى على طاعة الله عز وجل وهو اذا كان ينكح فهو يستعين بذلك على مطالب عالية كما قال الله تبارك وتعالى فالان باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم لاحظ الاقتران لما ذكر المباشرة بعض اهل العلم قال ابتغوا ما كتب الله لكم ليلة القدر لا يلهيكم النكاح والوطء عن ليلة القدر والقيام والاشتغال بالصلاة في ليالي الصوم وابتغوا ما كتب الله لكم. وبعضهم يقول ابتغوا ما كتب الله لكم. الولد الذي تكاثر به كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فاني مكاثر بكم الامم يوم القيامة. لاحظ الغايات والمقاصد النبيلة. هو لا يطلب الولد من اجل الولد او يتسلى به او يلاعب هذا الولد ولذلك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان الخيل لثلاثة وهكذا في سائر المطالب انما يفعل ذلك من اجل تحقيق الغاية الكبرى فهذه وسائل وليست بغايات ولا اهداف ومن الخطأ ان تحول الى غايات واهداف والكلام له تتمات باذن الله عز وجل في هذا الموضع تحدثوا عن ذلك ان شاء الله في الليلة الاتية واسأل الله عز وجل ان ينفعني واياكم بما سمعنا وان يجعلنا هداة مهتدين اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا وعاف مبتلانا واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا. اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا وذهاب احزاننا وجلاء همومنا اللهم ذكرنا منه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا وارزقنا تلاوته اناء الليل واطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا