بهذا العمل من الحق ممن يكرههم ويبغضهم فيرد ذلك ولربما نسب ذلك الى الباطل. فاذا كان يكره طائفة فانه قد يرد الحق الذي عرفوا به. قد يتمسكون ببعض الحق ويشتهرون بهذا الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد وما زال الحديث متصلا ما ذكره الله تبارك وتعالى عن هؤلاء اليهود بهذه السورة الكريمة سورة البقرة. قال الله تعالى واذا قيل لهم امنوا بما انزل الله قالوا نؤمن بما انزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم. قل فلم تقتلون انبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين اذا وجه الى هؤلاء اليهود هذا الخطاب بالايمان قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم او قال لهم اصحابه رضي الله تعالى عنهم امنوا بما انزل الله اقروا واذعنوا وانقادوا قالوا نؤمن بما انزل علينا يعني على انبياء بني اسرائيل ويكفرون بما وراءه يعني ما انزل على غيرهم كالقرآن مع كونه الحق المصدق لما معهم وكما ذكرنا من قبل بانه يشهد لهذه الكتب انها منزلة من عند الله تبارك وتعالى كما انه ايضا مصدق لما معهم وذلك انه قد جاء الخبر في كتبهم عن هذا الرسول صلى الله عليه وسلم فهو مطابق لما في كتبهم وكذلك ايضا هو مصدق لما معهم مما تتفق عليه الشرائع ومع ذلك يكفرون به ثمان الله تبارك وتعالى رد على هؤلاء الكذبة الذين زعموا انهم يقصرون الايمان على رسلهم وانبيائهم خاصة قل فلما تقتلون انبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين ان كنتم تزعمون انكم تؤمنون بما انزل على انبيائكم فلما تقتلونهم وهم قتلة الانبياء وقد مضى انهم قتلوا في يوم واحد سبعين نبيا فلو كانوا حقا يؤمنون بما انزل عليهم لما قتلوا انبيائهم وهم كذبة ايضا في هذه الدعوة. فهم يكفرون بما جاءهم وكذلك ايضا يكفرون بما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم يؤخذ من قوله تبارك وتعالى واذا قيل لهم امنوا بما انزل الله هذه الاية قالوا نؤمن بما انزل علينا هذا ذكره الله في سياق الذم والواجب ان يقبل المرء الحق ممن جاء به وليس له ان يتخير يكون له انتقاء وانما الواجب عليه الانقياد والتسليم. هذا في باعوا الرسل عليهم الصلاة والسلام فهؤلاء كانوا ينتقون ويتخيرون فكفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم بدعوى انه ليس من انبياء ويقول لا نؤمن الا بما انزل علينا وكذلك ايضا عادوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفروا بما جاء به بحجة ان صاحبه الذي يأتي بالوحي هو جبريل عليه السلام لما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن من يأتيه بالوحي وكانهم لا يعلمون. فجبريل عليه الصلاة والسلام هو الموكل بالوحي والرسالات فهو الذي كان يأتي الى الانبياء قبل النبي صلى الله عليه وسلم بوحي الله عز وجل. ولكن هؤلاء الكفرة لا يريدون الايمان ان فيتعللون بمثل هذه العلل تارة بمعاداة الرسول الملائكي وتارة بمعاداة الرسول البشري وهكذا في تفاصيل الحق وجزئياته وابعاظه فليس لاحد ان يتخير فيرد بعض الحق لان الذي جاء به لا يحبه او يرى انه دونه او نحو ذلك فهذا من اتباع الهوى فيقع كثيرا في هذه الامة في علمائها وفي عامتها ولربما وقع لعبادها ولدعاتها فيرد بعض الحق لان هذا الذي جاء به غير محبوب لدى هذا السامع. فيرد ما جاء به ولربما رد الحق باعتبار ان الذين فهذا الذي يشنؤهم ويبغضهم قد يرد هذا الحق الذي عرفوا به لانه سمة لهؤلاء الناس وهذا لا يجوز بحال من الاحوال وهو من اسباب التفرق والشقاق بين طوائف هذه الامة وطائفة تأخذ ببعض الدين وطائفة تأخذ ببعض الدين وطائفة تأخذ ببعض الدين قد تنتسب اليه وتتسمى بذلك فيكون مما عرفوا به واشتهروا به قد ينسبون اليه من قبل غيرهم والواجب هو اخذ الدين بكماله وشموله كما جاء به الرسول صلى الله عليه واله وسلم من غير تخير ولا انتقاء افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب فهذا لا يجوز بحال من الاحوال وهكذا قد يتصور ان هذا الاقرار لربما في ضمنه الاقرار بفضل هذا الذي جاء بالحق. فيرد الحق ويكذب به حسدا لهذا الذي جاء الحق على يده او دعا اليه او نبه على هذا الخطأ والانحراف سليمان عليه الصلاة والسلام لما جاءه الهدهد بخبر سبأ لم يرد هذا الخبر لحقارة من جاء به وانما تثبت ثم بعد ذلك لما استيقن ذلك وعلمه وتحققه بنى عليه ما قد علمتم ودخلت امه في دين الله تبارك وتعالى. فهذا هو اللائق وكما قالوا بان الجوهرة لا يرخصها حقارة من استخرجها من قعر البحر الغواص فقد يستخرجها من لا شأن له ولكن تبقى لها قيمتها فهي نفيسة وتعلق في النحور ولا يرخصها حقارة مستخرجيها فهكذا الحق الواجب ان يقبل وان يذعن الانسان به ولا يرد لان الذي جاء به لربما ان يكونوا من العامة او يكون ممن لا نحبهم او نحو ذلك وقد بلغ الامر ببعضهم كما ذكرت في بعض المناسبات انه حينما انكر عليه بعض انواع الشرك وعبادة القبور وما اشبه ذلك وسيقت له الايات في هذا الباب فكان جوابه ان قال لهذا الذي يخاطبه ويذكره وينصحه ويدعوه الى التوحيد يا ابني هذه اية وهابية. هذه اية وهابية ما معنى هذا الكلام؟ هو اشتهر عند هؤلاء الذين يبغضهم ممن يلقبهم بهذه الالقاب واهل السنة لا ينتسبون للقب غير الاسلام والسنة لا يرضون بهذه الالقاب ان يلقب بالوهابي او بغير ذلك. وانما ينتسب الى الاسلام والسنة وكفى فهذا الرجل رد عليه بهذا الرد يا ابني هذه اية وهابية الذي قالها احد اهل العلم قبل نحو اربعين سنة في موقف في مناظرة حصلت مع بعض شيوخ الصوفية فكان هذا هو الجواب يا ابني هذه اية وهابية. لماذا؟ لانه اشتهر بالاستدلال بها عند هؤلاء الذين يرميهم بهذه الالقاب وعلى كل حال من وقع بشيء من ذلك ففيه شبه من اليهود. يردون الحق لكراهيتهم من جاء من جاء به واللائق ان نقبل الحق ممن جاء به. والنبي صلى الله عليه وسلم قال في حق الشيطان كما في حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه لما كان يأخذ من تمر الصدقة ثم بعد ذلك علمه ما يقول اذا اوى الى فراشه قال النبي صلى الله عليه وسلم صدقك وهو كذوب فمجيء الشيطان بهذا وهو الشيطان لم يكن ذلك سببا لرد هذا الحق الذي جاء به فهذا على كل حال هو اللائق باهل الايمان يؤخذ من هذه الاية ايها الاحبة واذا قيل لهم امنوا بما انزل الله قالوا نؤمن بما انزل علينا انظروا ان الله تبارك وتعالى لما رفع مقدار بني اسرائيل بالدعاء الى الايمان بما اسند الى هذا الاسم الكريم في قوله بما انزل الله فذكر اسم الجلالة ظاهرا بما انزل الله امنوا بما انزل الله. كان جوابهم ان اسقطوا لفظ الجلالة قالوا نؤمن بما انزل علينا. ما قالوا نؤمن بما انزل الله بما انزل الله علينا فهم قد هبطوا بذلك فاسقطوا اسم من يتشرف بذكره وهو الله تبارك وتعالى ويتبرك بهذا الاسم الكريم وخصوا بعض ما انزله وتعالى بالايمان. وكذلك ايضا الرد على هؤلاء حينما قال الله عز وجل فلما تقتلون انبياء الله من قبل كما ذكرنا في موضع سابق انه عبر بالفعل المضارع تقتلون لان ذلك يدل على الاستمرار. فهم مستمرون على هذا الفعل القبيح وقد وضعوا السم لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قال عليه الصلاة والسلام في مرضه الذي قبض فيه صلى الله عليه وسلم بانه ما زال يجد تلك الاكلة التي اكلها في خيبر وقال وهذا اوان انقطاع ابهر. فكان ذلك شهادة له عليه الصلاة والسلام سلام. هذا يدل على انه مستمر وان ذلك من شأنهم كذلك اولئك الذين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لما كانوا على ما كان عليه اسلافهم صح ان يوجه ذلك اليه بالخطاب قل فلم تقتلونه؟ وكما ذكرنا ان الخطاب في القرآن كثيرا ما يخاطب به اولئك الذين عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم في امور وقعت لاسلافهم. فاما في باب النعم فان ذلك كما قلنا بان النعمة الحاصلة للاباء والاسلاف لاحقة للابناء والذرية تنوا عليهم بها وكذلك ايضا في المذام والمثالب والمعايب فانها تلحق الابناء ان كانوا على طريقتهم. وهذا ايضا في قوله تبارك وتعالى فلما تقتلون انبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين ان مثل هذا يدل على كذبهم في مثل هذه الدعوة وفيه افحام لهم باقامة الحجة عليهم من فعلهم نفسه. وهذه طريقة من طرق الرد والجدال والمناظرة ان يرد على المخالف اما بقوله واما بنفس فعله وكان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يذكر انه لا يأتي الخصم بحجة الا قلبها عليه وهذا له نظائر كثير في القرآن وفي السنة وفي المناظرات التي جرت بين اهل العلم مع المخالفين. يحتجون عليهم يقلبون عليهم وكذلك ايضا يؤخذ من قوله تبارك وتعالى فلم تقتلون انبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين ان هذا الاستفهام يدل على التبكيت والتوبيخ وفي اضافة الانبياء. فلم تقتلون انبياء الله ما قال فلما تقتلون انبيائكم؟ او فلما تقتلون الانبياء فهذا فعل شنيع وهو قتل الانبياء عليهم الصلاة والسلام. فلما اضافهم الى الله تبارك وتعالى فلم تقتلون انبياء الله؟ هذا فيه تعظيم لهذا الفعل وتشنيع فان هؤلاء الانبياء الذين جاءوا من عند الله عز وجل كان حقهم الاكرام والتعظيم وكان الواجب القبول لما جاءوا به من عند الله تبارك وتعالى والنصر والتعزير. لا ان يقابل هؤلاء الرسل الكرام والانبياء عليهم الصلاة والسلام بالقتل. والله المستعان. انتهى الوقت اكتفي بهذا واسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما سمعنا وان يجعلنا واياكم هداة مهتدين اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا وعافي مبتلانا واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه هذا يقول فوائد من قوله تعالى بئس ما اشتروا به انفسهم ان يكفروا بما انزل الله بغيا ان ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين. الاول اثبات المشيئة لله عز وجل وهي عامة فيما يحب وما لا يحب على من يشاء من عباده. صحيح الثاني كل مشيئة لله مقرونة بحكمة فليس افعال الله مجرد مشيئة بل هي للحكمة. قال تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله. ان الله كان عليما حكيما. نعم. فهذا الاختيار على من يشاء من عباده مبناه على العلم والحكمة اليس للعبادة اختيار مع الله تبارك وتعالى. الثالث فيه رد على بعض من يغلو باهل العلم والانبياء. فانهم لا يخرجون عن كونهم عبادا لله ولا يترقى الواحد منهم الى ان يكون ربا يملك النفع والضر ويعلم الغيب قال على من يشاء من عباده فهم عباد لله عز وجل وليسوا بارباب او الهة. الرابع اثبات الغضب لله على ما يليق بجلاله وعظمته فباءوا بغضب على غضب الخامس لما كان كفرهم سببه البغي والحسد ومنشأ ذلك التكبر قوبلوا بالاهانة والصغار في الدنيا والاخرة هذي ذكرناها. السادس من كان كافرا بعيسى عليه السلام مؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم فباء بغضب ان كان كافرا بعيسى عليه السلام مؤمنا بمحمد صلى الله عليه وسلم فباء بغضب دون الغضب كالثاني لا على الغضب يعني مع الغضب يعني من كان كافرا بعيسى عليه الصلاة والسلام مع ايمانه بمحمد صلى الله عليه وسلم فباء بغضب دون الغضب الثاني هكذا؟ لا على كل حال هو غضب على غضب. يعني هذا الذي كفر بعيسى صلى الله عليه وسلم وامن بمحمد عليه الصلاة والسلام هو بجميع الانبياء لكن هنا في قوله فباءوا بغضب على غضب بكفرهم بالله وعتوهم عليه وبكفرهم بعيسى عليه الصلاة والسلام لموسى صلى الله عليه وسلم جحودهم وكفرانهم لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرا وما الى ذلك من قتل انبياء عليهم الصلاة والسلام ثم ايضا الكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم فكفران سابق مع كفران لاحق. اشكر الاخ اللي كتب هذه اسأل الله عز وجل ان يزيده ويزيدكم ويزيدنا جميعا الفقه في الدين وتدبر كتابه. اذا كان لديكم اضافات نعم تفضلوا تفضلوا نعم نعم يقول بان قوله عنهم نؤمن بما انزل علينا يدل على انهم يستشعرون المزية على الخلق وانهم يختصون بامور لا تكون لغيرهم فلا يؤمنون الا بما انزل عليهم فهذا يدل على شيء من التكبر والتعاظم والشعور بالخصوصية وهذا قد يحصل لبعض هذه الامة قد يحصل لبعض هذه الامة الناس قد لا يقبلون الحق الا لمن كان من طائفته او اهل مذهبه كما ذكرنا من قبل. لا يقبل من غيرهم لا يقبل من غيرهم ولا يسمع منها وللاسف صارت بنا الحال الت بنا الامور الى ان المنتسبين الى السنة يقع بينهم من التنازع والشر والاختلاف ما لا يقادر قدره ويقعون في التحزب المذموم المحرم. وذلك ان يكون الانسان لا يقبل الا ممن كان من طائفته او لا يقبل الا من شيخه وما عدا ذلك فهو مردود اذا كان الانسان بهذه المثابة يكون ذلك كما قال الله عز وجل في من ذمهم واتخذوا وجعلوا دينهم بينهم زبرا فكما قال الحافظ ابن القيم رحمه الله بانه يدخل في ذلك من جعلوا لهم كتبا او نحو ذلك يتلقون عنها ولا يقبلون من غيرها. يعني لا يقبلون الا من هذه الكتب المصنفة في مذهبهم لا يقبلون الحق الا ممن جاء به من طائفتهم وما عداه فهذا كلام الخصوم. قال الخصم وهذه للاسف تجد مثل هذه العبارات ايضا تقال بعفوية بالخلاف الفقهي الخصم هو ليس بخصم قال المخالف او نحو ذلك. اما الخصم فهي تبعث رسالة في النفوس. تورث وحشة من العلماء الذين لربما كانوا على مذهب اخر وهم مجتهدون وعلماء والخلاف الذي بينهم ليس من قبيل الاختلاف المذموم فيتحول هذا الخلاف عند المتعصبة الى لون من التفرق ويصل الحال الى التنافر ويوجه السؤال المرير في حكم التزوج الحنفي مثلا من الشافعية هل يجوز ان يتزوجها او لا؟ الى هذا الحد فهذا لا يجوز وكذلك ايضا الاجتهادات السائغة في الامور الاخرى. الاجتهادات في الامور الدعوية والاجتهادات في الامور من النوازل التي تقع في الامة ونحو ذلك مما تختلف فيه انظارهم ومواقفهم فالناس ما زالوا يختلفون لكن لا يصح ان يكون ذلك الاختلاف سببا الشقاق والتفرق الجفاء والتدابر وان يتحول هذا الاختلاف الى لربما اتهام في الدين او الاعتقاد او نحو ذلك وهو اختلاف في امور اجتهادية في قضايا لا تبلغ وانما هي وجهات نظر كما يقال هذا غاية ما هنالك فهذا كله لا يجوز ولكن من نشأ في بيئة كهذه فانى له الانصاف والموفق من وفقه الله عز وجل. ومن اراد ان ينصف من نفسه وان ينصف من غيره فليخرج من اقماع السماسم ومن هذا الضيق وينظر من اعلى كانه في وقت اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلف الامة ثم بعد ذلك يدرك ان مثل هذا التفرق والاختلاف الذي وجد بعدهم ان هذا ليس من الدين وانه ينبغي الا يكون جزءا من هذا التفرق ويتعامل مع اهل الايمان بحسب ما عندهم من الاتباع ولزوم السنة ظاهرا وباطنا دون اعتبارات اخرى بحسب اتباع الكتاب والسنة ولزومهم لذلك الصراط المستقيم ظاهرا وباطنا هذا الذي يقرب الناس وهذا الذي يبعدهم لكن حينما يهبط الانسان وينظر من دوائر ضيقة فانه لربما يبغض من هم افضل منه واتقى لله واتبع للسنة ويجفوهم ولا يقبل منهم والسبب انه اختلف معهم في مسائل اجتهادية والله المستعان طيب تفضل بما انزل الله. الانزال يكون من اعلى الى اسفل في اثبات صفة العلو لله عز وجل. نعم وان القرآن كلام الله وايضا نعم الاخ ينقل عن ابن القيم رحمه الله انه ظهرت عليهم الحجة هنا من وجهين الوجه الاول ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم فهذا يقتضي كفرهم بما معهم والامر الثاني وفلم تقتلون انبياء الله؟ فهؤلاء منكم وانزل عليهم الوحي ومع ذلك تقابلونهم بالقتل وليس فقط الكفران وكما ذكرنا في مرأة سابقة في مناسبة سابقة ان هذا القتل ما وقع الا بعد الكفر كما قال الله عز وجل ففريق كذبتم وفريقا تقتلون فالذين قتلوا انما قتلوا بعد التكذيب فوقع لهم التكذيب والقتل. اي نعم باخر لا يقول هل قوله مصدقا لما معهم يدل على ان التوراة التي كانت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان اغلبها غير محرف اذا قلت كان اغلبها فيكفي ان يحرف موضع واحد ليفقد الثقة بالباقي. اذا دخلها التحريف فقد لكن العلماء رحمهم الله طائفة منهم يقولون بان التحريف لم يكن في اصل الكتاب انما كانوا يحرفون المعنى لا الالفاظ. انما الذي كانوا يحرفونه هو النسخ التي يخرجونها للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا فكانوا ينسخون لهم اشياء ويقولون هذا كلام الله هذا من عند الله هذا من التوراة وليس كذلك يبدلونه بعض العلماء يقولون التحريف واقع في هذا النسخ النقل المزور الذي يظهرونه للناس تجعلونه قراطيس تبدونها يعني تظهرون اما اصل الكتاب لم يحرف هذا يقوله بعض اهل العلم اخذا من هذه الاية والذي يظهر والله اعلم انه حرف اصل الكتاب ولا يوجد نسخة غير محرفة وهذه الكتب موجودة توراة والانجيل وهي نسخ متعددة ومحرفة ولم يكن ذلك مقتصرا على مجرد القراطيس التي كانوا يبدونها بل هذا من زيادة التحريف والكفران فانه لا يتأتى لكل احد ان يحرف متى شاء. فقد يحرف لموقف او لشخص لهوى لكنه لا يحرف اصل الكتاب في ذلك الموقف وانما يحرف النسخ التي قراطيس التي يخرجها له ويقول هذا ما في التوراة واما الكتاب فقد دخله التحريف. لكن كما قلت في الكلام على الاية وهو الحق مصدقا لما معهم قلنا هذا يكون التصديق فيه باعتبار انه جاء وصف النبي صلى الله عليه وسلم وصف الامة ونحو ذلك فجاء كما وصف وكفروا به فهذا كفر بما جاء في كتابهم. ومن جهة اخرى انه مصدق بان هذه الكتب من عند الله يعني في اصلها. وان هؤلاء الرسل الذين جاؤوا لبني اسرائيل موسى عليه الصلاة والسلام عيسى صلى الله عليه وسلم وغير هؤلاء من انبياء بني اسرائيل انهم رسل من عند الله. كذلك ايضا ما جاء في اصول الشرائع مما تتفق به الشرائع اصول الايمان فهذا مصدق لما معه طيب باقي شيء لا اله الا الله. السلام عليكم