الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته نواصل الحديث ايها الاحبة فيما يستخرج من الهدايات من هذه الايات التي يذكر الله تبارك وتعالى فيها خبر بني اسرائيل في هذه السورة الكريمة
سورة البقرة يقول الله تبارك وتعالى ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كانهم لا يعلمون واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان
وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا الاية هناك قال الله تبارك وتعالى ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا يعني يستنصرون
انه سيبعث نبي ثم بعد ذلك يتبعونه فيقتلون هؤلاء الذين كانوا يتوعدونهم به من الاوس والخزرج فلما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا
فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين بئس ما اشتروا به انفسهم ان يكفروا بما انزل الله باغيا ان ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده. حسدا للنبي صلى الله عليه وسلم وللعرب
ان تكون النبوة والوحي فيهم فلعنة الله على الكافرين وهنا ولما جاءهم رسول من عند الله وهو محمد صلى الله عليه وسلم جاءهم بالحق والقرآن الذي هو كلام الله تبارك وتعالى
وهو معجز في الفاظه وقد تضمن البراهين الساطعة على انه من عند الله تبارك وتعالى ولا يمكن لبشر ان يأتي بمثله وهو مصدق لما معهم من كتبهم مما جاء في التوراة
والانجيل انها من عند الله عز وجل وان هؤلاء الانبياء الذين بعثوا فيهم انهم انبياء الله الكرام وكذلك ايضا هو مصدق لما معهم مما قص الله تبارك وتعالى عليهم من القصص فيما لم يحرف من كتبهم
مما شهد لصحته القرآن وهو مصدق لما معهم ايضا بكونه على وفق ما جاء الخبر به في كتبهم من صفته عليه الصلاة والسلام ومع ذلك لما جاءهم هذا الرسول عليه الصلاة والسلام كانت النتيجة
نبذ فريق من الذين قوت الكتاب نبذوه طرحوه وهو كتاب الله تبارك وتعالى وجعلوه وراء ظهورهم فهم في غاية الاعراض كانهم لا يعلمون. شأنهم شأن من لا علم له ولا بصر. فلم ينفعهم ذلك العلم
وما انزل عليهم من الكتب ومع كثرة ما جاءهم من الرسل والانبياء عليهم الصلاة والسلام. يؤخذ من هذه الاية من قوله تبارك وتعالى ولما جاءهم رسول من عند الله ولما جاءهم رسول نكر الرسول هنا جاء اللفظ منكرا
وهذا التنكير يفيد التعظيم. رسول عظيم من عند الله تبارك وتعالى فذلك التنكير يفيد التفخيم قيم شأن هذا الرسول الذي كان ينبغي ان يعظم ويصدق وان يؤمنوا به ولكن للاسف
فعلوا خلاف ذلك وتأمل قوله تبارك وتعالى مصدق لما لما معهم هذه اللام يسمونها لام التقوية. رسول مصدق لما معهم دخلت على مفعول مصدق لتقوية دلالة ذلك التصديق يعني هو تصديق ثابت محقق مصدق
قل لي ما معهم فهو تصديق ثابت محقق ومع ذلك قابلوه بالتكذيب ونبذوه وراء ظهورهم. وتأمل قوله تبارك وتعالى في ذكر موقفهم من هذا الرسول ومما جاء به نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب
كتاب الله وراء ظهورهم كانهم لا يعلمون. واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا. نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب. فكر هذا الوصف لهم من الذين اوتوا الكتاب
هذا فيه تشنيع عليهم هم اهل الكتاب فنبذهم لا يكون كنبذ غيرهم ممن لا بصر له ولا علم ولا عهد له بكتاب فهؤلاء اهل كتاب. ثم يتعاملون مع الكتاب المنزل والوحي
بهذه الطريقة ولهذا يقال على قدر المقام يكون الملام فاللوم الذي يلحق هؤلاء اعظم مما يلحق غيرهم من الجهال كما قال الله تبارك وتعالى وقالت اليهود ليست النصارى على شيء. وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب. يعني كيف يقولون هذا؟ وهم يتلون الكتاب كذلك قال
الذين لا يعلمون وهم المشركون. مثل قولهم فالله يحكم بينهم فهؤلاء اصبحوا في حال من الاستواء مع المشركين الذين لا عهد لهم بالعلم ولا بصر لهم بالكتاب. فقالوا كمقالتهم. وتأمل قوله تبارك وتعالى
هذا فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله. ما قال نبذ الفريق من الذين اوتوا الكتاب الكتاب الذي جاءهم وانما قال تاب الله فهذا فيه زيادة بتفخيم شأن هذا الكتاب
وزيادة في التشنيع على هؤلاء اليهود الذين بذوه انما هو كتاب الله تبارك وتعالى ونبذ كتاب الله كفر محقق وعمل في غاية القبح والشناعة كتاب الله فابرزه بهذه العبارة. وكان يمكن ان يقال ولما جاءهم كتاب من عند الله
عرف انه من عند الله نبذوه وراء ظهورهم لا نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب. هؤلاء كما يقال الشرهة عليهم اكبر. هم اهل الكتاب وهكذا يتعاملون مع الكتاب بالمنزل ثم ايضا كتاب الله
وراء ظهورهم وهذا الكتاب كما قال في اول الاية ولما جاءهم كتاب من عند الله كما يقال من عند الله فهذا يعني انه حق ثابت. وانه يجب عليهم الايمان به. وان يعظموا هذا الكتاب. فهو ليس من عند احد من البشر
لا من الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من غيره. ثم ايضا تأمل قوله تبارك وتعالى وراء ظهورهم نبذوا ما قال نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله وانما عبر النبذ
وكذلك ايضا ذكر معه ما يورث اليأس من هدايتهم وقبولهم واستجابتهم فلم ينبذوه عن يمينهم او شمالهم وانما نبذوه وراء ظهورهم ومن نبذ الكتاب وراء ظهره فانه لا يرجى منه هداية ولا رجوع ولا
ارعواء فهو في غاية الشرود فهذا يصور شدة الاعراض الذي كانوا عليه فمن اعرض عن شيء تجاوزه فخلفه وراء ظهره وذكر هذه الجملة وراء ظهورهم يدل على تأكيد بعد هذا المتروك
عنهم تقول فلان جعلنا وراء ظهره. فلان جعل اصحابه وراء ظهره فلان جعل وصيتي وراء ظهره لما تقول ترك وصيتي قد يكون نسي غفل يرجع اليها لكن لما تقول جعل وصيتي وراء ظهره جعل كلامي جعل
وراء ظهره يعني معناها انه في غاية الاعراض فهذا لا يلقاه ابدا ذاك الذي جعله خلف ظهره جعل للظهر وراء الظهر وراء فقال وراء ظهورهم هذا كله يفيد المبالغة في تصوير هذا الطرح والنبذ مع الاعراض الكامل
فهذه الاظافة وراء ظهورهم كالبيانية لان الوراء لا يكون الا في الخلف كما يقال في القفا ولا تقف ما ليس لك به علم. قفو الاتباع والذي يتبع غيره يكون في قفاه
يمشي في قفاه ولهذا قالوا بان الغيبة والنميمة فسر ولا تقف ما ليس لك به علم بالغيبة والنميمة لانها تقال في قفا الانسان. والواقع ان ذلك يشمل هذا غيره ولا تقفوا يعني تتبع فلما كان المتبع لغيره
يسير خلفه يعني في قفاه صار كل من يتبع ما لا علم له به من شائعة واخبار ودعوات مضللة  مذاهب منحرفة كل هذا يكون بهذه المثابة قد قفى ما ليس له به علم
هنا نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كانهم لا يعلمون كانهم هم يعلمون ولكن بفعلهم هذا صاروا بمنزلة من لا يعلم وتأمل هذا الصنيع منهم وما ذكر الله تبارك وتعالى بعده
واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان فان هؤلاء تركوا ما هم بصدده من الحق الذي جاءهم وما كان يجب عليهم من اتباعه والاهتداء به والانتفاع بهذا النور المبين والهدى الكامل
فتركوه ونبذوه وراء ظهورهم فماذا كانت النتيجة؟ هل صار هؤلاء في حال من الاهتداء او البقاء على هداية؟ او التمسك بكتابهم الجواب لا وانما واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان
وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا فيؤخذ من هذا ان من ترك ما هو بصدده من ترك الاشتغال بما ينفعه ابتلي بالاشتغال بما يضره. هؤلاء تركوا كتاب الله والنتيجة اتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان. العكس تماما
يعني ان كتاب الله تبارك وتعالى واتباع الرسول عليه الصلاة والسلام هذا هو الهدى الكامل الذي يقابله الظلام والسواد الحالك او اتباع السحرة الرسول في طرف والساحر في الطرف الاخر تماما. الساحر حينما يوغل الساحر بالسحر فان ذلك يعني
انه قد اوغل في الكفر والضلال واتباع الشياطين. لا يكون الساحر حاذقا متمهرا بالسحر الا اذا كان عظيم الكفر بالله عز وجل. فالشياطين تطلب منه اشياء من عبادتها وتقديم القرابين
بانواع الفواحش وباقبحها. وكذلك التلوث بالنجاسات وتلويث المصاحف اعز الله كتابه واعز من يسمع بدم الحيض والانتان. فكلما اوغل في هذا كان في السحر ابرع. فاذا وجد سحر فثمة الظلمة والشر والنجاسات الحسية والمعنوية والشياطين واذا وجد النبوة
والكتاب انوار الوحي هناك تشرق الهدايات. ولذلك قال شيخ الاسلام رحمه الله بانه متى اشرقت انوار النبوة تلاشت الظلمات ظلمات السحر والشعوذة والضلال والبدع والاهواء ومتى ضعفت انوار النبوة كثر السحر وذاع وشاع فهذا امر مشاهد معلوم البلاد التي تضعف فيها انوار
هو يكثر فيها السحرة والمردة والطوائف المنحرفة واهل البدع والضلالات والبلاد التي تشرق فيها انوار النبوة يتلاشى ذلك جميعا فهؤلاء تركوا النور والهدى والحق الذي امروا باتباعه فابتلوا بالاشتغال باسوأ الاشياء. ولذلك يؤخذ منه
هذا المعنى ذكره الشيخ عبدالرحمن ابن سعدي رحمه الله في تفسيره وذكره في كتابه القواعد الحسان وعقد له ترجمة خاصة بان من ترك ما هو بصدده ابتلي بالاشتغال بظده. ولذلك فان الانسان اذا لم يشتغل بقراءة القرآن وسماعه
وذكر الله تبارك وتعالى اشتغل بالالحان والسماع الاغاني والمعازف اذا كان الانسان لا يشتغل بكتاب الله وتلاوته وتدبره ويجد قلبه عند ذلك بدأ يبحث عن اشياء اخرى. من القصائد الملحنة ونحو ذلك
اذا كان لا يرقق قلبه بالقرآن كما هو مشاهد. بعضهم يبحث عن ترقيق القلب بسماع القصائد الحزينة. التي تحكي او تحكي وفاة او فاجعة او نحو ذلك هذا يرفي امه بقصيدة حزينة وهذا يرثي كذا ولده الذي وقع له كذا وكذا من الامور التي
تجلب الحزن مع ان هذا الحزن غير مطلوب. لماذا يجتر الانسان احزان غيره؟ وقد سمعت بعضهم يصرح بهذا ويقول بان لديه رغبة في البكاء لكن هذه الرغبة في البكاء للاسف اليست من رقة القلب او الخوف من الله عز وجل وانما هي رقة عبثية
وقل مثل ذلك ايضا في من لم ينفق ماله في سبيل الله ومرضاته وطاعته ابتلي بانفاق الاموال فيما يضره. اذا جاء الحج قال الحملات غالية اذا جاءت الاضاحي قال الاضاحي غالية
وهكذا يترك الحج والعمرة والنفقة في سبيل الله والصدقات وتجد مثل هذا يذهب ويسافر حينما يجد فرصة وينفق اضعاف هذا على اسفار لا تبرأ بها ذمته. يذهب الى بلاد تظهر فيها انواع المنكرات ولا يستطيع ان يغيرها. يذهب اليها برجله ويقطع
الاف الاميال لربما بحجة انها سياحة. وترى عجبا من هؤلاء الناس. سؤالات ترسل غريبة وعجيبة هناك من يسأل ويجادل في ان اصل ذلك البلد كان للمسلمين ثم اخذه الكفار. فهل نبقى على الاصل؟ فنذهب اليه لان زوجي يقول لا نذهب الا الى بلاد مسلمين. وصلنا الى هذا الحد
فهؤلاء الذين ينفقون هذه الاموال الطائلة الواقع انهم سلطوا نفقتهم على ما يضرهم وتركوا ما ينفعهم. فاذا اشترى الانسان الاضحية او حج او نحو ذلك قيل هذه مصاريف كثيرة بنفقات كبيرة وهذا لماذا؟ ولكن حينما يذهب ويتحدث ويرسل الصور من هناك في الاماكن التي يذهب اليها يعجب الناس بهذا ويقولون ما شاء الله اين
يا ليتنا كنا معكم ولا تجد من يعاتب ويقول كيف تنفق الاموال في هذا؟ لماذا تذهب الى هذا المكان؟ لا يحل لك هذا السفر ابدا الاعجاب ولربما كان الافظل من هؤلاء هو الذي يدعو له بالبركة لان لا يصاب بالعين. لانهم يغبطونه. فانظر ترك الانفاق في سبيل الله. ترك الحج اجازة. هذه
الايام تدخل العشر التي هي افضل عشر في العام والبعض يتهيأ للسفر السفر الى اين؟ السفر الى بلاد لا يحل له السفر اليها الى حيث انواع الشرور والمنكرات ولربما الابتزاز يبتز ويسرق ويتعرض للاخطار ومع ذلك تجد هذا الاصرار على
السفر وقل مثل ذلك ايضا من ترك قراءة الكتب النافعة من كتب العلم النافع ابتلي بقراءة الكتب الضارة اللي تحرك الغرائز من هذه التي يسمونها بالروايات او الكتب التي تثير الشبهات
في النفوس وتجد في عند بعض الدور المشبوهة في المعارض الدولية تجد خلقا من ضعفاء العقول قد تجمهروا عند تلك الدار. فاذا اتيت نظرت واذا بهؤلاء قد تجمعوا على كتب ضارة
مشبوهة تورث الشبهات والشكوك في الدين او تحرك الغرائز وينفقون فيها الاموال وما الى ذلك وهكذا يجني الانسان الضرر على نفسه ويشتري الضلال بماله لربما يتحدث كثيرون عن قراءة الغربيين كثرة القراءة عندهم مثلا
وانهم يقرأون في كل مكان في محطة القطار وفي الطائرة وفي المطار وفي السيارة وفي المسبح وفي كل حين الواقع ليس ليس المعيار هو القراءة. يقرأون ماذا؟ يقرأون اشياء ضارة
فقرائتهم هذه تركها اولى بهم وانفع لهم كما قال شيخ الاسلام رحمه الله من الناس من يكون حال السكر افضل له من حال الافاقة لما مر بقوم التتر يشربون الخمر واراد اصحابه ان ينكروا عليهم نهاهم
قال هؤلاء اذا سكروا لم يقتلوا ولم ينتهكوا الاعراض ونحو ذلك. يعني اشتغلوا بسكرهم. لكن اذا افاقوا انتهكوا الاعراض وقتلوا النفوس فمن الناس من يكون السكر افضل له من الصحو. ومن الناس من يكون النوم افضل له من اليقظة. كما يقال نوم الظالم عبادة. عبارة
قد لا تكون يعني اقصد انها عبادة لكن لا شك ان نوم المفسد افضل من يقظته. وهكذا ايها الاحبة حينما نترك القراءة فيما ينفعنا ثم بعد ذلك نجد هذا الاعتكاف
الطويل على هذه الوسائل وسائل التواصل يقرأ الانسان ما هب ودب ودرج ولربما يشاهد اشياء لا تحل ويسمع اشياء لا تحل ويقرأ اشياء تضره ولا يرفعه لو كنا نقرأ وكانت المصاحف بايدينا كما نحمل
ونعنى بهذه الاجهزة لصرنا من اعبد الناس واتقى الناس لو اشتغلنا بكتاب الله عز وجل كما نشتغل بهذه الاجهزة ازا هو النظر فيها والقراءة تجد الرجل في المسجد وهو خارج من المسجد ينظر كل انسان قد اخرج وله
يقرأ الرسائل التي جاءت في وقت الصلاة. لو كنا هكذا مع القرآن لتغيرت احوالنا. وقل مثل ذلك ايضا حينما يقبل الانسان على امر يضره ويترك ما ينفعه وهذا باب وهذا باب واسع والله المستعان. اذا نظر الانسان في حاله وحال من حوله رأى من ذلك اشياء كثيرة
فعلى العبد ان يبادر ويستجيب لامر الله عز وجل ويقبل على ما ينفعه وقد فسر بعض اهل العلم قوله تبارك وتعالى واقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر حملوه على معنى غير المشهور
ومن هؤلاء بعض المحققين في التفسير. قالوا ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر كما يقول ابن جرير انه باشتغاله بهذه الصلاة قد اشتغل عن الفحشاء والمنكر هكذا يعني لا ان الصلاة تكون وازعا له لا وانما هذا الاشتغال بالصلاة تشاغله بها
هو في الوقت نفسه تشاغل عن الفحشاء والمنكر والنفس ان لم تشغل بالطاعة شغلت صاحبها بالمعصية. ان الشباب والفراغ  مفسدة للمرء اي مفسدة فهذا المعنى ذكره ابن جرير واختاره وان كان الاقرب والله اعلم المعنى الاخر انها هي تنهى مع انها اشغال فيدخل هذا المعنى فيه
فالنفس تحتاج الى اشغال بالطاعة وبالمعروف وبالخير. هذا اللسان اذا لم يشغل بذكر الله اشتغل بالغيبة والنميمة اذا لم يجالس الانسان الاخيار وتركهم باي حجة انه ليس لهم اهتمام بالعلم كانت النتيجة ما هي؟ ان تتفرغ له الشياطين يجلس مع البطالين ولربما يشاهد القنوات بحجة انه يتابع الاخبار
ثم ما يلبث ان تتحول حاله نسأل الله العافية الى شيء من المسخ حتى قد يصل الامر به الى الاشتراك في قنوات اباحية مشفرة. يدفع المال وكانت القضية في البداية هي مشاهدة اخبار ومتابعة الاحداث وترك الاخيار وصحبة الاخيار بحجة ليس عندهم اهتمامات علمية والان ظهرت
في الاهتمامات العلمية بترك الصلوات والنظر الى الحرام وتضييع حدود الله عز وجل. هذا يوجد وقل مثل ذلك اللي يترك حضور الدروس العلمية ومجالس العلم الدورات الشرعية تجده يتهافت لربما باموال طائلة على حضور دورات في البرمجة العصبية ودورات في الطاقة
واشياء يؤخذ بها ما له ويتبع فيها الاوهام ويدخل عليه من المفاسد. في الاعتقاد والتصور ما لا يدركه ولا يفهمه والله المستعان على كل حال هذا بعض ما يتعلق بهذه
الاية واسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما سمعنا. يجعلنا واياكم هداة مهتدين. يقول هل يجوز ارسال الاضحية كاملة الى البلاد فهو يجوز وقد ذكرت في الليلة الماضية الكلام على العشر ان هذه المسألة التي لربما يشنع فيها بعض الناس على من يوصلون الاضاحي الى بلاد بعيدة او قريبة اما هذا في
بتفصيل فمن الناس من يكون هذا هو الافضل في حقه كما قلت من الناس من يقول انا لا استطيع شراء اضحية ولا ذبح الاضحية وانا مشغول ومتنقل وفي اسفار فسأترك الاضحية نقول اعطى هذه الجمعيات
من الناس من يقول انا لا اجد قيمة الاضحية هنا لكن استطيع ان اضحي هناك بثلاث مئة ريال نقول تضحي اذا فهذا خير من الترك ومن الناس من يقول عندي اكثر من عشر اضاحي وصايا
ولا اطيق النهوض بهذا فماذا اصنع وهو يهم بتركها وقد تركها كثيرون نقول اذبح واحدة في البيت والباقي ممكن تعطيه احدى هذه الجمعيات ويذبح خارج البلاد وينتفع به المسلمون وتكون قد نفذت هذه الوصية. من الناس من يقول عندي وصايا لكن الغلة من هذه الاوقاف او
قليلة ضعيفة في بيوت قديمة او زروع شبه مهملة لا يخرج من غلتها شيء. فهي لا تأتي باضاحي بهذا العدد هنا فماذا يفعل؟ نقول يمكن ان يشترى بها ضاحي هناك وتنفذ الوصية والحمد لله رب العالمين
فلا يشنع باطلاق وهكذا يقال هؤلاء بخلاء هؤلاء كذا فليس بصحيح لكن من كان يجد وعنده هي اضحية واحدة نقول هنا اما ما يفعله بعض الناس كل البنات يردن التضحية
والاولاد والاب يضحي في البيت وكلهم يشتركون في النفقة يعني اقصد انهم ان نفقتهم في البيت واحدة يعيشون في بيت واحد ويأكلون في هذا البيت مجتمعين لم يستقل احد منهم بالنفقة في هذه الحال اضحية واحدة هي السنة هي العمل المشروع اما
كل واحد يريد ان يضحي فهذا غير صحيح لكن لو اصر هؤلاء وصار ذلك عبئا على ابيهم او نحو ذلك فيمكن ان تجعل هناك والله اعلم في اضافات في سؤال استنبطوها باعتبار ان الطاعة تقود الى الطاعة وتدعو اليها
فاذا تحقق القبول فالطاعة بعدها كما ان المعصية تقود الى المعصية والترك تفريط والتضييع يجلس الانسان ليلة يسهر ويغتاب الناس ويتكلم النتيجة صلاة الفجر تفوته هذه على اثر هذه نسأل الله العافية. فالاعمال السيئة تورث عجزا وضعفا
ايضا فسادا في القلب والعمل والسلوك وذكرنا من قبل في الكلام على هذه الايات ما يدل على هذا واشربوا في قلوبهم العجلة بكفرهم. فلما اشربوا في قلوبهم العجل كفرهم قل بئس ما يأمركم به ايمانكم ان كنتم مؤمنين. فصاروا يقتلون الانبياء تارة ويكذبون اخرين تارة فهذا من افراز
ذات هذه المعصية اشربوا في قلوبهم العجل. فالمعصية يتبعها المعصية تدعو اليها والطاعة يتبعها الطاعة. ولهذا قالوا في التوبة كما قال الحافظ ابن القيم رحمه الله بان التوبة النصوح التوبة الصحيحة
هي التي يكون معها الاقبال على الله. يعني ليس فقط يقول انا تبت من هذا هذه المعصية لا يكون معها اقبال. تابوا واصلحوا ومن تاب وعمل صالحا فانه يتوب الى الله متابا. يعني كما نعبر نحن باللهجة الدارجة. يقال فلان طاح على ربه. ما معنى طاح
على ربه. يعني ان توبته جعلته في حال من الاقبال والطاعة والاخبات. غير لما يقول انه تاب من المخدرات ثم بعد ذلك تجد ده لا يصلي ويدخن ويصحب الاشرار ووجه مظلم مثل هذا يرجع مباشرة الكثير الشائع المعروف ان هؤلاء يرجعون الى حالهم التي
كانوا عليها الا من رحم الله. لكن لما يقبل على الله وينطرح بين يديه ويقبل على الطاعات ونحو ذلك هذا الذي يرجى له ان يثبت وان توبته كانت توبة صحيحة ولذلك بعض الناس يسألون يقولون تقدم لابنتهم
رجل يقول انه تاب من المخدرات وانه ترك وانه تعالج وانه الى اخره. اقول انظروا الى حاله. هل الرجل مشتغل بالخير اقبل عليه او ان الرجل الا يظهر عليه شيء من هذا ويقول انه تاب من هذه ثم يرجع اليها بعد ايام او اسابيع
والله اعلم نعم باقي شيء ها ترك ايه نعم. الراجح انه تصحيح توبته هذه من الزنا فقط وبقي ينظر الى الحرام ولكن توبته هذه محفوفة بالمخاطر وقل من يثبت اذا كان. يعني اذا كان الانسان يحتاج الى مجاهدة
لوجود الدواعي في النفس وما ركب فيها من غرائز. فاذا كان يسعرها بالنظر الى الحرام آآ كيف يستطيع ان يثبت على توبته ويصبر؟ والله المستعان اللهم صلي على محمد