الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته يقول الله تبارك وتعالى بعد ان بين حقيقة شرعية واصلا من الاصول المرعية وهو قضية النسخ ما ننسخ من اية او ننسيها نأتي بخير منها او مثلها الم تعلم ان الله على كل شيء قدير فهذا في سياق الرد على اليهود حيث ارجف باهل الايمان بسبب ما وقع من نسخ القبلة قال الله تبارك وتعالى بعد ذلك مخاطبا اهل الايمان ام تريدون ان تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالايمان فقد ضل سواء السبيل. هذا نهي لاهل الايمان عن مشابهة هؤلاء اليهود بل اتريدون ايها الناس ان تطلبوا من رسولكم صلى الله عليه وسلم من السؤالات التي مبناها على العنت الطلب امور لا يصح ان تطلب ولا ان تسأل كقول اليهود لموسى عليه الصلاة والسلام لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرا وكما قال الله عز وجل فقد سألوا موسى اكبر من ذلك فقالوا ارنا الله جهره فهذا من سؤالات هؤلاء اليهود التي كانت من قبيل العنت والتمرد على انبيائهم عليهم الصلاة والسلام حيث طلبوا منهم امورا لا يصح ان تطلب بحال من الاحوال ثم قال الله عز وجل ومن يتبدل الكفر بالايمان فقد ضل سواء السبيل. فدل على ان توجيه مثل هذه السؤالات ومثل هذا التعنت ان ذلك من قبيل الكفر وان الواجب على اهل الايمان هو الاذعان والاستسلام والانقياد ربهم وباريهم جل جلاله وتقدست اسماؤه يؤخذ من هذه الاية الكريمة ام تريدون ان تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل النهي عن التعنت في المسائل وهذه السؤالات اليست من قبيل سؤال الاسترشاد والاستعلام فان هذا من الامور المطلوبة المحمودة. وقد جاء في القرآن يسألونك في جملة من الايات يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه يسألونك عن الخمر والميسر يسألونك ماذا ينفقون الى غير ذلك لكن مثل هذه السؤالات التي مبناها على العنة فان هذا لا يصح بحال من الاحوال وهو خلاف الانقياد والاذعان والايمان والاستسلام وقد جاء ذم السؤال في مثل هذه المقامات وما اشبهها يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء ان تبد لكم تسوءكم وان تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبدى لكم عفا الله عنها فهذا ايضا من جملة السؤالات المذمومة فيدخل في السؤال المذموم سؤال السؤال عن امور او طلب امور تكون كسؤالات بني اسرائيل لن نؤمن لك حتى نرى الله جهره وكسؤالات المشركين ان يحول الصفا الى ذهب او ان ينزل عليهم الملائكة من السماء ومعهم كتاب يقرأ او ان يزيح عنهم جبال مكة او ان يكون له جنة من نخيل واعناب ويفجر الانهار خلالها تفجيرا فكانوا يسألونه اسئلة خارجة عن عن مقصود الرسالة وعن مقدوره وما انيط به عليه الصلاة والسلام كان الجواب سبحان ربي هل كنت الا بشرا رسولا فالرسول لا يملك مثل هذه الامور. كذلك ايضا من السؤالات المذمومة لا تسألوا عن اشياء تبدى لكم تسؤكم السؤال في وقت التنزيل عن امور لم تفرض فيكون ذلك سببا لفرضها على الناس النبي صلى الله عليه وسلم قال يا ايها الناس ان الله قد فرض عليكم الحج فحجوا. فقام رجل فقال افي كل عام يا رسول الله فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بعد ذلك اخبرهم انه لو قال نعم لوجبت ولما استطعتم يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل ان الله افترض عليكم الحج في كل عام وانما ان الله قد افترض عليكم الحج فحجوا فيكفي ان يحج مرة واحدة في العمر. فهذا السؤال لا محل له السؤالات في وقت التنزيل عن امور لم تفرض فتفرض او عن امور لم تحرم فتحرم وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان اعظم الناس او اعظم المسلمين في المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرم فحرم من اجل لمسألته فهذا جناية على الناس ويكون سببا للتضييق عليهم كذلك من هذه السؤالات المذمومة السؤال عن الامور المتكلفة والقضايا التي يندر وقوعها يبعد وقوعها فهي قضايا نادرة وكذلك السؤال عن صعاب المسائل التي يسميها الفقهاء بالاغاليط يعني يورد مسائل صعبة من اجل ان يمتحن بها الناس فهذا ولو وجه الى فقيه فانه يكون من قبيل السؤال المذموم. كذلك المسائل التي يندر وقوعها. كذلك المسائل التي لا يبنى عليها عمل ويسأل عن اشياء لا يبنى عليها عمل يقول مثلا في ما يتعلق بسفينة نوح كم كان عدد الراكبين في السفينة ما الذي يترتب على هذا كم عدد اصحاب الكهف ما اسماء هؤلاء من اي قبيلة في اي عصر من العصور كذلك ايضا ما نوع المائدة التي انزلت على اصحاب عيسى عليه الصلاة والسلام على الحواريين فهذه مسائل لا يترتب عليها عمل. كيف يحصل الذرية والتناسل من ابليس باعتبار انه هو ابو الجن هل له زوجة؟ كيف يقع التناسل هذه قضية لا يترتب عليها عمل بالنسبة الينا. القضايا تتعلق بالنسخ قبل بلوغ المخاطبين قبل ان يبلغهم الحكم اصلا هذه مسائل لا يترتب عليها عمل. ما الذي يكون بالنسبة الينا من العمل الواقعي. فهذه الشريعة شريعة واقعية شريعة عملية انما يشتغل اهل الايمان بما يحصل به النفع لهم بجانب العلم والاعتقاد او في جانب العمل والسلوك. اما الاسئلة التي يراد بها مجرد السؤال او التعجيز او التفقه بالسؤال والتسلي ونحو ذلك فمثل هذا امر لا يحسن ولا يجمل حتى الالغاز فانها في الاصل من عمل البطالين. اللهم الا ما يحصل به كد الاذهان فيما يتعلق بالعلوم المختلفة العلوم النافعة كالالغاز الفقهية ونحو ذلك اما الالغاز التي لا معنى لها ولا يترتب على معرفة ذلك فائدة فان هذا لا يحمد الاشتغال به لانه يفوت مصالح انفع واعظم واجدى على اصحابها فاذا سأل اهل الايمان انما يسألون سؤال استرشاد وسؤال استعلام فيما يحتاجون اليه. اما ما لا يعنيهم بين من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه فيكون ذلك من قبيل الفضول في السؤال وهو اشتغال بما لا يعني وهو نقص في مرتبة العبد سواء كان ذلك فيما يتعلق بالمسائل الشرعية حينما يسأل عن قضايا لا تعنيه او حينما يسأل في قضايا عامة عن امور لا تعنيه. او حينما يسأل في قضايا خاصة عن امور لا تعنيه يعني يسأل الناس عن قضايا تتعلق بخاصة شؤونهم فيما يتعلق بمكاسبهم او فيما يتعلق بعللهم او فيما يتعلق بمشكلاتهم او فيما يتعلق باهلهم و اولادهم او نحو ذلك مما لا يحبون الاطلاع عليه فان الاشتغال هذا وما اشتغل احد بما لا يجدي عليه نفعا الا كان ذلك على حساب الامور النافعة الامور المفيدة ثم ايضا تأمل قوله تبارك وتعالى ام تريدون ان تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل فاضاف الرسول اليهم فهذه الاظافة تقتظي تشريف هذا الرسول وتعظيم هذا الرسول واجلال هذا الرسول لا مقابلة هذا الرسول بالتعنت وتوجيه مثل هذه السؤالات التي لا تصح بحال من الاحوال وهي خلاف التعظيم والتوقير والاستجابة والانقياد والقبول ثم قال الله عز وجل ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بامره. ان الله على كل شيء قدير. ود كثير من اهل الكتاب. يعني تمنى من اهلي الكتاب لو يرجعونكم من بعد ايمانكم كفارا كما كنتم من قبل. تعبدون الاصنام والاوثان حسدا من عند انفسهم بسبب الحسد الذي قد امتلأت به نفوسهم من بعد ما تبين لهم صدق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وصحة ما انتم وعليه من الدين امر الله عز وجل بمقابلة ذلك بالتجاوز والعفو والصفح عن اساءات هؤلاء وما يبدر منهم مما يكون دافعه الحسد الذي يأكل قلوبهم حتى يأتي الله بحكمه فيهم بقتالهم وقد جاء ذلك وقرر كما هو معلوم فالله عز وجل سيتولاهم ويعاقبهم على سوء فعالهم. فالله على كل شيء قدير لا يعجزه شيء. يؤخذ من هذه الاية ده كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم هذا دليل واضح كما يقول القصاب من المفسرين يقول هو دليل واضح على ان هؤلاء يعني قد حرموا التوفيق وان هذا الحرمان قد اقعدهم عن الايمان وذلك انهم حسدوا اهل الايمان على ما هم عليه والحسد لا يمكن ان يكون الا على نعمة فهؤلاء اذا علموا تمام العلم ان ما عليه اهل الايمان انه حق ودين صحيح تحصل به سعادة الدارين. فحسدوهم لاجل ذلك. يعني هل يمكن ان يحسدوهم على دين باطل مفترى مكذوب؟ هل يمكن ان يحسدوهم على مصيبة؟ هل يمكن ان يحسدوهم على جهل؟ هل يمكن ان يحسدوهم على نقيض صح الجواب لا انما الحسد يكون على الكمالات فوجود هذا الحسد عند هؤلاء اليهود يدل على ماذا يدل على انه قد علموا تمام العلم ان اهل الايمان في نعمة وعلى دين كامل صحيح واعتقاد سديد فحسدوهم على هذه على هذه النعمة العظيمة فالحسد اذا لا يكون على على الردى ولا يكون الحسد على النقصان ولا يكون الحسد على الجهل ولا يكون الحسد على الرزية انما يحسد صاحب صاحب النعمة فهذا الحسد الذي اكل قلوب هؤلاء اليهود او اهل الكتاب يدل على انهم قد عرفوا احقية ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وما عليه اهل الايمان من الكمال وان دينهم حق وليس وليس بباطل ولاحظوا ايضا قوله تبارك وتعالى ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم كما جاء عثمان رضي الله تعالى عنه ان المرأة الزانية تود لو ان جميع النساء زواني لماذا؟ لان هذه التي تتميز بالطهر والعفاف والشرف كانها تشير اليها في واقع الحال بان تلك قد فقدت عفافها وشرفها وطهارتها فهي تضيق ذرعا باهل الطهر والعفاف فالمرأة البغي المرأة الزانية يكون عندها نقمة على العفيفات ولذلك قرأت في بعض التقارير في انتشار مرض الايدز يقولون ان اكثر من ينشر مرض الايدز هي المرأة المصابة بهذا المرض يكون عندها ردود افعال عنيفة ونزعة انتقام تجاه الرجال. فهي تستعرض لهم بكل مستطاع في المطاعم وفي الفنادق وفي كل موضع يمكن ان تقتنص وتصطاد فيه الرجال بابهى حلة وزينة من اجل ان تدخل في هذا المنتدى نسأل الله العافية للجميع منتدى هذا المرض مرض الايدز جموعا جديدة يشاركونها في هذا البلاء والاعتلال والمصيبة كذلك ايضا هؤلاء الكفار من اهل الكتاب يودون يتمنون لو اعادوا اهل الايمان الى الكفر ثانية لئلا يتميز هؤلاء عليهم ب الاستقامة وصحة الاعتقاد والهداية التي حرمها هؤلاء. فبدلا من ان يدخلوا في الايمان معهم وان يغتبطوا بهذه النعمة وينعموا بهذا الدين الصحيح حرموا التوفيق واقعدهم هذا الحرمان فصارت نفوسهم تتآكل حسدا يودون اعادتهم الى ما كانوا عليه من الكفر. وهذا يدل على ان هؤلاء اهل الكتاب لا يريدون باهل الايمان خيرا بوجه من الوجوه. يعني لو كان هذا الخير كما سبق ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب ولا المشركين ان ينزل عليكم من خير من ربكم الخير من الله هم لا يريدون لكم واذا وقع بكم شيء من ذلك وحل بكم فضل من الله عز وجل تمنوا زواله لشدة عداوتهم وكراهيتهم. فاذا كانوا لا يتمنون لنا خيرا فهل نؤمل منهم ان يجري الخير على ايديهم وان يسعفونا به وان ينصرونا انظر الى تكالبهم على اهل الايمان في مثل هذه الاوقات وعبر القرون والعصور المتصرمة. لا جديد في الموضوع لا جديد في تكالب هؤلاء على اهل الشام مثلا او على غير اهل الشام هذه عادتهم وهذا ليدنهم وهذا هو المنتظر منهم فلو صدر منهم غير ذلك لكان هو المستغرب واجمل تعليق سمعته على السجية هكذا ان هؤلاء قد اشتاقوا الى الهزيمة انهم منذ نحو ثلاثين سنة قد هزموا هزيمة نكرا عرفها القريب والبعيد وكانت سببا لتفكيك تلك الدولة العظمى الكبرى التي كانت تحتل مساحة شاسعة على الارض ثم بعد ذلك صارت الى دول كثيرة بسبب بغيهم وظلمهم وعدوانهم فمثل هؤلاء ما ظنكم بهم ان اعتقادهم وحسدهم لاهل الايمان وبغضهم يحملهم حملا على مثل هذه التصرفات فلا غريب ولا جديد لكن الشيء الذي ينبغي ان توجه الانظار اليه هو ما نحن عليه من التفرق والاختلاف والله عز وجل يقول ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم. هذا هو المؤلم. هنا المصيبة الحقيقية وليس في تكالب الاعداء فهم يتكالبون منذ دهر طويل اجتمعوا على النبي صلى الله عليه وسلم. اجتمع الاخلاط من المشركين ومن المنافقين ومن اليهود واجتمع الفرس والروم في معركة واحدة تاريخية بفتوحات فارس بلاد الروم بلاد الشام اجتمعوا في معركة واحدة وهزموا والايات والنصوص الدالة على هذا المعنى كثيرة. والاموال التي ينفقونها فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين فكفروا الى جهنم يحشرون فلا في الدنيا ولا في الاخرة ليس لهم الا الخيبة والندامة والعاقبة السيئة والمكر السيء لا يحق الا باهله والله عز وجل يقول لن يضروكم الا اذى وان يقاتلوكم يولوكم الادبار ثم لا ينصرون هذا متى هذا اذا كانت الامة على امر الله مستقيمة وكانت الامة معتصمة بحبل الله عز وجل تنبذ التفرق والاختلاف اما ما نحن عليه فهذا هو المصيبة الحقيقية هذا التفرق هذا الاختلاف هذا التشرذم على كافة الصعد يعني بين المنتسبين للعلم والمنتسبين للدعوة والمنتسبين الى الجهاد وما الى ذلك واذا انبرى طائفة من الامة بنصيحة او نحو ذلك لربما يحمل كلامهم ما لا يحتمل ويشتغل الناس بهذه عما ابتلوا به وعما نزل بهم من هذا المصاب ونزول العدو بساحتهم فيشتغل بعضهم ببعض وهذا لا يكون الا لقلوب قد تناكرت ونفوس قد تباعدت من نفوس لا تحمل مشاعر طيبة للمسلمين وللهداة والناصحين والمصلحين فان من يريد النصح حقيقة فانه يكمل ويسدد وينصح واذا وجد شيئا مما يحتاج الى تكميل كمله ونصح فاهل الايمان نصحه واما تحميل كلام الناس ما لا يحتمل والوقيعة باعراضهم و تصرفات التي لا تصدر عن نفوس سوية فان مثل هذا لا يليق بحال من الاحوال. هذا التشرذم الذي نحن فيه هذا التفرق هو سبب الهزيمة هو سبب التراجع هو سبب التأخر وسبب تأخر النصر اول سبب تخلف الامة فصارت بهذه المثابة والله المستعان. كذلك يؤخذ من هذه الاية الكريمة حسدا من عندي انفسهم. لاحظ حسدا من عند انفسهم. الحسد قد يقع في نفس الانسان من غير ارادة ولا يكون في وسعه دفع هذا الحسد لكنه يؤاخذ على رضاه به واظهار القدح في المحسود والقسط الى ازالة النعمة عنه فما يبدر من تصرفات باللسان او تصرفات بالجوارح فهذا كله يؤاخذ عليه الانسان وقد ذكر هذا المعنى الشيخ محمد الخضر حسين رحمه الله وكذلك قال شيخ الاسلام رحمه الله ما خلا جسد من حسد ولكن الكريم يخفيه واللئيم يبديه. يعني الكريم يكظم ذلك ويطويه ولا يبدر منه شيء من القول او العمل الذي يكون منشأه الحسد ودافعه الحسد فيستعيذ الانسان بالله من شر نفسه وهواه ومن نزغات الشيطان ويجاهد هذه النفس ويذكر اخوانه من اهل الايمان بما يليق بهم واذا رأى فيهم نقصا او عيبا او نحو ذلك سددهم ونصحهم دعا لهم ويحب لهم ما يحبه لنفسه هذا هو اللائق هذا هو الصادق واما اذا كان الحسد قد ملأ قلبه وكانت النفس ضعيفة فاللئيم يبديه يظهر هذا بالقدح والوقيعة في الاعراض وتصيد الاخطاء وتحويل المناقب الى مثالب ومعايب ونحو ذلك هذا فعل اصحاب النفوس المريضة فهذا من عند انفسهم حسدا من عند انفسهم فهي انفس خبيثة تود الكفر للمسلمين حسدا وكذلك ايضا هذا يدل على خبث طوايا هؤلاء من اهل الكتاب الذين يودون وقوع المسلمين في الكفر من عند انفسهم. فهذا ليس بناتج عن ردود افعال او عن اساءة صدرت من المسلمين تجاههم فسببت هذه العداوات وانما هو شيء نابع من داخل نفوسهم المريظة هذه النفوس التي نأت وابتعدت عن الايمان والاهتداء فاعف واصفحوا حتى يأتي الله بامره في قوله فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بامره لاحظ هنا فرق لطيف الصبر مأمور به مطلقا كما قال شيخ الاسلام فلا ينسخ الصبر لابد من الصبر على الاذى اذى هؤلاء الاعداء واما العفو والصفح يقول شيخ الاسلام فانه جعل الى غاية وهو الى ان يأتي الله بامره فلما اتى بامره بتمكين النبي صلى الله عليه وسلم ونصره صار قادرا على الجهاد لاولئك والزامهم بالمعروف ومنعهم عن المنكر صار يجب عليه العمل باليد في ذلك ما كان عاجزا عنه. وهو مأمور بالصبر في ذلك كما كان مأمورا بالصبر اولا هذا كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بامره فامروا بالجهاد بعد ذلك. وفي قوله تعالى فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بامره. هذا فيه بشارة للمؤمنين بان الله عز وجل سيغير الحال. المقتضي يا اهل العفو والصفح لانهم لا يستطيعون مصاولة هؤلاء الاعداء فيصيرون الى حال من القوة يستطيعون بها دفعهم وكذلك ايضا لاحظ هنا الامر بالعفو والصفح ذكرنا في بعض المناسبات ان العفو من عفت الريح. الاثر ان لا يبقى في النفس اثر. والصفح ان يعطي صفحة العنق. بمعنى لا يقف مع اساءة بالمعاتبة ونحو ذلك وهذا هو الصفح الجميل. اسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما سمعنا ويجعلنا واياكم هداة مهتدين والله اعلم وصلى الله على النبي محمد واله وصحبه اذا كان لديكم سؤال الحسد متمكن في نفوسهم لا يمكن ان تتخلى عنه تلك النفوس اما اليهود فلا شك انهم معدن الحسد تقصد الانسان عموما اما بالنسبة لهؤلاء فالحسد متمكن حسدا من عند انفسهم اما كلام شيخ الاسلام ما خلا جسد من حسد فهذا يدل على ان الحسد يوجد في النفوس ولكن هذا ليس من كلام النبوة يعني ليس بوحي فقد لا يكون الكلام بهذه المثابة في كل النفوس فقد يمن الله عز وجل على بعض عباده فلا يكون فيها من الحسد وهذا هو الظن بالانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام. ان نفوسهم صافية نقية خالية من الحسد وهذه الافات والادواء فهم منزهون عنها كذلك ايضا قد يوجد في بعض اتباعهم ممن جبل على هذا يعني بعض النفوس نظيفة نقية صافية طاهرة لا يعرف الحسد اليها طريقا تجد انه يحب للناس ما يحبه لنفسه ان هذا الانسان سليم الصدر على الناس لا يحمل الغل يعني اذا نظرت في وجهه وحاله وما الى ذلك تقول حتى لو اراد ان يتكلف هذا شيئا فانه لا يستطيع هذا قد يوجد في بعض الافراد وقد يوجد في بعض البيوت يعني بعض الاسر يرثونه وراثة يعني يكون جبليا اما الذي يقع في النفوس يحتاج الى مدافعة فهذا الذي يكون مما يطلب فيه المجاهدات يجاهد الانسان نفسه في دفع ذلك بالنظر الى اسباب هذا الحسد فيدفعها قبل ان يقع وينظر ايضا في قدر الله عز وجل وان ما اعطي هؤلاء وما صار اليهم انما هو بتقدير الله عن علم وحكمة فهذا الحاسد يعترظ على حكمة الله وعلى تقديره وعطاءه فهو معترض على ربه كذلك ايضا ما يطلب من محبة الانسان لاخيه ان يحب له ما يحب لنفسه فالحسد خلاف هذا تماما ثم ايظا ان يتذكر ان فضل الله واسع وان العطاء لهذا ليس بحجز للنعمة عنه وان وصولها الى هذا لم يكن سببا لاستيلابها منه فالطاف الله متكاثرة عظيمة ويد الله ملأى لا تغيظها نفقة يقول ومن يتبدل الكفر بالايمان في رد على الجبرية. هذا صحيح نعم ايضا تفضل كيف يحسدون؟ يقول قد يقول قائل هؤلاء عندهم من التطور والتقدم واسباب القوة المادية فكيف يحسدونا؟ هم يحسدونا على هذا الاصل الذي هو اصل السعادة في الدنيا والاخرة وهو سبب النهضة وسبب كل خير فالمسلمون حينما تمسكوا بدينهم في مدة وجيزة تحولوا من يعني مضرب مثل ما كانوا امة ذات حضارة وضيعت حضارتها فرجعت الى دينها فصاروا ائمة وقادة. لا هم امة كانوا في الحضيض في منتهى الجهل والتخلف ويعبدون الاصنام يعني مضرب مثل ما جاء لهذا الدين لامه كانت من ذوات الحضارات الارث الحضاري فيقال والله استعادوا ذلك مرة اخرى لا لا جاءت لامة تسمى ذباب الصحراء فجعل منهم امة اخرى تماما هذا كان في الابتداء فلا شك ان الاستعاذة اسهل من من الابتداء فكون هذه الامة الان بكل مقوماتها وتحتل المواقع الجغرافية التي هي في وسط العالم والمنافذ الاستراتيجية وتحتل المواقع التي فيها الثروات التي تتوقف عليها حضارة الامم وتملك من العقول الزكية ما لا يوجد عند غيرها وهذا معروف ومعلوم لكنهم يحتاجون الى ان يعودوا الى دينهم في غيرون العالم باكمله. ولذلك لاحظ العبارات الان اصبحت تتحدث كثيرا عن التطرف. ما هو التطرف وما هو التسامح في نظر هؤلاء الاعداء ما هو التسامح؟ التسامح هو التضييع والتفريط والخروج عن حدود الله عز وجل واحكامه وشرائعه والتطرف ما هو؟ الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم والاخذ بالدين الحق فهذا في نظرهم يعتبر من قبيل التطرف ولذلك هم يحاربون الحق والدعوة الصحيحة المبنية على الكتاب والسنة ولو كانت خالية من الغلو فليست القضية هي قضية غلو عند هؤلاء بل هم لربما يكون هؤلاء الاعداء من جملة الاسباب التي تفرز وتوجد طوائف الغلو في الامة فتكون منحرفة في المسار ومشوهة لحقيقة الدين وصادة عن سبيل الله عز وجل وكثيرا ما نجد وراء مثل هذه المظاهر مظاهر الغلو نجد الاعداء والاصابع الاعداء من وراء هؤلاء يبرزونهم ولربما دعموهم بطرق مباشرة او غير مباشرة ثم بعد ذلك يكون هذا من قبيل الصد عن سبيل الله عز وجل محاربة الاسلام بما لا تستطيعه قواتهم وامكاناتهم وطائراتهم فيصيبون المسلمين في مقتل كما نشاهد في مثل هذه الاوقات الله المستعان لذلك تجد ان هؤلاء يدعمون الحركات الصوفية وتنشط هذه الحركات ليقدموا اسلاما بديلا اما الدعوة المبنية على الكتاب والسنة دعوة الدعوة السلفية الصحيحة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فهذه يحاربونها غاية المحاربة ولو كان اهلها في غاية الاتزان والاعتدال الصحيح والانضباط والتعقل في تصرفاتهم وهم يحاربونها ويرون انها هي الد الاعداء لانها تمثل الاسلام النقي السليم الذي يمكن ان يعيد الناس من جديد كما بدأ الاسلام اول مرة في غير وجه العالم سلامة الله